صحافة دولية

صحيفة روسية: ليست الهواتف وحدها السبب بمجزرة جنود ماكيفكا

المقر انهار بالكامل جراء القصف العنيف- تويتر
المقر انهار بالكامل جراء القصف العنيف- تويتر
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرا، نقلت خلاله عن وزارة الدفاع أن حصيلة الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية على نقطة التوزيع المؤقت للقوات الروسية في ماكيفكا بلغت 89 قتيلا.

وفي تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، قالت الصحيفة إن الإدارة العسكرية الروسية عزت الواقعة إلى الاستخدام واسع النطاق للهواتف المحمولة ليلة رأس السنة الجديدة.

وتضيف الصحيفة، نقلا عن خبراء، أن العوامل المتسببة في هذه المأساة عديدة، من بينها ارتكاب انتهاكات خطيرة في أثناء تمركز الوحدات؛ حيث يجري التحقيق في ملابسات الحادث من قبل لجنة منشأة خصيصا لهذا الغرض.

"انهيار الزجاج"

وأوضحت الصحيفة أن الهجمات التي نفذتها راجمة الصواريخ من طراز "هيمارس" استهدفت مبنى المدرسة المهنية في ماكيفكا، التي تقع في الجزء الخاضع لسيطرة روسيا من منطقة دونيتسك، شرقي أوكرانيا، حيث كان يقيم الجنود الروس. والجدير بالذكر أن المدنيين طبّعوا مع القصف المستمر، ويظهر ذلك في مواصلة المحلات التجارية فتح أبوابها، وحرص الناس على إنهاء أعمالهم رغم وجودهم تحت قصف المدفعية المستمر.

في هذا الصدد، عبرت لاريسا، المقيمة بالقرب من مبنى المدرسة المهنية، عن قلقها للغاية بشأن الجنود، لا سيما أن أحد أبنائها موجود في جبهة القتال، مشيرة إلى أنه في منتصف الليل وثلاث دقائق سمعت دويًا وانهيار الزجاج. بعد ذلك، سمع السكان صرخات قادمة من المدرسة المهنية، ورغم عدم تسجيل قتلى في صفوف المدنيين، طال الهجوم منازلهم.

وبحسب شهود عيان، لازم الجنود مكانهم معظم الوقت، وكانوا يقومون بدوريات حول المكان بشكل دوري دون لفت الانتباه.

لم يتم اعتراض كل شيء

وذكرت الصحيفة أنه في الرابع من كانون الثاني/ يناير الجاري، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن تفاصيل الهجوم الصاروخي الذي استهدف نقطة انتشار مؤقتة للوحدة العسكرية الروسية. ففي تمام منتصف الليل بتوقيت موسكو، أطلقت القوات الأوكرانية ستة صواريخ على ماكيفكا.

اظهار أخبار متعلقة


واعترض الدفاع الجوي الروسي اثنين منها فقط، فيما بلغت الصواريخ المتبقية مبنى المدرسة المهنية، حيث كان يتمركز عسكريون روس، ما دمر سطح المبنى نتيجة الانفجارات. وعقب الهجوم مباشرة، اتخذ قادة وضباط هذه الوحدة العسكرية والقادة الصغار والعسكريون من الوحدات الأخرى جميع الإجراءات المتاحة لإنقاذ المتضررين.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، بلغ عدد القتلى العسكريين إلى حدود الرابع من كانون الثاني/ يناير 89 شخصًا، من بينهم نائب قائد الفوج المقدم باشورين، مؤكدة أن القاذفة التي استهدفت المبنى دمرت بنيران الرد.

ناهيك عن ذلك، وردًا على هذا الهجوم، أعلنت الدفاع الروسية شن هجوم على مركز للمعدات بالقرب من محطة سكة حديد دروزكيفكا التابعة لجمهورية دونيتسك، وتدمير أربع قاذفات من طراز "هيمارس"، وأربع مركبات قتالية من طراز "أر إم 70 فامباير"، وأكثر من 800 صاروخ للراجمات، وست مركبات، بالإضافة إلى أكثر من 200 من المسلحين والمرتزقة الأجانب، فضلا عن قصف نقطة انتشار مؤقتة لإحدى وحدات "الفيلق الأجنبي" في ماسلوفكا، حيث تم تدمير أكثر من 130 مرتزقا أجنبيا.

التحقيق جار

ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع أن لجنة خاصة تتولى التحقيق في ملابسات المأساة. لكن، يبدو أن السبب الرئيسي للحادثة يتمثل في الاستخدام واسع النطاق للهواتف المحمولة بما يتناقض مع الحظر.

وبحسب وزارة الدفاع، مكن هذا العامل القوات الأوكرانية من تحديد إحداثيات مواقع الأفراد العسكريين لشن ضربة صاروخية، ولتفادي وقوع حوادث مأساوية مماثلة في المستقبل يتم اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت الراهن، وقد أكدت الوزارة أنه بعد التحقيق سيخضع المسؤولون المذنبون للمساءلة.

وفي نهاية التقرير، نوهت الصحيفة إلى أن الخبير في الشؤون العسكرية، فلاديسلاف شوريجين، يرى أن إجراء مكالمات على الهواتف المحمولة ليس العامل الوحيد ولا الرئيسي الذي أدى إلى وقوع هذه المأساة، مؤكدا على استخدام كلا الجانبين الأنظمة التي تكتشف الهواتف المحمولة طوال الوقت، مشيرا إلى أن سوء التقدير في نشر أفراد القوات واتخاذ الاحتياطات اللازمة من أسباب الهجوم.
التعليقات (0)