مقابلات

أكاديمي ماليزي: هذه حظوظ حكومة أنور إبراهيم بالاستمرار.. أبرز التحديات

تصدر حزب أنور إبراهيم الانتخابات الأخيرة دون الحصول على أغلبية في البرلمان- عربي21
تصدر حزب أنور إبراهيم الانتخابات الأخيرة دون الحصول على أغلبية في البرلمان- عربي21
"الضرورة" وراء التحالفات التي عقدها أنور إبراهيم لتشكيل الحكومة ما يهدد استمراريتها


الخوف من "الحزب الإسلامي" دفع أحزابا للتحالف مع أنور إبراهيم


مؤتمر داخلي لأحد أبرز مكونات الأحزاب المشاركة في الحكومة يهدد استمرار الحكومة



قانون "مناهضة التنقل" بين الأحزاب يخدم حكومة رئيس الوزراء بشكل كبير




مهاتير محمد لن يعتزل العمل السياسي بوقت قريب



سيحافظ أنور إبراهيم على سياسة ماليزيا تجاه "إسرائيل"



تناول المحلل السياسي والأستاذ في الجامعة الوطنية الماليزية، عزمي حسن، في مقابلة خاصة مع "عربي21" أبرز نتائج الانتخابات العامة في ماليزيا، إضافة إلى فرص استمرارية ونجاح حكومة أنور إبراهيم التي تشكلت على إثرها.

وفي معرض حديثه، أوضح حسن تأثير قانون مناهضة التنقل بين الأحزاب، على حظوظ حكومة أنور بالاستمرارية، في ظل عدم حصولها على الأغلبية في مجلس النواب، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها ماليزيا ما يدرج على تسميته بـ"برلمان معلق"، بسبب عدم تمكن حزب أو ائتلاف وحيد على الانفراد بتشكيل الحكومة.

وتصدر حزب أنور إبراهيم الانتخابات الأخيرة دون الحصول على أغلبية في البرلمان، متحالفا مع العديد من الأحزاب تحت مسمى "تحالف الأمل".

وتطرق حسن إلى دافع بعض الأحزاب من التحالف مع أنور إبراهيم، لا سيما موقفها من "الحزب الإسلامي الماليزي"، بالإضافة إلى الخسارة التي شهدها رئيس الوزراء الأسبق مهاتير محمد وتأثيرها عليه، وإن كان سيعتزل العمل السياسي، لا سيما أنها تعد الأولى له في تاريخ ترشحه السياسي.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجرتها "عربي21" مع الأكاديمي والمحلل الماليزي عزمي حسن:

- ما هي أبرز النتائج التي يمكن الخروج بها من الانتخابات الأخيرة في ماليزيا التي أدت إلى تعيين أنور إبراهيم رئيسا للحكومة؟

لم يحظ أي حزب بالأغلبية في مجلس النواب الماليزي، أي 112 مقعدا، وهذا الأمر يحصل لأول مرة في ديمقراطية ماليزيا، لتكون البلاد أمام أول برلمان معلق.

إذ أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة حصول تحالف الأمل بزعامة أنور إبراهيم على 80 مقعدا فقط من أصل 220، ليكون بذلك فقط المتصدر في النتائج.

وأدى ذلك إلى تحالف يتألف من أنور إبراهيم الذي رأس تحالف الأمل "PH"، وائتلاف الجبهة الوطنية "BN" (الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق)، وتحالف أحزاب ولاية ساراواك (GPS) الذي يقوده أبانج جوهري، وائتلاف سكان ولاية صباح "GRS"، بالإضافة إلى أحزاب أخرى أصغر.

ونظرا لأن حزب أنور إبراهيم لديه أكبر عدد من المقاعد، فقد تم انتخابه رئيسا للوزراء، رغم عدم حصول حزبه على الأغلبية.

- هل عدم حصول أنور إبراهيم على الغالبية التي كان يمكن من خلالها أن يتفرد بتشكيل الحكومة، يضعفه؟ أم يهدد استمرارية حكومته؟

تعد التحالفات التي قام بها أنور إبراهيم، قائمة بدافع الضرورة، في ظل وجود أيديولوجيات سياسية مختلفة بين جميع الأحزاب المتحالفة معه.

بالتالي، يمكن القول بالفعل بأن هذا التحالف سيضعف أنور إبراهيم؛ لأنه إذا انسحبت أي من الأحزاب من الحكومة، فإن أنور سيفقد الأغلبية، ومن ثم سيخسر منصبه رئيسا للوزراء.

- ما هي قراءتك للحكومة التي شكلها أنور إبراهيم؟ وكيف بنى تحالفاته لتشكيلها؟

استخدم أنور إبراهيم ببراعة، ائتلاف التحالف الوطني (PN) كبش فداء لكسب الدعم؛ لأنه وضع الناخب أمام خيار أن "PN" سيكون البديل عنه، وهو الحزب الحاكم السابق، بزعامة رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين.

بالإضافة إلى أن الحزب الإسلامي الماليزي "PAS" الذي هو جزء من ائتلاف "PN"، يعد منبوذا بشكل خاص من تحالفي "صباح" و"ساراواك"، اللذين يتهمانه بـ"التشدد". لذلك كان حزب "PAS" عاملا ساهم في توحيد تحالف أنور إبراهيم خشية من الحزب الإسلامي.

- صادق البرلمان قبل السباق الانتخابي على قانون بالإجماع يحظر تغيير ولاءات النواب بعد الانتخابات، هل يساعد ذلك على تماسك حكومة أنور إبراهيم؟

نعم، هذا صحيح، يساعد ما يسمى بقانون مناهضة التنقل بين الأحزاب كثيرا أنور إبراهيم، لا سيما مع الانقسام في "الجبهة الوطنية" إلى معسكرين، أحدهما يدعم أنور رئيسا للوزراء بينما يدعم المعسكر الآخر ائتلاف "PN".

وبسبب القانون المذكور، لا خيار أمام المعسكر الذي أراد دعم "PN"، إلا أن يخضع لقرار الائتلاف بدعم أنور إبراهيم.

- ماذا يعكس حلول ائتلاف مهاتير محمد في المركز الرابع في الانتخابات وخسارته لأول مرة في تاريخ ترشحه السياسي وفشله في الحصول على مقعد في البرلمان؟

ما حصل يوضح أن نفوذ مهاتير محمد في المشهد السياسي الماليزي آخذ في التضاؤل.

وكذلك يعني أن الائتلاف الذي قاده مهاتير ويدعى "GTA" سيتم التخلي عنه في المستقبل القريب مع حزبه الأساسي المسمى "Pejuang"، الذي كان يتولى رئاسته بنفسه، ولكنني أتوقع أن الحزب لن يستمر بعدما حصل.

- وفقا لتقديرك، هل سيعتزل مهاتير محمد عن العمل السياسي كما وعد، أم إنه سيشرف من بعيد على العمل المعارض للحكومة الحالية من خلال ائتلافه السياسي؟
استقال مهاتير من منصب رئيس حزب "Pejuang"، لكنه لا يزال رئيسا لائتلاف "GTA". ويبدو أنه لن يعتزل بوقت قريب من العمل السياسي، وربما ينتظر أن تتفكك حكومة أنور إبراهيم، لتحديد مساعيه المستقبلية.

- ما هي أبرز التحديات السياسية والاقتصادية التي ستواجه حكومة أنور إبراهيم؟

تتمثل التحديات السياسية الرئيسة، في مصير المنظمة القومية الملايوية المتحدة، المعروفة باختصار "UMNO"، وهي حزب ماليزي ممثل للملايويين المسلمين، وتعد شريكا لائتلاف الجبهة الوطنية.

وتتمثل الخطورة على أنور، بأنه سيكون للمنظمة تجمع داخلي خاص بها في الأشهر القليلة المقبلة، قد تؤدي نتائجه إلى التخلي عن دعمه.

ويدعم الرئيس الحالي للمنظمة الوطنية المتحدة لملايين الملاليويين، زاهد حميدي، رئيس الوزراء أنور إبراهيم، لكن إذا أُطيح به في الأشهر المقبلة، فقد لا يدعم رئيس المنظمة الجديدة الائتلاف الحاكم، وإذا انسحبت المنظمة الوطنية المتحدة للملايو من حكومة أنور، فستكون هذه نهايته رئيسا للوزراء.

أما التحديات الاقتصادية، فستكون بالطريقة التي يتعامل بها أنور إبراهيم مع بكين، حيث إنه شديد الاهتمام بقضية الإيغور، على عكس موقف ماليزيا السابق. فالصين هي الشريك التجاري الأكبر لماليزيا، وحتى الآن تحاول كوالالمبور تجنب أن تكون حاسمة في هذه القضية لأهمية الصين اقتصاديا بالنسبة لماليزيا.

- أنور إبراهيم دعا إلى التخلص من السياسات التي "تحابي" الملايو، على الرغم من أنه انطلق في حياته السياسية بينهم، فما هي طبيعة العلاقات بينه وبين الأقليات الدينية والعرقية الأخرى، وكيف استطاع أن يحظى بدعمهم؟

يشجع أنور عبر حزبه عدالة الشعب "PKR" -أكبر أحزاب تحالف الأمل- عامل الكفاءة وليس عامل العرق، وهذا التفكير هو ما يشيعه رئيس الوزراء ويصدّره عن نفسه.

لكنه أيضا يسير بحذر بهذا الاتجاه؛ لأن الأحزاب المتحالفة معه مثل الجبهة الوطنية و"UMNO" وحزب العمل الديمقراطي "DAP" قائمة على العرقية والديانة الإسلامية، فـ"BN" حزب قائم على الملايو، في حين أن "UMNO" قائم على الإسلام، و"DAP" حزب مقره في الصين، ويعد جزءا من حكومته.

إلا أنه يمكن القول بأنه حتى الآن، يبدو أن أنور كان ناجحا في إرضاء كل من "UMNO" و"DAP"؛ لأن كلا الحزبين كانا هادئين للغاية، ولم يوجد ما يقلق الحكومة بشأنهما.

- هل يتمكن أنور إبراهيم من تفادي عودة التوتر التاريخي بين عرقية الملايو والأغلبية المسلمة والأقليات العرقية ذات الجذور الصينية والهندية؟

حتى الآن، كان أنور براغماتيا للغاية، من خلال عدم إدخال سياسات منحازة تجاه عرق أو دين واحد، وبدت سياساته وخططه الاقتصادية محايدة للغاية في طبيعتها لهذه اللحظة.

إلا أن ذلك جرى باستثناء واحد، عندما أعطى عطلة ليوم واحد إضافي، للاحتفال بعيد "ديوالي" الهندوسي الهندي.

- يحظى أنور إبراهيم في وسائل الإعلام الغربية بتغطية إيجابية، ولقي كذلك التهاني من مختلف دول العالم، فهل يحظى بقبول في المجتمع الدولي، وما سبب ذلك؟

مقارنة برئيسي الوزراء السابقين (إسماعيل ومحيي الدين)، فإن أنور إبراهيم معروف على المستوى الدولي قبل أن يصبح رئيسا للوزراء؛ لأنه شديد الوضوح في نشر أفكاره سواء في المجتمع الدولي وفي الغرب والشرق، أو العالم الإسلامي.

- تعرض رئيس الوزراء الحالي للسجن سابقا بتهم تتعلق بالمثلية والفساد، كيف استطاع أن يتجاوز هذه الاتهامات الخطيرة ليصل إلى الحكم؟

يقول أنور إبراهيم بأن ما جرى كان اضطهادا سياسيا له من قبل رئيس الوزراء آنذاك مهاتير محمد. وبعد أيام قليلة من انتخاب أنور رئيسا للوزراء، أشار إلى أنه قبل أن يمنحه الملك العفو، قال إن الملك يعتقد بأن أنور بريء. وهذه رواية قوية للغاية بالفعل.

- ما هو موقف أنور إبراهيم من العلاقات التجارية والاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن التطبيع الدبلوماسي معه؟

كانت هناك تقارير إعلامية تفيد بأن أنور إبراهيم مؤيد لإسرائيل، إلا أنه وعد بمقاضاة أي جهات تروج لهذا الاتهام.

لا أعتقد أن سياسة كوالالمبور تجاه إسرائيل ستتغير خلال فترة حكومة أنور إبراهيم، كأن يتم تطبيع للعلاقات الدبلوماسية بين كوالالمبور في تل أبيب، هذا أمر مستبعد.

في الواقع، كان أنور قبل توليه منصب رئيس الحكومة واضحا بشدة في رؤيته للاحتلال الإسرائيلي، بأنه غير شرعي للضفة الغربية.
التعليقات (0)