سياسة دولية

"اتفاقية أوكوس".. تفاصيل تحالف غربي من أجل التصدي للنفوذ الصيني

أمضت أمريكا وبريطانيا وأستراليا اتفاقا ثلاثيا ما أثار غضب الصين - جيتي
أمضت أمريكا وبريطانيا وأستراليا اتفاقا ثلاثيا ما أثار غضب الصين - جيتي
أثار الإعلان الرسمي عن "اتفاقية أوكوس"، الذي ستقدم بموجبه الولايات المتحدة وبريطانيا غواصات نووية بتكنولوجيا متقدمة إلى أستراليا، غضب الصين التي اعتبرت أنه تهديد مباشر لها.

وتتمثل "اتفاقية أوكوس" في تحالف دفاعي وأمني طويل المدى بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، يهدف إلى مواجهة التوسع العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

تمثل الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا حول برنامج الغواصات العاملة بالدفع النووي "أوكوس" تأكيدا للقلق الناجم عن تنامي قوة الصين العسكرية. إلا أن هذا الاتفاق سيحتاج إلى سنوات قبل أن يتمكن من المساهمة في ردع نفوذ بكين.

ويرى مراقبون أن الهدف من الاتفاق الذي وقعته لندن وكانبيرا وواشنطن حول تصنيع غواصات نووية في أستراليا يتمثل في مواجهة القوة العسكرية المتصاعدة للصين، لكنه سيتطلب وقتا طويلا قبل تحقيق هذا المسعى.

سيتم هذا الاستبدال أولا عبر شراء غواصات أمريكية ثم من خلال صنع نوع جديد من الغواصات على الأراضي الأسترالية بتصميم مشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

لكن الجدول الزمني طويلَ الأمد والحاجة لزيادة قدرات الإنتاج يفرضان صعوبات، فيما تواصل الصين توسعها العسكري ومطالبها في الأراضي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ما يهدد التقدم العسكري الذي كان يميز منذ فترة طويلة الولايات المتحدة في المنطقة.

وفي السياق، قال تشارلز إيديل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن "كل دولة لديها مبرر مختلف قليلا حول سبب إبرام اتفاق أوكوس، لكن في العمق هناك دائما الصين".

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه "رغم أن الصين لم تذكر خلال الإعلان عن أوكوس، إلا أن النمو الهائل لقوتها العسكرية واستخدامها بأشكال أكثر عدوانية لها خلال العقد الماضي كان الدافع الرئيسي بوضوح لهذا الاتفاق".

ووجهت الصين عدة اتهامات لهذا التحالف الثلاثي منها، "السير في طريق خطير" و"تجاهل مخاوف المجتمع الدولي" وحتى "المخاطرة بسباق تسلح وانتشار نووي جديد".

ولم توجه الصين مثل هذه الانتقادات القوية للإجراءات الغربية، منذ زيارة زعيمة الكونغرس الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، المثيرة للجدل إلى تايوان الصيف الماضي.

وقالت الصين، أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان وتمتلك أكبر جيش وقوات بحرية في العالم، إنها بدأت تشعر بأنها "تحت حصار" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في غرب المحيط الهادئ. ردا على ذلك، أعلن الرئيس شي جينبينغ، مؤخرا أن الصين ستسرع في توسيع إنفاقها الدفاعي، ووصف الأمن القومي الصيني بأنه الشاغل الأساسي له خلال السنوات القادمة.

اظهار أخبار متعلقة




وتعتبر الولايات المتحدة الصين منافسها الرئيسي وتسعى لثنيها عن القيام بأعمال عسكرية لا سيما فيما يتعلق بجزيرة تايوان التي تطالب بها الصين وتعتبرها جزءا من أراضيها.

بحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الصين تريد أن يكون جيشها مستعدا للاستيلاء على تايوان، بالقوة إذا لزم الأمر، بحلول 2027.

لكن سيكون من الضروري انتظار حتى ثلاثينيات القرن الحالي قبل أن تتلقى أستراليا أول غواصاتها الهجومية التي تعمل بالدفع النووي (سفن أمريكية من نوع فيرجينيا)، وهو وقت متأخر جدا لثني الجيش الصيني عن تحقيق أهدافه.
التعليقات (0)