صحافة إسرائيلية

صحف إسرائيلية: في البيت الأبيض.. نتنياهو "كذاب ابن كذاب"

صحف عبرية قالت إن نتنياهو يخاطر بالعلاقة الوثيقة مع واشنطن التي تعتبر العنصر المركزي في أمن إسرائيل- جيتي
صحف عبرية قالت إن نتنياهو يخاطر بالعلاقة الوثيقة مع واشنطن التي تعتبر العنصر المركزي في أمن إسرائيل- جيتي
سلطت صحف عبرية الضوء على الأزمة المتصاعدة بين الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأزمة الثقة بين الطرفين على خلفية خطة التعديلات القضائية.

وقالت "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها أورلي أزولاي، إن "الرئيس الأمريكي بايدن، لم يتلعثم كرجل عجوز فقد حدته؛ فقد صوب جيدا نحو الهدف وأوضح لنتنياهو بأن أيام العز بين الرجلين، الصديقين منذ أربعين سنة، انتهت".

وأضافت: "حتى في عهد باراك أوباما، عندما وصل التوتر بين تل أبيب وواشنطن لنقطة الغليان، لم يتجرأ الرئيس الأمريكي على أن يقول علنا إن رئيس وزراء إسرائيل غير مرغوب فيه في البيت الأبيض، أقوال من هذا القبيل كانت محفوظة دوما لزعماء منبوذين، ومنذ قيام إسرائيل، لم ينل رئيس وزرائها إهانة صاخبة بهذا القدر ومذلة من المواطن رقم واحد في الولايات المتحدة، وحتى في أوساط اليهود الأمريكيين من التيار المركزي، وليس من الجناح اليساري، بدأوا منذ الآن يتحدثون عن حجم الكارثة والضرر الشامل الذي يوقعه نتنياهو؛ وفي مركز الخطاب، الأماني أن ينقذ بايدن إسرائيل من عربدة زعيمها الهدامة".

اظهار أخبار متعلقة


ونوهت الصحيفة إلى أنه "في اللحظة التي فهم فيها بايدن بأن البلل على خديه ليس نتاج رذاذ الربيع بل بصقة في الوجه تلقاها من نتنياهو، فعل ما لم يحصل منذ عقود كثيرة؛ نزع جناحي نتنياهو وسمح للعالم كله أن يفهم بأنه لم يعد يصدقه، لقد نفد السحر".

وأشارت إلى أنه في حال "فقد رئيس أمريكي الثقة برئيس وزراء إسرائيلي، فهذا لا يعني فقط إلغاء دعوة للبيت الأبيض، هذا يعني أنه في اللحظة التي يعلن فيها نتنياهو، مثلا، أن إيران تندفع نحو القنبلة، وأن هذا هو الوقت لضربها أو لتشديد العقوبات عليها، بايدن لن يتعاطى مع أقواله بعناية، بل بتهكم محفوظ لمن كذب المرة تلو الأخرى".

وقالت: "نتنياهو عمليا، عاقب إسرائيل ليس فقط في تدهور الديمقراطية وإقرار قوانين مناسبة بإقامة حرس ثوري، بل تسبب لها بخسارة الصديق الأقوى والأكثر ولاءً، الولايات المتحدة"، منوهة إلى أن "نتنياهو في المكتب البيضاوي، هو ليس فقط (كذاب ابن كذاب)، فقد باتوا يتحدثون عنه بتعابير مأخوذة من مطارح المرض النفسي؛ منقطع، منعزل، لا يعرف كيف يقرأ الواقع، ناهيك عن التعاطي الأمريكي مع أقوال ابنه الذي تجرأ على أن يتهم بتغريداته السامة الإدارة الأمريكية بإشعال المظاهرات في إسرائيل وتمويلها".

ونبهت "يديعوت" إلى أن "الولايات المتحدة أدارت الظهر ليس لإسرائيل، بل لمن يقف على رأسها، إذ فهمت أنه أصبح زعيما وخطورته باتت فورية، وخاصة بعد أن أطاح بوزير الأمن يوآف غالانت"، موضحة أن "العنصر المركزي في أمن إسرائيل، هو العلاقات الوثيقة مع واشنطن".

وتابعت: "هذه ليست أموال المساعدة والدعم في المؤسسات الدولية، هذه القدرة أن يرفع رئيس وزراء إسرائيل الهاتف للرئيس الأمريكي في لحظة الحقيقة، حين يكون هناك موضوع حساس على جدول الأعمال أو خطر فوري، ويتلقى منه ما هو حيوي لإسرائيل في تلك اللحظة؛ سواء كان ضوء أخضر، غض نظر، شراكة صامتة لتلاعب ما، وكل ما هو دارج في التحالف بين الأصدقاء".

اظهار أخبار متعلقة


ولفتت إلى أن "حصانة إسرائيل تمتد من الولايات المتحدة، وعندما يتحدثون في البيت الأبيض عن رئيس وزراء إسرائيل كمن أصبح ليس فقط منبوذا في العالم بل وأيضا هو الخطر الأكبر، ويمكن أن يدهور الشرق الأوسط ويمس بالمصالح الأمريكية، هذا لم يعد خلافات رأي بين أصدقاء بل انهيار ثلجي".

وبينت أنه "عندما بدأ بايدن ورجاله يحصون الأكاذيب التي باعها لهم نتنياهو، كان واضحا لهم أن زمن الحديث الرقيق نفد وحان وقت النبوت".

وأفادت "يديعوت" أنه "بعد سنة ونصف، ستجرى الانتخابات للرئاسة في الولايات المتحدة؛ نتنياهو يعول على عودة توأمه السيامي، دونالد ترامب، عندها سيكون بوسعه مرة أخرى أن يسرق الجياد معه، وليس مؤكدا على الإطلاق أن هذا سيحصل، وحتى لو حصل، فحتى ذلك الحين ستأكل إسرائيل العلقم".

وقدرت أنه "في حال لم يصحُ نتنياهو، ويلقي إلى القمامة بالإصلاح القضائي، ويصل إلى توافقات واسعة ترأب الصدع الرهيب، فهذا بالتأكيد يمكن أن ينتهي بالبكاء والدموع ستكون دموعنا".

"هآرتس"

صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم، قالت: "الأقوال القاسية التي قالها بايدن عن نتنياهو، والاتجاه الذي يقود إسرائيل نحوه، يجب أن تقلق كل إسرائيلي، حيث أوضح بايدن دون أن يستخدم لغة دبلوماسية مغسولة وأديبة، بأنه ليس له أي نية لدعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض قريبا، كما يعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو يقود إسرائيل إلى كارثة".

وأكدت أن "الضرر الذي يلحقه نتنياهو وحكومته المحبة لإشعال النيران لا يتبقى في حدود إسرائيل، فقد نجح نتنياهو بأن يدفع العلاقات مع أمريكا إلى درك أسفل عميق"، منوهة إلى أن دبلوماسيا إسرائيليا كبيرا، أكد أن بايدن ونائبته كمالا هاريس، هما "ثنائي القيادة المفضل الذي يمكن لإسرائيل أن تطلبه في الحزب الديمقراطي في عصرنا".

ولفتت إلى أن "بايدن داعم مؤكد لإسرائيل منذ عشرات السنين، عُرف كجهة معتدلة في البيت الأبيض، يمكن أن توجد معه حلول وسط وصياغات تهدئة حتى في الأيام الأقسى للتوترات بين تل أبيب وواشنطن، وعلى هذه الخلفية يوجد سبب حقيقي للقلق".

اظهار أخبار متعلقة


ونوهت إلى أن "رسالة بايدن قصيرة وواضحة؛ التشريع ضد جهاز القضاء الإسرائيلي يجب أن ينتهي، وفي البيت الأبيض وإن كانوا يتحدثون بشكل رسمي عن حل وسط، لكن بايدن أوضح كم هي متدنية توقعات الإدارة من هذه المحادثات، لأن نتنياهو لا يتوجه للمفاوضات بنية طيبة، ويحاول أساسا تمديد الوقت وتخدير حركة الاحتجاج ضده، بغياب الحل الوسط، ولذلك فإنه لم يعد أحد يثق به".

"معاريف"

أما صحيفة "معاريف" فقد أكدت على لسان خبيرها العسكري تل ليف رام في مقال نشرته اليوم، أن "الأزمة مع الولايات المتحدة ستمس بأمن إسرائيل".

وذكرت أن " جهاز الأمن، يقدر أنه رغم الأزمة مع الأمريكيين في المدى القصير لن يكون هناك تأثير على التعاون الوثيق في مجالات الأمن، ومع ذلك، يحذرون أنه في المدى البعيد، من شأنها أن تمس بهذه المجالات".

وحذرت محافل أمنية، أنه "في حال استمر التوتر مع واشنطن، فالتعاون الأمني بين تل أبيب وواشنطن سيتضرر، وكذا العلاقات بين إسرائيل والدول الإسلامية (المطبعة) التي تعول عليها في الوصول إلى واشنطن".

اظهار أخبار متعلقة


ونوهت معاريف إلى أن "هناك مسألة أخرى تقلق جهاز الأمن؛ وهي الشكل الذي ترى فيه منظمات عامة وحزب الله خاصة، الأزمة الداخلية في إسرائيل، وهذه المنظمات باتت تتجرأ منذ الآن على محاولة شد الحدود وتتسبب بارتفاع في مستوى التوتر، وإذا ما استمر التوتر مع الولايات المتحدة، فمن شأن هذا أن يكون له تأثير في هذا المجال أيضا".

وقدرت أن "أزمة طويلة في العلاقات مع الأمريكيين قد يكون لها تأثير استراتيجي - سياسي على دول إسلامية ترى في العلاقة مع إسرائيل طريقا لتحسين العلاقات مع واشنطن"، منوهة إلى أن إقالة نتنياهو لوزير الأمن غالانت الذي يتمتع بعلاقات عمل قريبة جدا في الإدارة ووزارة الدفاع الأمريكية، لتشكل نقطة ذروة في التوتر الذي أدى إلى الأقوال القاسية لبايدن ضد الحكومة ورئيسها".
التعليقات (0)