سياسة عربية

"بيغاسوس" يعود مجددا للتجسس على هواتف أردنيين.. واتهامات

جرى الإعلان العام الماضي عن اختراق مجموعة من النشطاء الأردنيين- جيتي
جرى الإعلان العام الماضي عن اختراق مجموعة من النشطاء الأردنيين- جيتي
عادت قضية التجسس على الهواتف في الأردن بواسطة برنامج بيغاسوس، الذي برمجته شركة إسرائيلية، مجددا، والتي طالت نشطاء أردنيين، بعد أن كشف الأسير الأردني السابق سلطان العجلوني، عن اختراق هاتفه بواسطة البرنامج.

وأوضح العجلوني لـ"عربي21" أنه علم بوجود اختراق بعد ورود رسالة تحذير أمني من هاتفه، و"على الفور تواصلت مع مهندسين مختصين بمسألة الاختراقات، وأكدوا لي أن عملية الاختراق جرت بواسطة برنامج بيغاسوس".

وأضاف العجلوني: "وأشار إلى أن الاختراق يعود إلى شهر حزيران/يونيو الماضي، ولا يزال المهندسون يعملون على الهاتف لغاية اللحظة، للحصول على المزيد من التفاصيل بشأن الاختراق، وربما تحديد مصدره أو الجهة التي قامت به".

وتابع: "المهندسون يجرون فحصا لملفات الهاتف، وأبلغوني، بأن المخترق كان قادرا على تشغيل كاميرا الهاتف، والمايكروفون دون أن أشعر بذلك، فضلا عن سحب الملفات من داخل الجهاز، الصور، سجلات المكالمات، ومقاطع الفيديو، وأي شيء على الهاتف، وحتى تشغيله وقتما يشاؤون".

اظهار أخبار متعلقة



واتهم العجلوني جهات داخل الأردن، بالوقوف وراء الاختراق، وقال إنه لا يعتقد أن الأمر مرتبط بالاحتلال، كونه أسيرا سابقا، وتابع: "برنامج بيغاسوس، تمتلكه أجهزة مخابرات عربية ومنها الأردن، وهناك تقارير كثيرة تحدثت عن ذلك".

وقال إن الهدف من هكذا اختراقات التجسس على النشطاء المعارضين، وهذه مصلحة الأجهزة الأمنية، لكنه في المقابل، سخر وقال: "لو طلبت هذه الجهات جهازي ربما أعطيتهم إياه دون مقابل، لا يوجد شيء له قيمة على الجهاز، أرقام هواتف ومسائل شخصية".

وأضاف: "لكن هاتفي الآن أضيف إلى مجموعة النشطاء الذين كشف عن اختراقهم بواسطة بيغاسوس، وهذه الاختراقات أسلوب دنيء للابتزاز الشخصي للمعارضين، ومحاولة لإسكات صوت كل من يتحدث بالسياسة أو يحارب الفساد".

وشدد على أنه بانتظار انتهاء المهندسين التقنيين من فحص الجهاز، ليبادر إلى إجراء قانوني، وتابع: "الإجراء لن يكون عبر الجهات الأمنية في الأردن، لأنني لا أثق في أي جهة، فهناك جهات فوق القانون، لكنني سألجأ للمؤسسات الحقوقية الدولية، لتقديم شكاوى لكشف ومحاسبة الجهات المخترقة".

من جهتها تواصلت "عربي21" مع رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني، من أجل الاستفسار عن الإجراءات التي يقوم بها المركز، في حال اختراق هواتف لأردنيين بواسطة برنامج بيغاسوس وغيره من برامج الاختراق، دون الحصول على رد.

إضافة إلى الاتصال بالمركز الوطني للأمن السيبراني لكن تعذر الوصول إليه عبر الهاتف.

وكانت منظمة "فرونت لاين ديفندرز"، أصدرت تقريرا العام الماضي، حول استهداف وكلاء للحكومة هواتف مواطنين أردنيين باستخدام برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي.

وبيّن التقرير المشترك بين "فرونت لاين ديفندرز" ومختبر "المواطن في الأردن"، أن بعض المتجسسين "يبدو أنهم وكلاء للحكومة الأردنية"، منهم "MANSAF" و"BLACK IRIS"، وهي أسماء حركية أطلقتها المنظمة على "مشغلي بيغاسوس" في الأردن.

وأوضح التقرير الذي حصلت عليه مواقع إخبارية محدودة جدا، من بينها "عربي21"، أن المُتجسس "MANSAF" كان نشطًا منذ كانون الأول/ ديسمبر 2018 على الأقل، والثاني "BLACK IRIS"، نشط منذ كانون الأول/ ديسمبر 2020 على الأقل.

اظهار أخبار متعلقة



وتطرقت المنظمة في تقريرها إلى حالات اختراق تعرض لها ناشط في الحراك الأردني الشعبي، وصحفيتان معروفتان، ومحام عضو في ملتقى الحريات.

وكان المركز الوطني الأردني للأمن السيبراني نفى ما ورد في تقرير المنظمة بشأن اختراق جهات حكومية لهواتف أردنيين.

وأكَّد المركز في بيان أصدره، الثلاثاء، أنَّ "هذه المزاعم عارية عن الصحة، وأنّ الأردن لم يتعاون مع أيّ وكلاء بهدف التجسس على هواتف مواطنين، أو فرض الرّقابة على مكالماتهم".

وأشار إلى أن "المكالمات الهاتفية والاتصالات الخاصة سرية، ولا يجوز انتهاكها، وفقاً لأحكام قانون الاتِّصالات، وتقع ضمن منظومة حماية الفضاء السيبراني الأردني، التي تتمُّ متابعتها من الجهات المختصة، وفق التشريعات النافذة واستراتيجيات وسياسات ومعايير الأمن السيبراني المقررة".

وأكَّد المركز أنَّه "في حال كشف أي هجمات سيبرانية، يتم اتخاذ إجراءات فورية وسريعة لحماية المواطنين، كما يتم تنبيه المستخدمين من الشركات العالمية المنتجة للأجهزة التي يستخدمونها، لأخذ الحذر، وتحديث أنظمة التشغيل لأجهزتهم".

ودعا المواطنين أو الجهات التي تواجه مشاكل من هذا القبيل إلى التواصل معه؛ للإبلاغ عن أي ثغرة أو اختراق أو حادث سيبراني لإجراء التحليل العلمي للأدلة الرّقمية.

ولفت إلى أنه لا توجد دولة في العالم قادرة على وقف الاختراقات السيبرانيَّة بشكل كامل، لكن يتم رفع القدرات والإمكانات اللَّازمة في مواجهة أيِّ حالات اختراق.
التعليقات (1)
مصري
السبت، 04-03-2023 05:57 م
وضح ان المافيا المغتصبة للحكم في البلاد العربية وجودها مرتبط بوجود اسرائيل لذلك قامت احدى هذه المافيات بقتل اول رئيس منتخب لانه كان خطر على وجود اسرائيل حيث انه اول رئيس استطاع ان يجبر اسرائيل على وقف الحرب على غزة و حاول تقوية مصر