كتاب عربي 21

سأبدأ رحلة أخرى

عبد الرحمن يوسف
1300x600
1300x600
حَسَنًا ...
سَأَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى ...!
أُعِدُّ لَهَا الحَقَائِبَ 
لا مَسَاسَ بِرَغْبَتي بوِسَادَتي في البَيْتِ 
أوْ في قَهْوَتي بَعْدَ الظَّهِيرَةِ نِصْفَ دَافئَةٍ 
سَأَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى 
شَريطَةَ أَنْ يَكُونَ المَوْتُ مَشْغُولاً 
بتَوْسِيعِ الفَنَاءِ على حِسَابِ طَريقِ شَخْصٍ آَخَرٍ غَيْري ...!

هذا مطلع قصيدة بعنوان "رحلة أخرى"...!
هل تظن أنني قد كتبتها أمس لكي أواسيك في إحباطك اليوم يا أخي الثائر؟
الحقيقة أنها فلسفة حياة، ولم تكتب من أجل اللحظة التي تمر بها أنت الآن.
القصيدة كتبت قبل ثورة يناير، وقبل أن تتحرك حضرتك من كنبتك، لكي تكتشف أن عليك واجبا تجاه وطنك، وتجاه نفسك.
إذا لم تكن مستعدا لبدء رحلة نضال جديدة في أي لحظة، فاعلم أنك غير مهيئ للسير في هذا الدرب، وإذا كنت تظن أن بلدا مثل مصر سيتغير بسهولة مثل تغييرك لصورة بروفايلك على الفيس بوك فاعلم أنك مخطئ.

سَأَصْرُخُ في الوُجُودِ لكَيْ يَرَى
أنِّي على قَيْدِ الوُجُودِ
ولَنْ أُجيبَ على الذينَ سَيَسْأَلُونَ
عَلامَ تَصْرُخُ في الوُجُودِ ؟
أَلَسْتَ مَوْجُوداً ؟
لماذا بالصُّرَاخِ ؟
ألا تَخَافُ بَأَنْ تُخيفَ بِهِ الوُجُودَ ؟
فَقُلْتُ لا يَخْشَى الوُجُودُ مِنَ الصُّرَاخِ
وإِنَّمَا مِنْ صَمْتِنَا ...!

الصمت في مثل هذه اللحظات جريمة، وأكبر من ذلك جريمة من يُنَظِّرون للفشل، ويُفَلْسِفُونَ الهزيمة، ويُثَبِّطون المتحمسين بلسان لزج يقطر تكبرا على الناس...!
أين كنتم يوم الرابع والعشرين من يناير 2011؟ ألم تكونوا مع الثوار؟ ما هي حججكم المنطقية للنزول في ذلك اليوم؟
أقسم بالله العظيم غير حانث أن حجج عدم النزول في ذلك الوقت كانت أقوى ألف مرة من حجج عدم النزول اليوم، ولكن عمى البصائر، واليأس من روح الله يحول الإنسان من ثائر إلى عدو لنفسه وللثورة دون أن يدري.
تعس المثبطون، تعسوا وانتكسوا...!

حَسَنًا ...
سَأَبْدَأُ رِحْلَةً لَمْ أَكْتَشِفْ مَعْ خُطْوَتي الأُولى 
نِهَايَةَ كُنْهِهَا
مَنْ ذَا يُطَالِبُنِي بِمَعْرِفَةِ النِّهَايَةِ في البدايَةِ 
غَيْرُ مَنْ يَخْشَى تَوَاطُؤَ نَفْسِهِ مَعْ أَمْسِهِ ؟
أَنَا لَسْتُ مُضْطَرًا لِتَصْديقِ الصَّدُوقِ إِذَا كَذَبْ !
أَنَا لَسْتُ مُضْطَرًا لإِقْصَاءِ البَعيدِ إِذَا اقْتَرَبْ ...!
أَنَا لَسْتُ مُضْطَرًا ، وَلَسْتُ مُخَيَّرًا 
في كُلِّ مَا أَرْجُو ومَا أَخْشَى 
ولَسْتُ أُعِيدُ أَجْدَادِي بِفِعْلٍ قَدْ يَرَاهُ الغَابِرُونَ مَضَارِعًا
ويَرَاهُ أَحْيَاءُ البَصيرَةِ طَيْفَ فِعْلٍ مَيِّتٍ 
لَنْ أَمْنَحَ الأَيَّامَ فُرْصَةَ مَنْعِهَا يَوْمِي 
ولَنْ أُبْدِي لِمَنْ يُخْفِي مَخَاوِفَهُ مَخَاوِفَ مُهْجَتِي ...

النصر قريب، يراه من يؤمن بهذه الثورة، ويعمى عنه من غشيت بصره غشاوة اليأس...!

حَسَنًا ...
سَأَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى ...!

الخامس والعشرون من يناير بداية مجد جديد، وطريق رحلة أخرى، وهناك مئات الآلاف من الشباب على استعداد لبذل أرواحهم في سبيل أن تتحقق مطالب ثورة يناير العظيمة، "عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية ... كرامة إنسانية"
هنيئا لكم ثورتكم يا معشر الثوار ...
وليعش المثبطون في أوهامهم .
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...

موقع الكتروني :www.arahman.net
بريد الكتروني :[email protected]
التعليقات (12)
نور الهدى
الثلاثاء، 28-01-2014 03:35 م
سأبدأ رحلة أخرى .... رحلة النفس الطويل ... رحلة لبداية نصر جديد بإذن الله يكتبها الشهداء بدمائهم التى تسيل فى كل شوارع مصر فقسما بالله لن نترك بلدنا لكم ايها العجائز
أسماء
الإثنين، 27-01-2014 09:10 م
مكمليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين ومش خايفين
د.حسن
الأحد، 26-01-2014 03:06 م
تعس المثبطون تعسوا وانتكسوا واذا شيكوا فلا انتقشوا واذا قصفوا فلا انتصفوا واذا ماتوا فلا قبروا واذا انكمشوا فلا انتفشوا واذا حشروا فلا نظروا واذا عرضوا فلا رحموا
os sara
الأحد، 26-01-2014 09:33 ص
الله عليك انا صراحه الاول ما كنت احبك كنت احس فيك الغرور لكن الان ومن مواقفك انت رجل بمعني الكلمه وطني 100 في 100
نور
الأحد، 26-01-2014 12:33 ص
لا وجود لليأس فى امه ذاقت مطعم الحريه التى حرموا منها طول الدهر الحريه اهم من الحياه