مقالات مختارة

الوقت غير مناسب للبدائل عن الأحفوري

معظم دول العالم ما زالت تعتمد على حرق الفحم بنسب عالية - جيتي
معظم دول العالم ما زالت تعتمد على حرق الفحم بنسب عالية - جيتي
هي رسالة واضحة للعالم مع دون وجود البدائل حالياً في حيز التنفيذ من الطاقات البديلة، مثل الشمس والرياح وبحار المحيطات أو الطاقة المتجدّدة والتي تتولّد وتحل بنفسها وغير قابلة للانقراض بعكس الفحم والنفط، في حين الفحم المدمر الأكبر للبيئة، والطاقة النووية مازالت غير آمنة... هذا هو واقع الحال.

وما يحدث الآن مع غزو روسيا لأوكرانيا، ومقاطعة النفط والغاز الروسيين، وعدم وجود طاقات إضافية في العالم، اتجهت أوروبا والولايات المتحدة نحو زيادة الإنتاج من كل المواد الضارة بالبيئة، خصوصاً الفحم، وزيادة درجات حرارة العالم، من دون تحقيق الرقم العالمي والذي يحول دون زيادة أكثر من درجة حرارة مئوية واحدة.


والتوجه الأميركي - الأوروبي الآن، نحو زيادة الاستثمار في النفط والتنقيب عنه، وإعطاء الرخص لاستعمال أراضي الدولة في الحفر، بحثاً عن الأحفورية.

معظم دول العالم مازالت تعتمد على حرق الفحم بنسب عالية، منها أميركا - 30 في المئة، سواء بزيادة أو استئناف الإنتاج، حيث إن معدل اعتمادها بنسبة 17 في المئة على الطاقة البديلة ومعظمها لإنتاج الكهرباء، وهو معدل أوروبا أيضاً تقريباً.

أما في دول مجلس التعاون الخليجي، فنجد أن بعض أعضاء المجلس قطعوا شوطاً في مجال البدائل مثل الطاقة النووية في أبوظبي، في توليد الكهرباء واحتمال تصديرها إلي الدول المجاورة.

كما لدينا مادة الهيدروجين النظيف، لكن علينا استخلاصه من الماء العذب... وهناك تجارب بإمكانية استخلاصه من البحار.

وهناك 3 أنواع منه، الرمادي والأزرق والأخضر.

وقد قطعت السعودية شوطاً كبيراً في هذا المجال والتحوّل إلى الطاقة النظيفة، وتنظر إلى عنصر الهيدروجين المصنع كطاقة بديلة... بناء مصنع لتحويل وتصنيع الهيدروجين الأخضر والأنظف للبيئة، بكلفة تُقدّر بـ 5 مليارات دولار، ووقف انبعاث مادة ثاني أكسيد الكربون إلى الجو.

ويُعد الهيدروجين الرمادي الأسوأ تقريباً من عملية استخلاص الهيدروجين من الغاز الطبيعي، لكن تنتهي العملية بإطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو... وهو مضر.

ثم الأزرق ويتم استخلاصه بالطريقة نفسها، إلا أن تخزين ثاني أكسيد الكربون في باطن الأرض. ثم الأخضر وهو الأفضل، حيث يتم تحويل الناتج من ثاني أكسيد الكربون إلى مادة الأوكسجين وهو عنصر نظيف وصديق للبيئة.

وهناك مشاريع كثيرة في الدول العربية وتُقدّر بـ 12 في الإمارات والسعودية وعمان ومصر والمغرب من الأزرق والأخضر.

لكن العالم بحاجة إلى استثمارات مكلّفة وحادة.

لماذا مثلاً تلجأ الصين والهند وحتى أمريكا إلى الفحم بطاقات جديدة ومكلّفة في حين أن المخزون كاف لعهود قادمة، أو بوضع وقت للتحوّل مع نهاية عام 2050؟

غزو أوكرانيا ومقاطعة النفط والغاز الروسيين، قد يكونان أيقظا أوروبا من نومها واعتمادها على الطاقة الروسية. إلا انه في الوقت نفسه، فإن البدائل غير متوافرة حالياً وتحتاج إلى وقت ووفورات مالية.

ومن ثم فإن التأجيل إلى سنوات قادمة أو مع حل للحرب الروسية.

لكن هذا لا يمنع أن نحاول أيضا في الكويت، كبقية الدول المجاورة، إيجاد البديل مثلاً لتوليد الكهرباء بدلاً من الاستيراد واستنزاف المال العام من المدخول النفطي أو إمكانية استيراد الكهرباء من الدول المجاورة.

ولا يُبدي القطاع النفطي الكويتي اهتماماً أو أيّ تحرك حالي أو بالتعاون مع القطاع الخاص حول هذا المشروع، أو من استخدام ثاني أكسيد الكربون بتجميعه وباستخدامه في صناعات أخرى بدلاً من تطايره في الهواء وضرر على البيئة.

وتحصل الدولة على تعويضات مالية في محاولاتها بالحد من الغازات المضرة للبيئة. طبعاً الخيارات موجودة لكن بحاجة لاستثمارات وتدفقات مالية ومن ثم تأجيل التوقيت إلى حين.

الرأي الكويتية
التعليقات (0)