مقالات مختارة

هل ستنهار سلطة رام الله؟

سميح المعايطة
إسرائيل تدرك ان السلطة في وضع لايمكنها الذهاب إلى الأمام ولا إلى الخلف- وفا
إسرائيل تدرك ان السلطة في وضع لايمكنها الذهاب إلى الأمام ولا إلى الخلف- وفا
منذ سنوات نسمع تحذيرات من بعض كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية تحذر من انهيار السلطة، والبعض في مراحل سابقة هدد بحل السلطة في رسالة إلى من يهمه الأمر في واشنطن وإسرائيل بان يوقفوا سياسات او يفعلوا شيئا.

لكن السؤال ..هل ستنهار السلطة الفلسطينية او يتم تفكيكها؟ واذا تحقق هذا الافتراض ماذا يعني لكيان الاحتلال؟

تفاصيل الإجابة تقول ان السلطة الفلسطينية التي جاءت نتيجة اتفاق أوسلو ارادها الفلسطينيون خطوة نحو الدولة الفلسطينية لكن إسرائيل ارادتها اول واخر الخطوات ولهذا فإن السلطة لم تنتقل من المرحلة الانتقالية منذ توقيع أوسلو عام 1993، لأن الاحتلال يريد سلطة أمنية تقدم له خدمات أمنية وتضبط الضفة الغربية إضافة إلى حمل أعباء إدارة الضفة في مجالات معيشية وادارية، وعبر حوالي 30 عاما نجحت إسرائيل في بناء هذه الحالة واوقفت اي عملية سياسية مع الفلسطينيين بل ذهبت إلى سياسات جعلت المطالبة ببقاء الوضع الحالي مطلبا وحلما مثلما هو الحال الان مع العقوبات المالية الإسرائيلية على السلطة، ومؤكد ان اسرائيل تريد سلطة ضعيفة امام مواطنيها وانهم لايرون فيها الا حالة تنسيق امني مع اسرائيل وانها عاجزة عن دفع اسرائيل إلى وقف اي اجراء او سياسة او عدوان .

اسرائيل تريد السلطة على حافة الموت والتفكك السياسي والانهيار الاقتصادي لكنها لاتموت، لانها لاتريد السلطة مشروعا سياسيا وطنيا للشعب الفلسطيني وقابلا للتحول الى دولة .

ويدرك الاحتلال ان حركة فتح العمود الفقري للسلطة اصبحت بلا خيارات، وانها فقدت القدرة على الفعل، وان عدوها الاول هو حماس واولويتها مواجهة حماس ومنعها من التمدد في الضفة، وان مسيرة 30 عاما من عمر السلطة حولت السلطة الى واقع لايملك الا التنديد، بل ان جزءا كبيرا من مواردها المالية تحت سيطرة اسرائيل، مثلما هو قرار ادخال الاموال والمساعدات الى غزة بيد الاحتلال .
إسرائيل تدرك ان السلطة في وضع لايمكنها الذهاب إلى الأمام ولا إلى الخلف، وان بقاءها هو خيار قادتها وفصائلها، ولهذا لاتتوقف طويلا عن التهديد بحل السلطة او انهيارها، فالفوضى او سيطرة حماس على الضفة هما اهم المخاوف من انهيار السلطة لكنها ليست مخاوف الاحتلال فقط بل هي اكثر لدى قادة السلطة وحركة فتح.

اتفاق أوسلو بنى سلطة بهذه المواصفات والجميع كان يدرك هذا، فهي موجودة لغايات ليس من ضمنها التحول إلى دولة فلسطينية مستقلة، ومن وقعوا اوسلو وفاوضوا وقبلوا بالشروط يعلمون الحقيقة ويعلمون ان أوسلو كان هدفه الأول ان تكون منظمة التحرير ممثلا للشعب الفلسطيني، وقد حصل هذا، اما الثمن فكان اتفاق أوسلو. 

التهديد بحل السلطة او التحذير من خطر تفككها امر يقلق إسرائيل خوفا من الفوضى او سيطرة حماس لكنها تعلم أن بقاء السلطة خيار استراتيجي لحركة فتح وبقية فصائل المنظمة، فلا خيار اخر الا البقاء كما هي اليوم وستدافع السلطة عنه.

(عن صحيفة الغد الأردنية)
التعليقات (1)
محمد غازى
الخميس، 12-01-2023 11:19 م
يذكر ألقاصى وألدانى، أن ألكل ألفلسطينى وألعربى لم يكن راضيا عن إتفاق أوسلو، ولكن ألسلطة قبلت به، حتى تجد ملجأ تأوى إليه، ويجد عرفات نفسه أنه رئيس دولة، وعنده حرس شرف يقوم بإستعراضهم يوميا أو أسبوعيا، ويدقوا له ألمزيكة ويمشى وكأنه ألجنرال مونتغمرى!!! ألإحتلال يريد ألسلطة، كما نص إتفاق أوسلو، أن تكون سلطة تقدم خدمات أمنية للإحتلال، وتضبط ألضفة فى مجالاا ألأمن والمعيشة لا غير!!! هذا ما تم وهذا ما قامت أوسلو على أساسه!!! 30 سنة مرت، والسلطة تتمتع بالأموال والمناصب ألكذابة. كالرئيس مثلا يحمل عدة مناصب، رئيس دولة فلسطين ألعظمى! أين ألدولة؟ ألله أعلم! بنى 100 سفارة وعين فيها 200 سفير، أى سفيرين فى كل سفارة، حتى تستوعب أولاد ألسلطة ومحاسييبها. سمعت مرة عباس يتفاخر أن 90 من ألسفارات ألمائة هى ملك وليس إيجار. طبعا ألملك بإسم ألرئيس!!! هل صدقتم أن عباس ملياردير؟ حتى أراضى ألمنظمة ألتى أشترتها فى لبنان باعها عباس وأولاده ووضع ألأموال فى حسابه فى ألبنوك ألأجنبية. فى ألداخل عباس أقام قوات أمن جبارة، حتى يقضى على كل من يتجرأ وينتقد ألسلطة . هل صدقتم أنها سلطة تنسيق أمنى فقط ولهذا سكت ألعدو عنها وعن تصرفاتها. ألسلطة لا تعتبر إسرائيل عدوة، بل تعتبر حماس هى ألعدو ولذلك قامت بمحاربتها، ولكن حماس تغلبت عليها وطردتها من غزة شر طرده!!! كان ألله فى عون شعبنا ألفلسطينى وخصوصا فيما تبقى من ألضفة، ألصابر على سلطة ألعار وإلأنحلال، سلطة قتل ألأبرياء وفى مقدمتهم نزار بنات!!! لا نامت أعين ألسقلة والمجرمين، عباس وعصابته!!!!