نشهد اليوم فصلا آخر من فصول وضع اليد الإيرانية على العراق، بما في ذلك الاعتراض على وزير المال هوشيار زيباري، الكردي الذي سعى ان يكون وزيرا لكلّ العراقيين والدفاع عن هامش للمناورة خاص بالعراق، خصوصا عندما كان وزيرا للخارجية.
كان الخطاب الذي ألقاه رئيس النظام السوري بشّار الأسد في الجلسة الأولى لمجلس الشعب السوري الجديد (مجلس النوّاب) في غاية الأهميّة. كان الخطاب منعطفا تاريخيا، لا لشيء سوى لأنّه جاء ليعكس جديد سوريا. يأتي هذا الجديد بعد خمس سنوات ونصف سنة على اندلاع الثورة الشعبية فيها.
مرّة أخرى، من المفيد ألّا يضيع اللبنانيون البوصلة. مشكلتهم الأولى والأخيرة مع السلاح غير الشرعي. إنها مع من يسعى إلى إلغاء البلد وتوريطه في كلّ الأزمات التي تمرّ فيها المنطقة كي لا تقوم له قيامة يوما ما.
هناك قمم لا تقدّم ولا تؤخّر، كما حال القمة التي عقدها قادة "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" مع الرئيس باراك أوباما في الرياض. لم يكن مطلوباً من الرئيس الأمريكي الانحياز كلّياً إلى مواقف دول الخليج العربي بمقدار ما كان مطلوباً ترجمة كلامه إلى أفعال. هل في وارد أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض في غضو
لم يعد الآن من «أممية ثالثة» شيوعية، هناك حاليا رابط متين، يتجاوز الحدود المعترف بها للدول. هذا الرابط قائم بين المليشيات الشيعية التي تدور في الفلك الإيراني انطلاقا من طهران. يحدث بين الحين والآخر حصول توزيع للمهمّات بين هذه المليشيات المذهبية أو تلك.
لم يدخل وقف النار في اليمن حيز التنفيذ. بقيت جبهات عدّة مشتعلة. هذا لا يعفي من التفكير منذ الآن في ما إذا كان بالإمكان التوصّل إلى اتفاق سياسي يعيد الهدوء إلى بلد في حاجة إلى صيغة جديدة للحكم، بل إلى تركيبة مختلفة، خصوصا أن الحروب فيه لا يمكن أن تستمرّ إلى ما لا نهاية.
الحريص على لبنان لا يجعل العرب يتفادون لبنان ولا يعتدي على مكاتب مؤسسة صحافية مثل «الشرق الاوسط» ولا يهاجم المملكة العربية السعودية واهل الخليج العربي.
تقدم الإصلاحيون نتيجة الانتخابات الايرانية أم لم يتقدموا، سيظل المحك حجم التغيير في السياسة الخارجية الإيرانية التي يعبر عنها مشروع توسعي قائم على الاستثمار في الغرائز المذهبية. سيظل المواطن اللبناني يسأل نفسه: هل آن أوان الانتهاء من الظلم اللاحق به نتيجة إصرار ايران على جعل بلده مستعمرة تابعة لها؟
نشهد حاليا فصلا آخر وليس الأخير من السقوط المسيحي في لبنان. في الوقت الذي يكرّم اللبنانيون مجددا العميد ريمون اده عن طريق تسمية جادة في جبيل باسمه، يسعى ميشال عون النائب المسيحي عن طريقة لتأكيد أنّه كان رجل فكر وأنّ لديه ما يتركه.