صحافة إسرائيلية

امتناع بايدن عن دعوة نتنياهو.. تراجع في العلاقات أم "تأديب" له؟

لم يقم بايدن بدعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض- جيتي
لم يقم بايدن بدعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض- جيتي
تتواصل حالة القلق والإرباك لدى المحافل الإسرائيلية جراء امتناع الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن، حتى الآن عن توجيه دعوة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض كما جرت العادة.

وأوضح الكاتب الإسرائيلي يوسي أحيمئير، في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن العديد من القضايا الحساسة جرى طرحها في مؤتمر "هرتسيليا" "23" الذي عقد في جامعة "رايخمن" الأسبوع الماضي تحت عنوان "رؤيا واستراتيجية في عصر انعدام اليقين"، وهي الجامعة التي أقيمت على الأرض التي سبق وأن كانت القاعدة المركزية لقوات مضادات الطائرات في الجيش الإسرائيلي منذ بداية احتلال فلسطين عام 1948 حتى 1994.

منظومة علاقات معمقة
وذكر أن "نتنياهو لم يشارك في المؤتمر كما كان متوقعا، ورغم إلقاء بعض الوزراء لكلمات، لكن لم يكن ممكنا ألا يشعر المرء بالروح المناهضة للحكومة التي هبت من بعض من جلساته.

وفي مركز المؤتمر الذي يترأسه جنرال احتياط عاموس جلعاد، طرحت هذه المرة علاقات إسرائيل والولايات المتحدة، والمرة تلو الأخرى السؤال: لماذا يتريث الرئيس بايدن في دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض، وهو رئيس وزراء إسرائيل حليفة أمريكا؟ أفلا يشهد الأمر على تراجع في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن؟".

وأضاف الكاتب: "كل المتحدثين الأمريكيين، وعلى رأسهم السفير المعتزل توم نايدز، استبعدوا تماما الرأي وكأن أمريكا تبتعد عن إسرائيل، تحدثوا عن منظومة علاقات معمقة في كل المستويات، مئات أوجه التعاون التي لا يعرفها الناس، حتى وإن أعربت واشنطن غير مرة عن هذا النقد أو ذاك على خطوات وتصريحات في جانبنا".

اظهار أخبار متعلقة


في المقابل، انتقد المتحدثون الإسرائيليون بشدة "التدهور في العلاقات"، وذلك بذنب حكومة نتنياهو (يطلق عليه بيبي) بالطبع، ورفعوا أصبع اتهام تجاه نتنياهو وحذروا مما سيأتي.

بدورها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير لمراسلتها للشؤون السياسية، شيريت أفيتان كوهين: "سيسافر وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس شعبة الاستخبارات "أمان" تساحي هنغبي، مرة أخرى في زيارة سياسية لواشنطن، وهي الزيارة الثانية لهما، من أجل لقاء نظيريهما في الولايات المتحدة في غضون ثلاثة أشهر، بينما لم يدعَ رئيس الوزراء نتنياهو نفسه إلى البيت الأبيض بعد".

وأضافت: "ديرمر مقرب من نتنياهو، يعرفه مسؤولون كبار في الحكومة كـ "مكتب الاتصال" لرئيس الوزراء مع إدارة بايدن، منذ أن عين وهو يسعى لفحص موقف الإدارة من خطوات مختلفة تتخذها الحكومة، وبموجب ذلك يوجه نتنياهو سياسته، كي يحافظ على حكومة اليمين التي أقامها وأيضا كي لا يقطع الخيط مع إدارة بايدن الديمقراطية".

الزيارة كأداة عقاب
ونوهت إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، وبتوصية من ديرمر بعد أن مورست ضغوط من البيت الأبيض عبره، أزال نتنياهو عن الطاولة "قانون الجمعيات" وتم تغطية الموضوع إعلاميا، ومن خلف الكواليس "يجمد" بذات الطريقة قانون إضافي من مصنع حزب "الليكود" لمصادرة أموال تدفعها السلطة الفلسطينية (للأسرى وعائلات الشهداء)"، موضحة أن نتنياهو يقلص احتكاكات غير واجبة مع الإدارة الأمريكية.

وقالت "إسرائيل اليوم": "على مدى كل سلسلة الوزراء وفي المستويات السياسية والعسكرية يصفون التعاون مع الإدارة الأمريكية الحالية كوثيق وجد قريب".

وأشارت محافل سياسية إسرائيلية، إلى أن "مواضيع دولية طرحت على البحث مع نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، تلقى جوابا يقف على قدمين: الأول؛ مطلوب الحذر مع الإدارة الأمريكية لأغراض سياسية هامة، والثاني؛ ديرمر سيفحص الموضوع، فبينما مارست الدول الأوروبية ضغوطا على مكتب وزير الخارجية بسبب "قانون الجمعيات"، دقت الصديقة الأفضل باب ديرمر، الذي يعتبر هو المخرج والمدخل عن نتنياهو مع جماعة بايدن".

اظهار أخبار متعلقة


وذكرت أنه "بعد أن أقرت الميزانية واستقر الأفق السياسي لحكومته، يفرغ نتنياهو الجهود للجبهة السياسية؛ إيران أولا، والاستمرار في توسيع التطبيع وخاصة مع السعودية، كما أن المعارك مع الصديقة الأقرب يتم اختيارها بعناية؛ تسوية المستوطنات في المناطق؛ نعم، "قانون الجمعيات"؛ لا، وتسوية المدرسة الدينية في مستوطنة "حومش" على "أراضي دولة" على حساب نزاع دبلوماسي مع واشنطن في مواضيع قليلة الأهمية".

ولفتت إلى أن "وزراء كبار في الحكومة، يساندون سلوك نتنياهو، لكن يوجد أيضا من يدعي أنه يجعل الزيارة المنشودة إلى البيت الأبيض أداة عقاب ناجعة من ناحية الولايات المتحدة، حين يولي لها أهمية كبيرة بهذا القدر، ولهذا فإنه يعطي قوة لإدارة بايدن تجاهه".

وتابعت الصحيفة: "انتقاد كهذا وجه في منتهى السبت بعد أن أزال نتنياهو "قانون الجمعيات" عن جدول الأعمال بناء على طلب الولايات المتحدة، بالمقابل، يدعون في الحكومة أن بايدن يقدم لنتنياهو رحمة تقوم على أساس علاقات شخصية عندما لا يضع الموضوع الفلسطيني على جدول أعماله".
التعليقات (0)