صحافة عربية

الحكومة لن تستقيل.. والسيسي يكتب برنامجه الانتخابي

الصحافة المصرية - الصحافة المصرية الاثنين
الصحافة المصرية - الصحافة المصرية الاثنين
 عكست الصحافة المصرية الصادرة الإثنين 20 كانون الثاني/يناير 2014، حالة الاضطراب السياسي، التي تعاني مصر منها في المرحلة الراهنة، بعد تمرير سلطات الانقلاب للوثيقة الدستورية، التي وضعت لجنة الخمسين المعينة من قبلها.
 
الصحف تناولت تساؤلات الشارع المصري: هل تستمر حكومة الببلاوي أم تستقيل أم تشهد إجراء تغييرات محدودة؟ وماذا عن الأنباء التي تحدثت عن استقالة عدد من أعضائها، وأبرزهم نائب رئيس مجلس الوزراء زياد بها الدين، وطاهر أبو زيد وزير الرياضة؟ وهل يرشح السيسي نفسه للانتخابات الرئاسية؟ ومتى يعلن ذلك؟ وهل يتم البدء بالانتخابات الرئاسية، وبالتالي يتم إجراء تعديل على خارطة الطريق التي أعلنها السيسي؟ أم يتم الالتزام بإجراء انتخابات برلمانية أولا، ثم تليها انتخابات رئاسية؟
 
ولوحظ في صحافة الاثنين استخدام أزمة النادي الأهلي ووزير الرياضة كقنبلة دخان من أجل إلهاء المواطن العادي عن واقعه السياسي والاقتصادي الكئيب، بتضخيم حجم تلك الأزمة.. فضلا عن ضخ مزيد من الوقود في إناء شيطنة الإخوان المسلمين، وإظهار الشماتة في تراجع صوت الحركة الطلابية مع الزج بقوات الشرطة في داخل حرم الجامعات، خاصة: الأزهر، والقاهرة.
 
حديث استقالة الحكومة
 
"المصري اليوم" كانت حاسمة في تقديم إجابة عن سؤال استقالة الحكومة، فخصصت مانشيتها لتصريحات خاصة لرئيس الحكومة المؤقتة حازم الببلاوي للجريدة أكد فيها أن "الحكومة لن تتقدم باستقالتها إلى رئيس الجمهورية بعد إقرار الدستور الجديد"، مشيرا إلى أنه لا يوجد من الناحية القانونية والدستورية بعد إقرار الدستور ما يتطلب من الحكومة الاستقالة، ولكن من ناحية التقويم السياسى لأداء الحكومة من قبل رئيس الجمهورية، فإنه يمكن أن يحدث فى أى وقت.
 
وأضاف الببلاوي في تصريحاته أن إجراء تعديل فى حكومته وارد، لكن من المبكر الحديث عنه، وأن الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء، لم يتقدم باستقالته ومستمر في أداء عمله.
 
كما نقلت الجريدة عن مسؤول حكومى تأكيده أنه إذا أعلن السيسي الترشح للرئاسة فسيعقبه إعلان التعديل فى حكومة الببلاوي.
 
لكن جريدة "التحرير" شنت حملة على الحكومة. ونسبت إلى سياسيين قولهم إن الحكومة تتخبط بعد مهزلة الأهلي، ويجب أن ترحل فورا.

وأشارت الجريدة إلى تصريحات نائب رئيس الوزراء زياد بهاء الدين: "فكرت في ترك منصبي بعد الاستفتاء"، فيما نسبت إلى قوى ثورية وسياسية قولها : "زهقنا من الحكومة.. ويجب تغييرها فورا".
 
وذكرت جريدة "الأخبار" رواية أخرى نسبتها إلى مصادر قالت فيها: "إن بهاء الدين تقدم باستقالته، وإن الببلاوي رفضها.. موضحة أن وزير الرياضة طاهر أبو زيد مستمر بالوزارة ويتمسك بقراره.. بينما أشارت "اليوم السابع" إلى ما اعتبرته "هدنة الاستقالات في حكومة الببلاوي"، وأن "طاهر يتراجع بعد تطمينات رئيس الوزراء، وأنه لا حديث عن استقالة زياد بهاء الدين".
 
إغلاق هذا الباب تماما جاء مع مانشيت جريدة "الوفد" الذي قال: "مفاجأة: حكومة الببلاوي باقية بأمر الدستور.. المادة 147تمنع إقالة رئيس الوزراء إلا بموافقة البرلمان، والاستقالة هي المخرج".
 
متى يعلن السيسي ترشيحه؟
 
على صعيد المسألة "السيسية" أبرزت الصحف  كلمة "السيسي" للقوات المسلحة التي شكرها فيها على تأمين الاستفتاء، وتأكيده أن المهمة أكدت العلاقة الراسخة بين الشعب وأبنائه (الأهرام).. لكن "التحرير" تساءلت: متى يعلن السيسي ترشحه لرئاسة مصر خصوصا بعد إقرار مسودة الدستور الجديد بأغلبية ساحقة؟
 
وأشارت الصحف إلى أنباء عن اجتماع قريب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للموافقة على الترشح بعد أن نال تفويضا شعبيا بذلك من خلال المشاركة غير المسبوقة للمصريين في الاستفتاء على الدستور"، بحسب الجريدة.
 
وتقدمت جريدة "الوطن" خطوة إلى الأمام. فنسبت إلى مصادر تأكيدها أن السيسي يكتب برنامجه الانتخابي الآن، وأن الجيش يبارك ذلك. وذكرت أن مصادر رفيعة المستوى كشفت عن أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، بدأ إعداد برنامجه الانتخابى، الذى سيقدمه للشعب عقب إعلان ترشحه للرئاسة، وأنه يتواصل مع 3 شخصيات بارزة للتشاور معهم حول قرار الترشح".
 
وأوضحت "الوطن" أن "جهات سيادية طالبت السيسى بضرورة الإعلان مبكراً عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، نزولاً على رغبة المصريين، وأن المؤسسة العسكرية تبارك ترشحه، وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيناقش، خلال اجتماعه المقرر انعقاده خلال ساعات، جميع التقارير عن نبض الشارع والمشاركة الشعبية فى الاستفتاء، والموافقة على الدستور، فضلا عن مناقشة ترشح السيسى لانتخابات رئاسة الجمهورية".
 
وأضافت المصادر -طبقا للجريدة-: "السيسى سيعلن خبر ترشحه للرئاسة مقترناً بخطة تنموية واقتصادية تبدأ فى الصعيد وسيناء، يعمل على وضعها بنفسه، تتضمن إجراءات عاجلة لحل المشكلات الملحة". وتابعت: "الفريق السيسى سيعلن فى خطاب ترشحه، الذى سيكتبه بنفسه، المَخرج والحلول للمشكلات التى تواجه الدولة والمواطنين، ومنها: المياه والأراضى الصحراوية، وسيدعو جميع القوى السياسية والمدنية للمشاركة فى العبور بمصر إلى بر الأمان".
 
وأشارت إلى أن وزير الدفاع يعكف الآن على قراءة ودراسة ما فعله "عبدالناصر"، ويتواصل مع 3 شخصيات مهمة لحسم قرار ترشحه، فيما يجهز أحد المخرجين السينمائيين فيلماً تسجيلياً عن الفريق السيسى، يتضمن دوره البارز فى ثورة 30 يونيو، وأبرز مواقفه وخطبه، على أن يُعرض فى نفس يوم إعلانه الترشح للرئاسة".
 
الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية
 
ثالث القضايا التي أصابت الصحافة المصرية بالتخبط السؤال: هل يتم إعلان تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية؟
 
في هذا الصدد ذكرت جريدة "الجمهورية" أن القرار الجمهوري بتطبيق الدستور الجديد سيصدر خلال ساعات. وأشارت "الأهرام" إلى أن تعليق جون كيري وزير الخارجية الأمريكي: "التصويت على الاستفتاء والاقتراع لمرة واحدة لا تعني الديمقراطية".
 
ونقلت "الوفد" على لسان الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي قوله: "ندعم إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية".
 
ومن جهتها، تساءلت "الأخبار": ماذا بعد الدستور؟ وأجابت: تغيير الحكومة، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإنقاذ الاقتصاد، وتشديد القبضة الأمنية. ونقلت عن خبراء الأمن أنهم أجمعوا: مطللوب استنفار أمني في جميع المحافظات استعدادا للانتخابات الرئاسية.
 
وفي عموده "كلمة السر" بالجريدة نفسها دعا نبيل زكي إلى اختصار المرحلة الانتقالية بحيث لا يتجاوز موعد الانتخابات الرئاسية اليوم الخامس عشر من شهر مارس القادم حتى يمكن إنهاء خطوتين رئيستين على طريق خريطة المستقبل، ولا تبقى سوى الانتخابات البرلمانية لتكون في موعد أقصاه نهاية شهر مايو المقبل، بحسب قوله.
 
البدء بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية رجحه أيضا محمد سلماوي المتحدث الرسمى السابق باسم لجنة الـخمسين المعينة، في مقال دعائي نشرته "المصري اليوم"، بالتزامن مع جريدة "التايمز" البريطانية، تحت عنوان: "قفزة ديمقراطية تنبئ بعصر جديد"، قال فيه: "الآن، وبعد رحيل رئيس الإخوان المسلمين، تظل مصر حريصة على بناء النظام الديمقراطى الذى تستحقه، وقد وضعت خارطة طريق تبدأ بصياغة الدستور ليكون حجر الأساس الذى يتبعه عقد انتخابات رئاسية فى الربيع، وأخرى برلمانية فى الصيف".
 
أزمة الأهلي "قنبلة دخان"
 
وظفت الصحافة المصرية أزمة النادي الأهلي مع وزير الرياضة "طاهر أبو زيد" توظيفا دعائيا، فقد أصدر  الأخير قرارا بإقالة رئيس مجلس إدارة النادي حسن حمدي، وتقديمه للنيابة العامة بتهمة إهدار المال العام.. لكنها تحولت في صحف اليوم إلى "قنبلة دخان" تستهدف إلهاء المواطنين عن الواقع السياسي والاقتصادي الكئيب.. إذ تناولت هذا الصراع بتوسع كبير، مبرزة تراجع الوزير عن استقالته على خلفية إلغاء الببلاوي قراره بإقالة مجلس إدارة النادي الأهلي.
 
وفي السياق نفسه، خصصت "اليوم السابع"  ملفا للقضية بعنوان: "فتنة حسن حمدي.. تفاصيل صدام "أبو زيد ومجلس الأهلي".. وأسرار اتصالات شوبير والمعلم لاحتواء الموقف وغياب الخطيب.. والزملكاوية: "إحنا ولاد البطة السودة".
 
كما خصصت "الوطن" ثلاث صفحات لكواليس معركة "حمدي-أبو زيد" في "القلعة الحمراء".. مجلس الأهلي يدعو لعمومية .. والألتراس يدخل على خط المواجهة..المادة 75 تحسم الأزمة.. ووزير الرياضة ل "الببلاوي": "هي دي مكافأتي"؟، بحسب الصحبفة.
 
وفي "الوفد" جاءات العناوين مثيرة: "عاصفة دولة الأهلي تهز الحكومة.. أبو زيد لم يقدم استقالته.. والببلاوي أوقف قراره بسلطات دستورية".. فيما نقلت "التحرير" تصريحات الوزير: لا تراجع عن إقالة مجلس حمدي".. بينما قالت "المصري اليوم": "طاهر أبو زيد: باق في منصبي لحين الفصل في قرار الأهلي.. والحكومة: صيغة توافقية لإنهاء الأزمة".
 
أخبار مشتركة ومهمة
 
كانت هناك أخبار جسدت قاسما مشتركا في نشرها بالصحف اليوم كافة..منها: عودة القوات المسلحة إلى ثكناتها بعد تأمين الاستفتاء.. والسيسي يوجه لهم الشكر(الوفد).. إعلان المجلس القومي لحقوق الإنسان تقريره الذي يكشف ملابسات أحداث "رابعة" نهاية الأسبوع.. "هدوء بالجامعات.. والطلاب يؤدون الامتحانات في حراسة الأمن". (المصري اليوم).. فيما قالت "الأخبار": "الأزهر والقاهرة بدون مظاهرات.. والأمن داخل الحرم الجامعي"
 
كما اهتمت الصحف الاثنين بخبر تظاهر إنجليز أمام مقر الإخوان في لندن لطرد الجماعة الإرهابية (بحسب التحرير).. وتصريحات مدير أمن الإسكندرية الأسبق: "الإخوان قتلوا ثوار يناير"!
 
وبرز بالصحف خبر احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بقداس الغطاس العيد.. وكلمة البابا تواضروس فيها: "نصلي من أجل مصر ومن يقود البلاد.. ومقدمون على انطلاقة جديدة". (التحرير)..
 
كما تصدر الصحف خبر إحالة مرسي و24 آخرين لـ"الجنايايت" بتهمة إهانة القضاء.. ومن أخبار الإرهاب والعنف، التي يبدو أنه أصبح لها مكان مميز بالصحف المصرية كل يوم.. ما يلي:
 
· القبض على خلية إرهابية يتزعمها فلسطيني في المطرية خططت للتخريب في 25 يناير.
· محاكمة بديع والعريان والبتاجي و48 إخوانيا في قضية قطع طريق قليوبٍ.
·تصريحات سفير مصر في واشنطن: تحركات اللوبي الإخواني في أمريكا مرصودة.. حوار استراتيجي بين مصر وأمريكا سينطلق قريباٍ.
 
· مصرع "أبو مريم" قائد جناح التوحيد والجهاد في سيناء .. وقد وصفته "الوطن" بأنه ضربة موجعة للإرهاب.. " والسيسي لوفد الكونجرس: "لا تعملون ضد المصريين ولا تصالح مع من يروع الشعب".(الوطن).. و"وثيقة أمريكية تكشف: إدارة أوباما منحت وفدا إخوانيا "دخولا استثنائا" في 2012.(الوطن).
 
وكان جاذبا مانشيت "اليوم السابع" بعنوان: "الإرهابية" تدعو لاقتحام التليفزيون والإنتاج الإعلامي في 25 يناير.. الشرطة تستعد لتأمين احتفالات 25 يناير والجيش يؤمن المنشآت المهمة فقط.. الببلاوي: لجان خاصة للطلاب المقبوض عليهم في الأحداث".
 
انفرادات.. ومتابعات  
 
خصصت الشروق عددها اليوم لملف كامل بعنوان"1000 يوم ثورة .. ثورة واحدة وثلاثة رؤساء.. قراءة في يوميات 3 سنوات من الأمل واليأس والرجاء.. 600 مليون جنيه خسائر الكرة المصرية في ألف يوم.. أين ذهب ائتلاف شباب الثورة؟ لجان تقصي الحقائق "مخدر" لغضب الضحايا .. الصعيد الثائر .. الغامض والمنسي.. قوى وأحزاب ما بعد الثورة.. شروق وغروب.. السويس بلد الغريب "سيدي أبو زيد".. مصر ما زالت تحلم.. "قضايا قتل المتظاهرين: ثلاث سنوات في المحكمة.. والفاعل طليق"..سينما الثورة.. كثير من ركوب الموجة.. قليل من الفن".. عشر أسئلة بلا إجابات (رئيس التحرير)"..
 
من جهتها خصصت الدستور صفحتها الأولى للحديث عن مشروع جديد سيقلب كل الموازين، بحسب تعبيرها.. وأضافت أنه ليس له علاقة بمشروع تنمية قناة السويس.. لكنها اعتذرت عن الإعلان عن المشروع في الوقت الراهن بدعوى أن المشهد السياسي والأمني سريع الأحداث ولكن قبل الانتخابات الرئاسية سيتم الإعلان عنه".
 
فيما تابعت الصحف الاثنين الاهتمام بالشباب، لا سيما بعد تراجع مشاركته الملحوظة في الاستفتاء.. فقالت "المصري اليوم" : "الشباب: تشويه الثورة وراء غيابنا عن الاستفتاء"..  بينما قالت "الوفد": "تعليمات "سيادية" بوقف الحشد للاحتفال بذكرى 25 يناير في الميادين".
 
أخبار اقتصادية
 
من الأخبار الاقتصادية المهمة التي نشرتها الصحف المصرية:
 
· مفاجأة.. جهات حكومية تخفي حصيلة الصناديق الخاصة عن المالية. (اليوم السابع)
· وزير المالية يصدر قواعد صرف العلاوة للمعلمين.(الأخبار)
· مشروع قانون للتصالح مع المباني المخالفة (الأهرام)
· البورصة تحسر 6,5 مليار جنيه (الأهرام)
· وزير التموين: مخزون السلع يكفي 3 أشهر(الأهرام)
·المدارس الخاصة ترفض تخفيض مصروفات أبناء الشهداء (الأخبار)
التعليقات (0)