مقابلات

ميشلين خليفة لـ"عربي21": لبنان سيعود "عاصمة للفن" وسيطوي جراحاته

.
.
قالت المطربة اللبنانية، ميشلين خليفة، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن "لبنان سيصبح، كما كان سابقا، (سويسرا الشرق)، وسيعود عاصمة للفن العربي، وسيطوي جراحاته، ويرجع أقوى وأفضل وأجمل، وذلك في يوم نأمل أن يكون قريبا"، مشيرة إلى تفاؤلها الكبير بالمستقبل.

وأوضحت أن "الظروف التي يمر بها لبنان تؤثر على كل المجالات، خاصة المجال الفني؛ فقد باتت هناك ندرة في شركات الإنتاج في بلادنا، وقد أصبح الفنانون يغادرون لبنان بحثا عن شركات الإنتاج، وأنا شخصيا أنتج حاليا لنفسي بعدما كنت متعاقدة سابقا مع شركة روتانا".

اظهار أخبار متعلقة


ولفتت خليفة إلى أن لديها "تراكما من الأعمال الفنية الجميلة التي لم تظهر للنور بعد، وهذه الأعمال أنا أدخرها لجمهوري على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضحت خليفة أنها الآن بصدد التحضير لعروض كثيرة، قائلة: "عندي عرض لحفل بدار الأوبرا السورية لم يُحدد موعده بعد، ويسعى بعض الأصدقاء لإقامة حفل بدار الأوبرا المصرية، فضلا عن الترتيب للسفر إلى دول أخرى".

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":


لماذا كانت المطربة ميشلين خليفة غائبة عن الساحة الفنية بشكل مؤقت خلال الفترة الأخيرة؟


في البداية، أنا أعتز بمكانتي الفنية على الساحة اللبنانية والعربية، قد أكون مُقصرة عربيا، لكن في لبنان "حطمت الرقم القياسي" كما يُقال؛ فمنذ بداياتي تربعت على عرش الفن؛ فقد واكبتني الصحافة بأجمل النقد، ورافقتني بحياتي الفنية وبمشواري أضواء جميلة بكل صدق ومحبة وما زالت حتى الآن.

وفي الوقت الحاضر أراقب ما يجرى على الساحة، ومتواجدة في نفس الوقت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام، ربما أكون مقصرة في الظهور التلفزيوني؛ لأني أريد أن أتوارى عن الشاشات؛ فلا أحب أن أظهر لمجرد الظهور، أما إن كان هناك جديدا سأظهر وأتحدث عنه.

أملك من الظهور التلفزيوني خلال حياتي الفنية ما يكفيني فخرا واعتزازا بكل ما قدمت، وفي كل منبر إعلامي ظهرت عليه كنت استقبل بحفاوة كبيرة، وبقيمة فنية كبيرة، والحمد لله.

وخلال مسيرتي الفنية واكبتني الأقلام الشريفة -وما زالت- فعندما تُذكر سيرتي أو يُذكر اسمي في مقال يشعر القارئ أنه يقرأ عن شيء مميز، وما يسعدني ويشرفني أن الصحافة لا تزال تذكرني، سواء قدمت عملا جديدا أو لا.. تجد الصحفيين يأتوني لتغطية أخباري الفنية والعائلية والاجتماعية.

قد تأثرت كثيرا بانفجار مرفأ بيروت؛ لأنني ممن تضرروا جدا بالانفجار، كوني أسكن بالمنطقة القريبة من المرفأ (منطقة الجميزة)، وهي أكثر المناطق تضررا، والحمد لله أننا لا زلنا على قيد الحياة؛ فهي نعمة من رب العالمين أشكره عليها طوال حياتي، ولن أستطيع شكر ربي مهما ركعت وصليت؛ فقد كان بيننا وبين الموت ربع ساعة.

تأثر بيتي بالكامل نتيجة الانفجار، لكن ما يذهب يُعوَّض، وكما يُقال في المثل اللبناني: «بالرزق ولّا بأصحابه؟» فما أتلفه الانفجار من أثاث منزلي أستطيع تعويضه مع الوقت، لكن الحزن الحقيقي على الضحايا الذين رحلوا عن عالمنا.

انفجار مرفأ بيروت فجّر فينا حافزا جديدا، وخلق إحساسا غير طبيعي نحو حبي للبنان، وعشقي لبيروت، وعشقي لبيتي وأهلي، ولكل البشر؛ فأنا إنسانة مُحبّة ومسالمة، وعندي قناعة أن الدنيا تتسع للجميع، وأحب كل الفنانين، وكل الأصوات الجميلة؛ فالفن بستان يحتوي كل الأنواع، فيه الحلو والأحلى.

لكِ أغنية بعنوان "صفحة وطويتها".. فهل هناك صفحة ما في مشواركِ الفني الطويل قمتِ بطيها؟


بعد أغنية "حبيبتي بيروت" التي صدرت عقب الانفجار، والتي قوبلت بالثناء والحب من الجمهور والنقاد، سجلت بعدها مباشرة أغنية "صفحة وطويتها". وليس بالضرورة أن تُعبّر أغنية "صفحة وطويتها" عن موقف أو حالة مررت بها، لكن في الحياة دائما صفحات يجب طيها، هنالك صفحة تطويها بحياتك الفنية، وفي كل مرحلة من حياتك، وفي كل عُمر هناك صفحات تطويها، وهناك ذكريات تحتفظ بها لا تتركها؛ فالإنسان يمر بالحلو وبالمر، قد أحاول أن أنسى المر لكن لا أنساه، فقط أطوي صفحته، لكن الصفحة تظل موجودة بالكتاب؛ فطي الصفحة لا تعني اختفائها.



و"صفحة وطويتها" هي أغنية جميلة من كلمات مارينا جحا مرعب، ومن ألحان الموسيقار جوزيف جحا، وقد سجلت باستديو جورج مرعب في لبنان مع توزيعه.

هل ستقومين بتصويرها كفيديو كليب خلال الفترة المقبلة؟


أنا الآن في حيرة: هل أصوّرها كفيديو كليب أم لا؟، البعض ينصحني بوضعها ريلكس على اليوتيوب مع إضافة مؤثرات مرئية، وأنا أرغب في تصويرها؛ فنحن الآن بزمن الصوت والصورة، والجميع يعرف أن مواقع التواصل الاجتماعي تفضل الصور، وليس الكلمات أو الصوت فقط، ولم نبدأ تصويرها بعد، لكننا نعلن حاليا عنها عبر اليوتيوب، والإنستغرام، وعبر صفحتي الرسمية على الفيسبوك.

ما هي أعمالكِ الفنية الأخرى القادمة؟

بعد الانكفاء على نفسي قليلا، ستكون لي أغنية جديدة، وأنا بالفعل متواجدة وإن تأخرت قليلا في إنتاج أعمال جديدة؛ فعندي تراكم من الأعمال الجميلة التي لم تظهر للنور بعد، وهذه الأعمال أنا أدخرها لجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال قناتي على اليوتيوب.

وأنا الآن بصدد التحضير لعروض كثيرة، عندي عرض لحفل بدار الأوبرا السورية لم يحدد موعده بعد، ويسعى بعض الأصدقاء لإقامة حفل بدار الأوبرا المصرية، فضلا عن الترتيب للسفر إلى دول أخرى.

والدتك السيدة إلهام سليم كانت قد اعتزلت الفن سابقا واعتبرت الفن في حياتها هواية فقط، ولذلك فضلت العائلة على الاستمرار في عالم الأضواء والشهرة.. فهل يمكن لميشلين خليفة أن تعتزل الفن أيضا في مرحلة ما؟ وكيف تنظرين لمسيرتك الفنية مقارنة بمسيرة الوالدة؟


اسم والدتي الحقيقي هو إيلين بيلوني، وغيّرته الإذاعة اللبنانية إلى إلهام سليم، وبات هو اسمها الفني المعروف، وكانت قد بدأت الغناء قبل زواجها بعد أن تعرّفت على الوالد في نادي تمثيل بطرابلس شمالي لبنان؛ فقد كانت ترغب في احتراف التمثيل، وبعد أن تعرّفت على والدي كان يرافقها إلى الإذاعة اللبنانية (إذاعة الشرق الأدنى)، وكانت تغني على الهواء مباشرة، وصوتها من أجمل الأصوات التي قد تسمعها بحياتك، وكانوا يلقبونها بـ "النسخة النسائية من وديع الصافي"، وبعد زواجها بدأت الاهتمام بحياتها وبيتها. أنا أكبر إخوتي سنا في البيت، بعد أن توفيت أختي الأكبر والتي أعطتها أمي اسمها الفني "إلهام" فكان هذا الاسم غاليا على قلب أمي.

وفي خضم الحياة والمسؤوليات وبناء حياة جديدة مع زوجها وأطفالها (4 بنات وولد واحد) لم تهتم أمي كثيرا بفنها، وإنما كانت فقط تواظب على حفل الإذاعة اللبنانية مرة واحدة في الشهر، ولم تهتم بالحفلات بالرغم من سافرها المتعدد خارج لبنان وحتى قبل زواجها؛ فكانت تسافر ضمن مجموعات من الفنانين لإحياء حفلات خارج لبنان كأمريكا وأوروبا، ومع مسؤولية تربية الأبناء تراجع اهتمام أمي بالفن، لكن ظل بيتنا يرتاده الأصدقاء من الفنانين والشعراء والملحنين، وكل هؤلاء كانت عيونهم على موهبتي وصوتي.

حياتي الفنية بدأتها من الباب الكبير، وقد راهنت على أنه إذا أردت أن أدخل مجال الفن فسأدخله من الطريق الذي رسمته لنفسي، وقد تربعت سريعا على عرش الطرب، ومن ثم عرش ميشلين خليفة، هذا رأي النقاد، ورأي الصحافة التي دعمتني بأحلى الكلمات، لذا ليس هينا أبدا أن أعتزل الفن؛ فما قدمته للفن "محفور على صخر" بالرغم من اختصاري المسافات للوصول إلى الشهرة؛ فقد غنيت أجمل ما يُغنى، وكان بجواري أستاذي العظيم الأستاذ فؤاد عواد، الذي رافقني خلال حفلاتي، وغنيت معه أجمل لحن بحياته لملحم بركات الذي قاد الأوركسترا على المسرح، وغنيت "أنا والقمر والنجوم، التي كتبها الأديب الكبير، وعميد الصحافة الفنية الأستاذ جورج إبراهيم الخوري.. كل هؤلاء رحلوا بأجسادهم لكنهم باقون بذكراهم، وكلماتهم، والأجيال القادمة ستقرأ وتسمع عنهم، وسيظلون أحياء في ذاكرتنا.

هل ميشلين خليفة ظُلمت فنيا أو إعلاميا؟


لا، لأن الصحافة حقيقة دعمتني في بداياتي بأضواء كثيرة، وأعطتني أكثر مما استحق، ولم ترِ الصحافة - أو الجماهير- مني إلا الخير. لقد رأوا صوت جميل، وإطلالة مشرفة، ووقفة عظيمة على المسرح، وفرق موسيقية تسلب العقل، عدت بالجمهور لزمن الأوركسترا الكبيرة التي تعزف خلف الفنان، هذا الأسلوب الذي تربينا عليه ونحن أطفال في حفلات أم كلثوم؛ فقد كان يعزف خلفي قرابة الثلاثين أو الأربعين عازفا، مما صنع حالة إبهار للجمهور، لذا دعمتني الصحافة بكل حب.

هل ما زلتِ على تواصل مع بعض الفنانين والمطربين حتى الآن؟ ومَن المطربين الأكثر قربا إلى قلبكِ؟


نظرا لطبيعتي الشخصية فليس لدي صداقات كثيرة مع الفنانين الزملاء، الذين احترمهم جدا سواء كانوا نساءً أم رجالا، وأثني على أصواتهم وعلى أعمالهم إذا التقينا في المناسبات، والآن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي صار هناك انفتاح أكثر، وأتواصل مع أي مطربة إذا سمعت أنها قدمت عملا جميلا، لأهنئها، وكذلك مع الشباب الذين يقدمون أعمالا جميلة؛ فأنا بطبيعتي محبة ومسالمة، وأعرف قيمة نفسي وأتعامل مع الناس على هذا الأساس.

والصديقة الوحيدة التي أنا على تواصل دائم معها من بين الفنانين والمطربين، وأنسجم كثيرا في الحديث معها، هي المطربة السورية ميادة الحناوي، وأنا افتخر كثيرا بها.

كيف تنظرين لواقع الفن في لبنان اليوم؟


الظروف التي يمر بها لبنان تؤثر على كل الميادين، وميدان الفن بالتحديد الذي نتكلم عنه تأثر كثيرا؛ فقد باتت هناك ندرة في شركات الإنتاج في لبنان، كان عندنا شركة "روتانا" وانتقلت إلى السعودية، وقد أصبح الفنانون يغادرون لبنان بحثا عن شركات الإنتاج، وقد كنت متعاقدة سابقا مع "روتانا"، والآن أنا أنتج لنفسي.

الجميع يعرف أن لبنان كان عاصمة الفن –مع احترامي وتقديري الكبيرين- لمصر وللدول العربية. مصر أم الفنون، وأم كل شيء جميل في الدنيا، وأنا عندي "عُقدة حب مصر"؛ فأنا أعشق مصر كثيرا، ولما زوجي انتقل للعمل في مصر ذهبت معه وعشت هناك 16 عاما، وخلال تلك الفترة كنت أتردد على لبنان من وقت لآخر. مصر تركت ذكرى كبيرة جدا في قلبي لا أنساها، وحقا مَن يشرب من مياه النيل لا بد له أن يعود إلى مصر، وأنا أحنُ كثيرا للرجوع لمصر والسكن هناك.

وإجمالا، أرى أن هناك أصوات رائعة جدا، وفنانين جيدين، وهناك أيضا غير الجيد، وكما يُقال: هناك الصالح والطالح. ورغم أن أوضاع لبنان صعبة للغاية خلال الفترة الحالية، إلا أن نحاول التأقلم مع الأوضاع، ونجرب فكرة الإنتاج المحلي، ولو بشكل "خجول".

كيف تتابعين تردي الأوضاع في لبنان سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي؟ وهل الفن والطرب يجب أن يُعبّر عن تلك الأوضاع؟


تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية تبعه تردي في كل المجالات في لبنان. والفنان والمطرب هو الوحيد القادر على إيصال أي رسالة عن أوضاع بلده ووطنه من خلال صوته، ومن خلال أغنياته، والفنانون هم القادرون على قيادة ثورات بصوتهم، ليست ثورات للدمار، وإنما ثورات للحب والسلام.

لما قدمت أغنيتي الوطنية "أرض الحلم" مثلا كانت ردود الفعل رائعة جدا، ويمكنكم قراءة ما كتب عنها في تعليقات اليوتيوب، أو الإنستغرام، وبدأ المعجبون يتداولون مقاطعا منها على منصات التواصل الاجتماعي، وبالطبع لست محترفة في التعامل مع هذه المنصات، لكننا مُجبرين على مواكبة العصر، وأنا من المُحبّين للتطوير الدائم، وكنت أعمل سكرتيرة لمدير عام ببنك قبل احتراف الفن؛ فأنا مُثقفة والحمد لله، ولديّ من الثقافة ما يؤهلني لاختراق العديد من المجالات، وفي كل مكان أذهب إليه أجد الاحترام والتقدير لمكانتي الفنية والاجتماعية؛ فالفنان يبقى بفنه أما الملوك ورؤساء العالم يرحلون ولا يذكرهم التاريخ.

ما هي رؤيتكم لمستقبل الفن والطرب في لبنان في ظل الأوضاع الراهنة؟


عندي رؤية جميلة جدا للمستقبل، بطبيعتي لدي أمل دائم، الأمل في قلبي وتفكيري، وفي إقدامي على كل خطوة أخطوها، دائما أضع الأشياء الجميلة والإيجابية أمامي، وأكره السلبية في حياتي، وأتسلح بسلاح الإيمان بربي، وكما يقولون: "توكل على ربك وامشي فوق الماء"؛ فالمشي عندي فوق الأرض أو فوق الماء سواء، لأن ما يحملني هو إيماني بربي، وسأصل بالإيمان إلى هدفي، ومؤكد أن لبنان سيرجع كما كان أقوى وأفضل وأجمل، وحتما سيعود لبنان "سويسرا الشرق" يوما ما نأمل أن يكون قريبا.

التعليقات (0)