مدونات

لمحة من دفتر المجتمع العربي

هادي الأحمد
هل من حل للخلافات الزوجية يُجنب الأسرة تبعات الطلاق؟- جيتي
هل من حل للخلافات الزوجية يُجنب الأسرة تبعات الطلاق؟- جيتي
في هذه الأوقات وهذا الزمن المعاش تهتز أركان البيت العربي، تتبعثر مفردات العائلة والأسرة العربية.. يحدث الخلل، الكل متعنت ثابت على رأيه، الزوج أو الزوجة.. الكل متمسك بأدلته تجاه الآخر الذي كان قبل لحظات قريبة هو الأقرب إلى النفس والروح والوجدان والإحساس والمشاعر.. قبل لحظات فقط كان هو الأقرب بل الأكثر قربا من أي كان في الحياة كلها، لكن تبعثرت الأوراق وتساقطت واشتدت العاصفة وريحها لتنذر بالخراب.. ياه الخراب وخاصة إن كانت ثمار هذا الزواج تلك الطفولة البريئة؛ ما ذنبها وما هو خطؤها وهي لا تزال براعم صغيرة؟

هذا الوصف البسيط ينطبق كلية على أحوال العائلة والأسرة العربية اليوم أيا كان مكان تواجدها، فأغلب أسباب العطب في العلاقة الزوجية متشابهة متقاربة المعنى والمضمون، لكن لماذا كل ذلك؟ أين هو الرشيد؟ ربما مع مسار الحياة المادية حاليا لم يعد هناك رشيد ولا متأن ولا متبصر بعواقب الأمور ونتائج ذلك الخلاف الزوجي الذي يعطي ملامح التشرد والضياع لأفرادها زوج أو زوجة أو أطفال وأبناء.

أهل الزوجة سند اليوم لابنتهم للطلاق للانفصال فالرجال كثر، لم يعد طلاق الابنة مستهجنا غير مألوف كما كان سابقا، فموازين الحياة تغيرت كلية.. تجد غير زوجها الذي سكنت إليه فرحت معه ليلة العرس فرحة العمر كله، كانت فرحة لكنها اليوم بعد الإصرار على الطلاق صارت من الماضي الواجب نسيانه وبداية صفحة جديدة مع رجل آخر، ويقال كله قسمة ونصيب والرجال كثر.

ربما يجد الرجل زوجة جديدة لكن هل سيتمكن من بناء حبل متين معها؟ وإن وجدت تلك الزوجة زوجا جديدا، هل ستتمكن من بناء جدار ثقة جديد مع هذا الزوج الجديد؟ وما هو مصير الأبناء؟ أهل الزوج وأهل الزوجة ما دورهم؟ مصير الأبناء مجهول، هنا قد تحالفهم السعادة أو تصب عليهم لعنة الشقاء واليأس والتشرد والتوهان في دوامة الحياة المُرة الصعبة.

تتمتع الأم ويتمتع الأب أو أحدهما مع ذلك الجديد، والأبناء صاروا ثمرة مكروهة، لماذا جاؤوا إلى هذه الحياة؟ حال الندم أصاب كل شيء، والبحث عن حل لكن أين هو؟ حدث الطلاق تفرقت العائلة والأسرة واختفت المحبة واللهفة المصاحبة للحب الأول أيام الخطوبة وليلة الزفاف، كله تبخر وصار في خبر كان.

سريعة هي أحداث الحياة، أسرع من الضوء أحيانا لكن هذا الطلاق كان العاصفة المدمرة المهلكة. كثيرة هي حالاته ونتائجه السلبية على المجتمع العربي بصورة عامة، هل ينقص المجتمع العربي مزيد من الزلازل المهلكة مثقل هو بالأحمال الثقيلة التي لا حلول لها؟ ويأتي الطلاق بتبعاته المريرة عليه كمجتمع، كيف سيتحمل وهو كله مأزوم مريض تعب؟

الطلاق اليوم تقام له وعنه الكثير من الندوات والمؤتمرات والحوارات، لكن أين الحلول؟ كله كلام بكلام فقط، لا حل مريحا جذريا لموضوع الطلاق، وكثرة حالاته التي في أحيان كثيرة لأسباب تافهة، لكن ربما هي طبيعة الحياة الحالية، شكلها وملامحها ساهمت إلى حد كبير فيه وفي كثرته. ربما هي القدرة المالية أو ضعفها لدى الزوج تقابلها زوجة متفاخرة لا مبالية، أو على العكس زوج غير مسؤول بالمرة وزوجة تريد الحياة والارتشاف منها، أو تدخل الأهل والآخرين المخربين.. أو.. أو..؟ وتبقى أسباب الطلاق كثيرة لا حصر لها ولا حلول، يحل كالعاصفة لتزيد المجتمع العربي أهوالا ومصائب هو في غنى عنها في الأصل.

أين الخبراء وأين أصحاب العقل الرشيد؟ أين الحمل والتحمل من كلا الزوجين للآخر في كل لحظات الزواج ومراحله وأوقاته؟ أين هي إذن المودة الحقيقية التي بني عليها هذا الزواج؟ إذن ربما بني على لهفة الرجولة وإثباتها؟ أو لهفة المال ومتاع الحياة الموعود بالنسبة للزوجة؟ تبخر كل شيء بعد ليلة الزواج أو أسبوعه الأول، لا أحد من الزوجين يريد التحمل والصبر أو يتحمل أحدهما، والآخر يفتعل المشاكل حتى تكبر ويأتي الطلاق بأوراقه، والمأساة إن كان ثمرة الزواج أطفال وأبناء.

الطلاق ليس لعبة كما أن الزواج ليس لعبة ولا مبنيا على الأهواء، فهو -أي الزواج- مودة ورحمة وبناء، ومن لم يحمل ولا يمتلك مثل هذه الصفات لينسَ الموضوع كله. لا داعي أبدا لاستحضار المشاكل داخل الجسد العربي والوطن العربي كله، فحاله اليوم يبكي الحجر لضعفه وهوانه وقلة حيلته.

الأناة والصبر هما مفتاح الفرج، لكن هل من قارئ ومتعظ وعامل بالنصيحة؟

يبقى السؤال وتبقى إجابته لدى كل إنسان من أبناء المجتمع العربي كله، ويبقى الزواج في حقيقته مسؤولية مشتركة بين طرفيه، زوجا وزوجة، خارج إطار اللعب والتسلية وتعبئة وقت الفراغ.

الزواج مؤسسة كبيرة لها ملفاتها الكثيرة وأوراقها الأكثر والتي تحتاج أولا وآخرا إلى طرفين، زوجا وزوجة، أهلا لذلك بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة، والنتيجة والتقييم النهائي بالعمل لا بالقول.. ياما قد قيل وقيل وقيل، وبعد القيل للأسف كثرة زادت حالات الطلاق. هل تجمّد الإحساس واختفت المشاعر؟ أين هي مودة الزواج نظرات الإعجاب الأولى؟

إذن: السؤال باق دون إجابة واضحة.
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الأحد، 19-03-2023 11:05 م
'' السينما ودورها في تبادل الثقافات '' 1 ـ (الحب بين قوسين1993) مع الفنان هشام عبد الحميد : "شهيرة" مطلقة ثرية تحب وتتزوج سائقها، رداً لجميله في تحمل تهمة حادث سيارة بدلاً عنها، إلا أن الظروف تظهر صعوبة التقارب بينهما، فضلاً عن رفض كل المحيطين بها لهذا الارتباط .. بخصوص الزواج من طبقة أخرى حلال لا إشكال فيه لكن هناك ضوابط إجتماعية لابد من مراعاتها الانسان لازم في زمننا هذا يمشي ورا عقله لا وراء عاطفته لأن عقله هو الذي سينجيه الواقع للأسف أقوى من الأحلام ومن الحب ومن الرومانسية الواقع المر بيفرض نفسه على كل شئ حتي العواطف الصادقة الحقيقة ما حدث أن بطلة الفيلم حب بين قوسين مريضة نفسياً لأنها هي من سعت إليه وعرضت عليه حبها والزواج مع علمها بكل ظروفه وبكافة الاختلافات بينهما ، ثم بعد ذلك تنظر إليه نظرة دونية رغم أنه أعطاها الأمان الذي افتقدته مع طليقها ذو المكانة الاجتماعية والمال والحيثية إلا أنها في غاية الأنانية وتريد كل شئ وتناست أن لكل اختيار ضريبته التي لا بد أن يدفعها الإنسان ، لذا فأنا غير متعاطف معها نهائيا بل متعاطف مع الشاب الذي تزوجته ولم يخطئ في حقها بل إن خطأه الوحيد هو أنه وافق على الزواج منها. 2 ـ (أحمد مالك يتصدر «أفيش» الفيلم الأسترالي «حارس الذهب») وتبدأ أحداث الفيلم مع نهاية القرن الـ 19 في أستراليا الغربية، حين يسعى راعي جمال أفغاني للتخلص من أزمة وجودية قاسية والعودة إلى وطنه، تضطره الظروف لعقد شراكة مع حطّاب هرب وبحوزته سبائك ذهبية، تزن 400 أوقية ومختومة بتاج الملكة. فيتحتم على الثنائي المتنافر تضليل رقيب شرطة متعصب وجنوده في سباق الوصول إلى فرن سري لصهر الذهب، حيث المكان الوحيد الذي يتيح إزالة ختم تاج الملكة، ويشارك في بطولة الفيلم أحمد مالك والنجمان الأستراليان ديفيد وينهام وجاي رايان. 3 ـ (فيلم باكستاني زيندا باهاغ ) يروي الفيلم قصة ثلاثة أصدقاء من لاهور ينتمون إلى الطبقة المتوسطة الدنيا. إنهم يعتقدون بأن الحل لجميع مشاكلهم المالية يكمن في السفر إلى الخارج. يحاول الأصدقاء الثلاثة، بطرقهم الفريدة، تحقيق نفس الحلم ولكنهم ينشغلون في العديد من المشاكل التي تلقيها عليهم حياتهم ومدينتهم. تمكن زيندا باهآك، مع سيناريو رائع، من التقاط المصاعب التي يواجهها الأفراد الذين يتعين عليهم تحمل جميع الأعباء المالية والمسؤوليات الملقاة عليهم. يُظهر الفيلم كيف يُتركون في كثير من الأحيان بمفردهم حيث لا أحد، ولا حتى عائلاتهم، قادر على فهم موقفهم. زيندا باهآغ من أروع الأفلام الباكستانية وهو تقدير فني كبير للثقافة الأصيلة وشعب لاهور. 4 ـ (الفيلم التنزاني «بينتي»… حكاية أربع نساء مع أربع معارك في الحياة!) بدأت السينما الافريقية في تنويع في مواضيع أفلامها، وتصوير الأشرطة التي تتناول الصراعات الاجتماعية والسياسية الجارية في القارة، ونقلها على الشاشة. ومن القضايا المهمة التي تناولتها السينما الافريقية، قضية المرأة. فهي ما زالت تكافح في معارك متعددة الاتجاهات في كل مكان من هذا العالم، لتنال الاعتراف بوجودها الإنساني. في افريقيا ربما تكون معارك النساء أكثر حدة، لأنها تكافح من أجل الحياة الطبيعية فقط، أي تكافح من أجل الهروب من بؤس العيش بشكل عام، الذي يسببه الفقر والصراعات المسلّحة، وتدني مستوى البنية التحتية، وأيضاً تدني الخدمات الصحية والتعليمية. استطاعت السينما الأفريقية أن تكشف للعالم عن حياة الافريقيات اللاتي يرزحن في حياة هي الأصعب حول العالم، فنكتشف أن هناك علامات سينمائية مضيئة تقودها سينمائيات نساء، تُسهم بشكل فعّال في رفع أصوات الافريقيات، وتفصح عن أنماط الحياة التي يعشنها ويتطلعن إلى تغييرها. 5 ـ ("المجاعة".. فيلم يروي قصة مساعدة العثمانيين لإيرلندا) وتستند أحداث الفيلم على واقعة إرسال السلطان العثماني عبد المجيد 5 سفن محملة بالمساعدات المادية والعينية لأيرلندا لمساعدتها على مواجهة المجاعة التي عانت منها بين أعوام 1845 و1851 والتي تسببت في مقتل مليون أيرلندي وهجرة مليونين آخرين. وقد استقبل الأيرلنديون هذه اللفته بامتنان كبير وأرسل عدد من وجهائهم رسالة شكر للسلطان لا تزال موجوده في قصر التوب كابى. ويقول عمر صاريكايا أنه يهدف من خلال هذا الفيلم الذي يلقي الضوء على حادثة مجهولة في التاريخ العثماني إلى تعريف الدنيا بعظمة ورحمة العثمانيين ومواجهة الفكرة الشائعة عن كونهم همج ومحتلين التي ظهرت في عدد من الأفلام. 6 ـ (فيلم الحرب الأهلية 2002 للمخرج مارتن سكورسيزى) يحكى الفيلم قصة الشاب أمستردام فالون وهو أمريكي من أصل أيرلندي، ايضا هو ذلك الفتى اليتيم الذي كان بريئا في يوم من الأيام، والآن الشاب العازم على الانتقام، ففي منطقة مانهاتن المهجورة في مطلع عام 1860 والمعروفة باسم الخمس نقاط، كان يسيطر على هذه المنطقة بيل "الجزار" وهو الحاكم الأعلى لتلك المنطقة المليئة بالجريمة والسرقة ، وهو المتسبب فى مقتل والد امستردام، ومع إستمرار الحرب الأهلية الأمريكية كان يطمح امستردام فى الانتقام من بيل بسبب قتله لآبيه، وبعد مرورستة عشر عاما كاملة على مقتل والده بوحشية من أيدي بيل الملطخة بالدماء، عاد أمستردام فالون طالبا القصاص. 7 ـ (روما، عطلة رومانية1953 عطلة رومانية إيطاليا) من أجمل الأفلام الكلاسيكية الرومانسية بين الأميرة الأوروبية آن "أودري هيبورن" ، التي تهرب من مسؤولياتها الملكية مع الصحفي الأمريكي جو برادلي "جريجوري بيك" ، الذي يظهر لها في جميع أنحاء المدينة بعد أن راهن رئيس تحريره بأنه يمكنه الحصول على مقابلة حصرية معها ، ولكنه يقع في الحب بدلاً من ذلك. لا ننسى الجولة بدرجة الفيسبا والمشاهد الجميلة للسبانش ستيبز، وزيارة الكولوسيوم، بالإضافة إلى مشاهد المقاهي في شوارع العاصمة الإيطالية. 8 ـ (الأمريكي فيلم إثارة من إنتاج سنة 2010، بطولة جورج كلوني) جاك "جورج كلوني" منفذ اغتيالات وصانع أسلحة يصل إلى مرحلة في عمره جعلته بطيئا في تنفيذ المهمات وأصبح يحن لعيش حياة طبيعية وعلاقة حب مع امرأة تحبه ويحبها ولكن محاولاته في الحب عادة ما تجد طريقا مسدودا بسبب ماضيه المليء بالذنوب التي تطارده جاعلا ممن تدخل حياته حبا ورغبة فيه ضحية لتلك الذنوب، فيحس أنه ربما حان الوقت لخروجه من تلك المهنة ولكنه يجد أن الخروج ليس بالشيء السهل. 9 ـ (غسان كنفاني) هكذا تقدم غسان كنفاني .. لزوجته الدنماركية "آنى هوفمن" حيث سألها هل تتزوجيني؟ أنا فقير لا مال لي و لا هوية أعمل في السياسة و أعشق الأدب و لا أمان لي و أنا مصاب بالسكري " عرض الزواج الغريب هذا .. ألقاه غسان كنفاني على مسامع الدنماركية "آنى هوفمن" بعد أسبوعين من لقائهما في بيروت لتبدأ بعدها حياتهما معاً التي إستمرت منذ العام 1961 و حتى رحيله 1972 و تثمر طفلين و بعدها كتب غسان إلى زوجته : كنت أكبر منك في العمر و كنتِ أكبر منّي بالحب، فالنساء حين تحب، تُصبحن أمّهات .. و نحن الرّجال نصغر .. نصغر .. حتى نصبح أطفالهن .