مقابلات

خبير عسكري لـ"عربي21": الحرب في السودان صراع على السلطة

أبو نوار قال إن الجيش السوداني يمتلك قدرات عسكرية أكثر وأكبر من قوات الدعم السريع- عربي21
أبو نوار قال إن الجيش السوداني يمتلك قدرات عسكرية أكثر وأكبر من قوات الدعم السريع- عربي21
قال الخبير العسكري الأردني، مأمون أبو نوار، إنه "من الصعب الآن تقديم تحليل عسكري دقيق لما يحدث حاليا على أرض المعركة في السودان، وذلك لعدم توافر المعلومات الاستخبارية الدقيقة، ولكن بشكل عام فإن ما يحدث هناك هو صراع على السلطة بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وأوضح أبو نوار خلال حديثه لـ"عربي21" أن الجيش السوداني يمتلك قدرات عسكرية أكثر وأكبر من قوات الدعم السريع، وتوقع أن يتفوق الجيش في المعركة، خاصة أنه يمتلك الطيران الحربي، بعكس قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن أي مليشيات أو جيوش تقاتل بدون دعم جوي من الصعب بمكان أن تربح المعركة.

اظهار أخبار متعلقة


حرب عصابات


وتوقع أن "تتمدد الحرب وتصبح حرب شوارع وعصابات داخل المدن"، لكنه تساءل: "هل تتمكن قوات الدعم السريع من الاستمرار؟"، مجيبا: "لا أعتقد ذلك إلا إذا جاءها دعم من جماعات قبلية مثل جماعات (مليشيات) الجنجويد، ولكن في النهاية وفقا للمعطيات المتوفرة فإن الجيش السوداني سيكون هو المنتصر".

وحول ما إذا كان استخدام قوات الدعم السريع لحرب العصابات سيطيل أمد المعركة، قال أبو نوار: "نعم قد تأخذ المعركة وقتا أكبر، ولكن سيعتمد الأمر على حجم الموارد العسكرية واللوجستية وغيرها المتوفرة للدعم السريع، ولذلك فقد تمتد المعركة وتتحول إلى حرب أهلية في حال توفرت هذه الموارد، ولكن نهاية اللعبة ستكون للجيش.. لكن متى ستكون النهاية؟ لا يمكن معرفة ذلك، فالأمر يعتمد على حجم الموارد المتوفرة للدعم السريع، ويجب أن لا ننسى أن هناك أطرافا خارجية لها يد في السودان والأحداث التي تجري هناك".

وأضاف أبو نوار: "الحسم يعتمد على موارد الجيش وخططه لمحاصرة قوات الدعم السريع داخل المدن وغيرها من التكتيكات العسكرية التي سيستخدمها خلال المعارك، وكما قلت، فأعتقد أن الجيش سيخرجهم من المدن، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت طويل".

اظهار أخبار متعلقة


 هل تدخل "فاغنر" المعركة؟


وحول حديث بعض المحللين الغربيين عن احتمالية مشاركة مجموعات فاغنر في القتال لصالح أحد طرفي المعركة، قال أبو نوار: "بشكل عام: الغربيون غير محايدين، وبالتالي فلا يمكن تصديقهم والاعتماد على كل ما يقولونه من تحليلات".

وتابع: "لكن بشكل عام، لا أعتقد أن ’فاغنر‘ ستدخل كقوة عسكرية للسودان وتشارك في الحرب الجارية الآن، ولكنها قد تدعم قوات الدعم السريع لوجستيا بموارد وأسلحة عسكرية".

وكانت قد ظهرت بعض مقاطع الفيديو التي يؤكد فيها طرفا الصراع على احترامهما للقوانين الدولية وأنهما لا يرتكبان مجازر ضد الأسرى أو جرائم حرب ضد المدنيين، إلا أن أبو نوار يرى أن "الطرفين يرتكبان جرائم حرب، لأنهما يستخدمان أسلحة ثقيلة داخل المدن، مثل الطيران والمدافع الرشاشة ومضادات الطائرات، والدبابات والمدرعات وغيرها، واستخدام هذه الأسلحة داخل المدن يعتبر جريمة حرب بحسب اتفاقيات جنيف وروما".

اظهار أخبار متعلقة


وأكد أن "هذه الأسلحة لا يجب استخدامها داخل المدن بل في مناطق مفتوحة، وأنه لا قيمة لأي نصر عسكري لأي من الطرفين، لأنه سيكون مبنيا على تدمير السودان وقتل شعبه".

وأضاف: "يجب أن يكون لمجلس الأمن خطوات حاسمة لوقف هذه الحرب، لأنني لا أعتقد أن الجامعة العربية لديها القدرة على إيقاف هذه الحرب، وذلك لوجود أطراف خارجية تلعب وتعبث داخل السودان، بعضها دول إقليمية وبعضها دولية، وكثير من هذه الأطراف كان يدعم قوات الدعم السريع، وبعضها يدعم الجيش السوداني".

وكانت شرارة الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد اشتعلت السبت الماضي 15 أبريل نيسان 2023، فيما تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاع المواجهات المسلحة التي جاءت بعد فشل جميع الأطراف السودانية في التوصل إلى تفاهم حول الاتفاق السياسي النهائي، الذي كان من المفترض أن يُنهي أزمة سياسية بدأت منذ الإطاحة بنظام عمر البشير في 2019، واستفحلت بعد تحرك  "انقلاب" عسكري لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

ومنذ نشوب الصراع، امتدت الاضطرابات في أجزاء أخرى من السودان وخاصة إقليم دارفور في الغرب.

وقُتل نحو 705 أشخاص وأصيب ما لا يقل عن 5287، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، على الرغم من أن العدد الحقيقي للقتلى يُعتقد أنه أعلى من ذلك بكثير.
التعليقات (0)