صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: التعاون بين روسيا وإيران يخلق سلسلة تهديدات لدولة الاحتلال

القراءة الإسرائيلية تبدي قلقها من عدم وضوح حدود المعسكرات في الشرق الأوسط- جيتي
القراءة الإسرائيلية تبدي قلقها من عدم وضوح حدود المعسكرات في الشرق الأوسط- جيتي
في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال جملة من التحديات الأمنية والعسكرية، تبدي محافلها الاستراتيجية قلقاً مما تعتبره منافسة شديدة بين القوى العظمى حول العالم، على خلفية حرب أوكرانيا، والمواجهة المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة، ما قد يشكل عاملاً رئيسياً في وضعية دولة الاحتلال في الشرق الأوسط، خاصة أن إيران حشدت لمساعدة روسيا في المجهود الحربي بأوكرانيا، من خلال مئات الطائرات دون طيار من إنتاجها.

عاموس يادلين وأودي أفينتال، الجنرالان الإسرائيليان في "القناة 12"، أشارا إلى أن "التعاون المتزايد بين روسيا وإيران في الآونة الأخيرة يخلق سلسلة من التحديات الأمنية التي تواجه دولة الاحتلال، بما فيها بيع أنظمة الأسلحة الروسية المتقدمة لإيران، مثل الطائرات المقاتلة سوخوي 35، والصناعة الإلكترونية، ونقل الأسلحة الغربية لإيران التي يتم العثور عليها في أوكرانيا، بجانب دعم روسيا لمواقف إيران في القضية النووية، وإمكانية توثيق التعاون بينهما في سوريا، وأكثر من ذلك".

وأكدا في مقال ترجمته "عربي21" أن "التقدير الإسرائيلي يذهب باتجاه تعزيز حرب أوكرانيا لتهديد الصين لتايوان، الذي يلوح في الأفق من خلال تراجع صورة الولايات المتحدة الساعية لتقليص مشاركتها في الشرق الأوسط، والتركيز على التنافس بين القوى العظمى، والتوجه إلى آسيا، حيث تم تقويض مصداقيتها كداعم استراتيجي للأمن، وتم تصدّعها بالفعل عندما تجنبت الرد على هجمات إيران ضد السعودية والإمارات في السنوات الأخيرة".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضحا أنه "في ظل هذه الظروف، فإن القراءة الإسرائيلية تبدي قلقها من عدم وضوح حدود المعسكرات في الشرق الأوسط، فالديناميكيات الجارية لعبة محصلتها صفر، أفسحت المجال لجميع اللاعبين، باستثناء إسرائيل، للبحث عن نقاط اتصال جديدة، ويعملون على تقليل التوترات وتعزيز الاستقرار، حيث وضع أعداء الأمس، مثل ولي العهد السعودي والرئيس التركي، اعتبارات السياسة الحقيقية قبل كل شيء آخر، وهما على استعداد للمصالحة والاحتضان على حساب المصالح الإسرائيلية، بجانب عودة سوريا للجامعة العربية".

وأكدا أن "الأخطر من وجهة نظر إسرائيل ما حصل من تجديد العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة الصين التي تعمل بنشاط على تآكل هيمنة أمريكا في الشرق الأوسط، رغم أن ذلك سيلقي بظلاله السلبية على التطبيع السعودي مع إسرائيل، ورغم اهتمام إسرائيل العميق بالتطبيع معها، لكن مطالب المملكة من الولايات المتحدة تشكل مخاطر صعبة على أمن إسرائيل القومي، وبالتالي فإن ذلك من شأنه إعاقة إنشاء مثلث استراتيجي من المصالح المتداخلة بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل".

وأوضحا أن "الأزمة الإسرائيلية الداخلية تشكل تهديدا أمنياً جديدا، يجعلها تشعر بالضعف، والانقسام الداخلي الذي اندلع فيها منح أعداءها حالة من الغبطة، ويشعرون أن التماسك الداخلي يضرّ بقدرة المجتمع الإسرائيلي على الصمود، والحفاظ على الدعم الاستراتيجي من الولايات المتحدة، بجانب تهديد آخر يتعلق بتراجع الردع، وإمكانية اندلاع الحرب متعددة الجبهات المحيطة بإسرائيل التي لا تخفي خشيتها الانجرار إليها، ما يسفر عن تآكل الردع بشكل ملحوظ".

وأوضحا أن "مستقبل السلطة الفلسطينية يعتبر تحدّياً جديدا أمام إسرائيل، حيث أبرزت الأزمات الأخيرة غيابها التام كعامل مؤثر على الأحداث، وهي تتلاشى مع مرور الوقت، وتفقد قبضتها في شمال الضفة الغربية، خاصة في مخيمات اللاجئين بنابلس وجنين، بما في ذلك جهودها لإضعاف حماس، وهذه مصلحة مشتركة للسلطة وإسرائيل، رغم أن السلطة في طريقها للتفكك، ما يخلق تهديدًا استراتيجيًا متعدد الأبعاد لإسرائيل".

الخلاصة من استعراض هذه التهديدات الأمنية أن دولة الاحتلال تعيش في بيئة استراتيجية صعبة ومعقدة، في ظل تراجع قوتها الردعية، وتزعزع تماسك المجتمع والجيش فيها، مع زيادة حدّة الأزمة الداخلية، ويقوض ردعها في جميع المجالات، خشية تجدد الصراعات المتكررة التي تهدد بالتمدد لساحات أخرى، وتركز على التهديد الإيراني وتوترات القدس وعمليات الضفة الغربية وتراجع السلطة الفلسطينية.
التعليقات (0)