مدونات

قطر 2022.. إعادة صياغة التاريخ والجغرافيا

صالح الهمص
سيبقى المونديال في الذاكرة- تويتر
سيبقى المونديال في الذاكرة- تويتر
يُجمع الكثيرون على أن بطولة كأس العالم والتي جرت بين شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر لها ما بعدها، وأن ما قبل المونديال بالتأكيد لن يكون مثل ما بعده.

ففي هذه البطولة كتبت قطر تاريخا جديدا وتمت إعادة صياغة التاريخ، وإن النظرة للعالم العربي للثقافة العربية ستختلف عن الكثير من الدول باتجاهات أكثر إيجابية، وفي المقابل ستناصب دول أخرى قطر بصورة خاصة والثقافة العربية بصورة عامة؛ العداء، على اعتبار أن ما حدث في المونديال لم يكن متوقعاً من حيث خروج قطر عما كان يُرسم في المونديال من تشجيع لبعض الثقافات الغربية عن المجتمع العربي وثقافته والتي أرادت هذه الدول اقحام ثقافتها رغماً عن الجميع.
في هذه البطولة كتبت قطر تاريخا جديدا وتمت إعادة صياغة التاريخ، وإن النظرة للعالم العربي للثقافة العربية ستختلف عن الكثير من الدول باتجاهات أكثر إيجابية، وفي المقابل ستناصب دول أخرى قطر بصورة خاصة والثقافة العربية بصورة عامة؛ العداء، على اعتبار أن ما حدث في المونديال لم يكن متوقعاً من حيث خروج قطر عما كان يُرسم في المونديال

بالتأكيد سيكون للمونديال له ما بعده من ناحية تأثير القضية الفلسطينية ليس على الحكام، ولكن على صعيد الشعوب، فلقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة وخاضت فلسطين وقضيتها جميع الأدوار ابتداءً من دوري المجموعات وصولاً للمباراة النهائية، وكان علم فلسطين هو الحاضر تقريباً في كل المباريات، ولو أن هناك من الساسة الفلسطينيين من كان يتقن استخدام هذا المحفل الدولي وهذه التظاهرة لشعوب الكرة الأرضية لكانت النتائج أفضل وأفضل.

نعم لقد تأكدت دولة الكيان وحكامها وبعد 74 عام من الصراع أن فلسطين لا زالت قضية العرب الأولى، وأنها ستبقى أيضاً قضية الأحرار أيضاً في كل العالم، وأن نبض الشعوب بالتأكيد يختلف عن نبض الحكام، وأن هذا الصراع الممتد طوال هذه الأعوام لم ينجح في تهجين الشعوب وجعلها تقبل بهذا الكيان الغاصب.

لقد أكد لنا هذا المونديال أن قوة الشعوب وتأثيرها لا تُقاس بمساحة الدول ولا عدد السكان، فقد أبدعت هذه الدولة الصغيرة المساحة قطر في كل شيء، أبدعت في كل تفاصيل هذا الحدث، وأحسنت استخدام هذا المونديال في التسويق لها ولسياستها الخارجية رغم حصار امتد من دول الجوار، ورغم مراهنة وسعي الكثيرين لإفشال وعدم انعقاد هذا الحدث، بل ودفعوا أيضاً مبالغ مالية لإفشال هذه المناسبة، وما لقطة أمير قطر وهو يقوم بوضع البشت الذي يعتبر جزءا من الثقافة العربية بصورة عامة والخليجية بصورة خاصة؛ عنا ببعيد، فقد صُنعت هذه اللقطة باحترافية شديدة تدل على إبداع وعمق من قام بالتخطيط والتنفيذ، وستبقى هذه الصورة عالقة في ذهن ومخيلة الكثير من شعوب الأرض ولفترة كبيرة قادمة.
أكد لنا هذا المونديال أن قوة الشعوب وتأثيرها لا تُقاس بمساحة الدول ولا عدد السكان، فقد أبدعت هذه الدولة الصغيرة المساحة قطر في كل شيء، أبدعت في كل تفاصيل هذا الحدث، وأحسنت استخدام هذا المونديال في التسويق لها ولسياستها الخارجية

لقد غيّر هذا المونديال الصورة النمطية المرسومة في ذهن الكثير عن المواطن العربي والثقافة العربية، فلقد شهدنا مونديالا خاليا من المظاهر المخالفة لقيم البلد المضيف أو تناول الخمور في الملاعب، وما كان لذلك من أثر إيجابي قد يكون له ما بعده من حيث فرض قوانين أو لوائح تمنع هذه المظاهر في الملاعب.

لقد انتصرت القيم في هذا المونديال وهُزمت كثير من المظاهر الشاذة، وكان صوت الشعوب قوياً وحاضراً، وكان صوت الأحرار أقوى وأقوي فبالتأكيد سيكون لهذا المونديال ما بعده وستتم إعادة صياغة التاريخ والمستقبل بصورة أفضل، وسيدرك الجميع أن قوتك ليس بحجمك فقط، بل بمدى تأثيرك.
التعليقات (0)