ملفات وتقارير

بعد تصعيد "الانتقالي".. قوى سياسية من حضرموت تجري مباحثات في الرياض

يسود التوتر بين القوى الفاعلة في حضرموت وقوات الانتقالي- تويتر
يسود التوتر بين القوى الفاعلة في حضرموت وقوات الانتقالي- تويتر
تخوض قوى سياسية واجتماعية من محافظة حضرموت (شرق اليمن)، حوارا في السعودية، على خلفية التصعيد الذي بدأه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات هناك، ودفعه بقوات عسكرية إلى مدينة المكلا، عاصمة المحافظة الغنية بالنفط.

ومنذ أيام، وصل وفد من قوى ومكونات فاعلة ومؤثرة في حضرموت، إلى الأراضي السعودية، بعدما تقدمت بطلب لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، للوقوف على تصعيد المجلس الانتقالي -المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شمالها- وتمدده العسكري نحو محافظتهم، وهو ما يهدد بانفجار الأوضاع عسكريا بينهما.

كان رئيس المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من أبوظبي، عيدروس الزبيدي، قد وصل الأسبوع الماضي إلى مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت، لتدشين اجتماع للجمعية العمومية التابعة له في المدينة، وسط رفض مكونات وازنة في المحافظة لخطوات المجلس.

وقد هددت قوى ومكونات سياسية واجتماعية بينها "مرجعية قبائل حضرموت"، و"مؤتمر حضرموت الجامع"، في بيان أفرزه اجتماع لها بمدينة سيئون، ثاني أكبر مدن حضرموت، أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يسعى لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار هناك".

كما حملت التحالف العربي الذي تقوده السعودية، تبعات دخول القوات التابعة للانتقالي إلى المحافظة.

اظهار أخبار متعلقة


"رؤية سياسية"
وفي السياق، قال حسن محمد بن طالب، عضو الهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع ( أحد أكبر المكونات في المحافظة)، إنه يجري التمهيد لاستكمال الوفد من حضرموت، وهناك مقترحات لإشراك قوى ومكونات أخرى من محافظتي شبوة والمهرة (محاذيتين لحضرموت من جهة جنوب غرب والشرق) وأرخبيل سقطرى (في المحيط الهندي).

وأضاف ابن طالب في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن هدف اللقاء أو الحوار هو " إعداد رؤية سياسية لمستقبل حضرموت"، بعد تعدي المجلس الانتقالي على المحافظة، وعقده اجتماعا لجمعيته العمومية في مدينة المكلا الساحلية على بحر العرب.

وأكد القيادي في مؤتمر حضرموت الجامع أن "الانتقالي" دفع بقوات عسكرية تتجاوز حدود تأمين الانعقاد لجمعيته، وهو ما يشكل تحديا سافرا للمكونات الحضرمية التي لا تتوافق مع مشروع الانتقالي، الذي يدعي أنه الممثل الوحيد للجنوب في محادثات التسوية اليمنية، وفق رؤيته التي تتعارض مع وثيقة مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع.

وقال إن مشروع "الانتقالي" يتعارض تماما مع مشروع القوى والمكونات الحضرمية، التي تطالب أن تكون حضرموت إقليما له كافة الحقوق الدستورية والسياسية في دولة اتحادية مستقبلية.

وتابع بأن المجلس الانتقالي يريد اختزال القوى والمكونات الجنوبية والشرقية، حتى يعزز من مزاعمه بأنه "الممثل الوحيد لمحافظات جنوب وشرق اليمن"، وهو ما ترفضه قوى محافظة حضرموت، التي تؤكد على ضرورة إشراكها في حوار يفضي إلى تسوية سياسية قادمة من خلال ممثلين مستقلين لها.
وبحسب بن طالب، فإن هناك إجماعا من كل القوى صاحبة التأثير الأكبر في حضرموت على المحددات السابقة.

وقال القيادي المعارض للانفصاليين الجنوبين المدعومين من أبوظبي، إن محافظ المحافظة، مبخوت بن ماضي، قال خلال اجتماعه في اليومين الماضيين، بأعضاء الوفد الذي وصل الرياض، إن حضرموت تقبل بالشراكة، لكنها ترفض التبعية، ولا يمثلها إلا أبناؤها ومكوناتها الحضرمية في أي محادثات للتسوية اليمنية.

ولفت إلى أن ذهاب وفد القوى الحضرمية إلى الرياض، نظرا للعلاقة بين المحافظة والمملكة السعودية، إذ إن حضرموت تمثل بعدا أمنيا لها، من خلال الحدود المشتركة بينهما، وبهدف إبعاد هذه المحافظة عن أي صراعات مسلحة بين مختلف القوى اليمنية.

اظهار أخبار متعلقة


"استثناء الانتقالي"
من جانبه، أفاد مصدر سياسي مطلع بأن الرياض أجرت لقاءات مع وفد القوى والمكونات القادمة من محافظة حضرموت بعد وصولهم إليها.

وقال المصدر في تصريح خاص لـ"عربي21" ، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن السلطات السعودية استثنت القيادات الموالية للمجلس الانتقالي من المحافظة، من تلك اللقاءات التي أجرتها مع وفد القوى الأخرى.

وأضاف المصدر السياسي أن الانتقالي يحاول إرسال ممثلين له من القيادات الحضرمية الموالية له لحضور الاجتماعات، لكن تم رفض ذلك حتى الآن.

وفي وقت سابق الشهر الجاري، نظم المجلس الانتقالي المدعوم من حكومة أبوظبي لقاء تشاوريا في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد، في "محاولة احتواء ما أمكن من القوى والمكونات في محافظات جنوب وشرق اليمن"، ليكون هو المتصدر الوحيد في المشهد السياسي الجنوبي، في ظل مساع إقليمية ودولية للتوصل إلى تسوية شاملة للحرب الدائرة في اليمن.

وعلى الرغم من صعود المجلس الانتقالي، الذي تشكل في العام 2017، وتصدره للمشهد جنوب اليمن، فإن هذا الأمر، وفق مراقبين، أماط اللثام عن الانقسامات التي تعتري القوى الجنوبية، كون هذا المجلس لم يكن محل إجماع كامل بين جميع الجنوبيين، ولا يوافق الكثير من الفرقاء السياسيين هناك على أجندته.
التعليقات (0)