صحافة إسرائيلية

تحذير إسرائيلي من سيطرة الإمارات على شركة "هابينكس" للتأمين

أصحاب "هابينكس" الأمريكيون الحاليون، أيضا هم من يريدون أن يكون أصحابها من أبو ظبي- جيتي
أصحاب "هابينكس" الأمريكيون الحاليون، أيضا هم من يريدون أن يكون أصحابها من أبو ظبي- جيتي
حذرت صحيفة إسرائيلية، من خطورة سيطرة الإمارات على الشركات المالية الكبيرة من مثل شركة التأمين الإسرائيلية الضخمة "هابينكس"، لأن ذلك من شأنه أن يقوض قدرة الحكومة الإسرائيلية ويخلق حالة من الذعر لدى الجمهور. 

وقالت "هآرتس/ ذي ماركر" في مقال كتبته ميراف ارلوزوروف: "تفاجأ الجميع عند قراءة نبأ يقول بأن صندوقا تسيطر عليه حكومة أبو ظبي ينوي السيطرة على شركة التأمين الكبيرة في إسرائيل "هابينكس"، هذا أمر لم يحدث مثله حتى الآن، ومن الواضح أن فحص الطلب من قبل سلطة السوق المالية والتأمين والتوفير، عن طريق القائم بأعمال السلطة عميت غال، سيقتضي استيضاحا شاملا للحكومة".
 
تخبط إسرائيلي 

ونوهت إلى أن "غال سيتوجه إلى لجنة فحص الاستثمارات الأجنبية كي تقوم بتقديم الاستشارة له حول ماذا سيفعل مع هذا الطلب غير المسبوق"، معتبرة أن "هذه المفاجأة، هي علامة الاستفهام الأولى حول الصفقة؛ ففي ثقافة المال في إسرائيل، من غير المقبول مفاجأة المراقب بنقل السيطرة، ومن المؤكد أنه من غير المقبول فعل ذلك عندما يكون المشتري هو حكومة أجنبية، فالسائد؛ أن تتم في البداية عملية تلمس لفهم إذا كانت هناك فائدة من مواصلة مثل هذه الصفقة".

وأوضحت الصحيفة، أن "أصحاب "هابينكس" الأمريكيين الحاليين، أيضا هم من يريدون أن يكون أصحابها من أبو ظبي، وضعوا سلطة رأس المال أمام حقيقة واقعة تدل على سلوك إشكالي للطرفين، شخص ما هنا لم يحسب حساب إسرائيل ولم يخش من إحراجها مع التخبط في منح إذن بالسيطرة لشركة حكومية أجنبية، وربما هذا هو سبب عدم المصادقة على الصفقة". 

اظهار أخبار متعلقة


ولفتت إلى أن "الردود التلقائية للموظفين على نشر النبأ قبل أن يتم فحص الاعتبارات بشكل معمق، كانت متناقضة في أساسها؛ أحد الردود، كما رفضت إسرائيل بالفعل جميع طلبات الشركات الصينية من أجل السيطرة على الشركة المذكورة قبل بضع سنوات، هكذا حكومة أبو ظبي لا يمكنها أن تسيطر على جسم مالي كبير في إسرائيل، وخلافا لذلك، حكومة أبو ظبي "ليست حيا"، وعند اختيار من هو أسوأ من بين شلومو الياهو أو أبو ظبي، فإن الإجابة واضحة جدا".

وأضافت: "مِمّ الخوف بالذات؟ يمكن التفكير بسيناريوهين متطرفين مقلقين جدا حول شراء شركات أجنبية: الأول؛ هو الرشوة، حيث يقوم المالك الجديد بتحويل أموال شركة التأمين إلى استثمارات فاسدة للمقربين منه، في دول الخليج أو في أماكن أخرى في العالم، لذلك، هو يمكنه أن يستخدم أموال شركة التأمين نفسها وصناديق رأس المال الخاصة بها، وهذا سيؤثر على لجنة الاستثمارات لأعضاء صناديق التقاعد، لتوجيه استثمارات تقاعد الأعضاء للقنوات التي يفضلها".

خطوات خطرة 


والسيناريو الثاني؛ بحسب "هآرتس/ ذي ماركر" هو "أكثر خطورة؛ وهو خطوة معادية متعمدة، أي المس المتعمد باستقرار شركة التأمين وأرباح صناديق التقاعد بهدف إحداث أزمة مالية في إسرائيل، وهذه الخطوة أيضا يجب تجاوزها عبر تحويل الاستثمارات، سواء رأس المال نفسه لشركة التأمين أو توفيرات صناديق التقاعد".

وذكرت أن "هناك أيضا تخوفات أقل خطورة: الأول: تسريب معلومات حساسة لجهات أجنبية، فشركة التأمين لديها معلومات ضخمة عن الأعضاء فيها، وحتى يمكن التفكير بالمعلومات التي توجد لديها من خلال التأمينات الصحية التي تديرها، وبالتأكيد إسرائيل لا تريد أن تكون هذه المعلومات قابلة للوصول إلى حكومات أجنبية".

والتخوف الثاني؛ يتعلق بـ"التأثير الأجنبي على سياسة إسرائيل؛ مثلا، إسرائيل تفحص إذا كانت ستجري إصلاحات في فرع التقاعد، وتقسيم شركات التأمين، وإلى أي درجة ستكون حرة في فحص مثل هذا الاعتبار الهيكلي المهني، عندما تكون صاحبة السيطرة على شركة التأمين الكبيرة هي حكومة أبو ظبي، ستستخدم الضغط على حكومة إسرائيل من أجل الامتناع عن ذلك؟". 

اظهار أخبار متعلقة


وأشارت الصحيفة، إلى أنه "من غير المؤكد لأي درجة هذه التخوفات مبررة، الحديث يدور عن سيناريوهات قصوى، حيث للمراقب، سلطة السوق المالية، توجد أدوات لمواجهتها، المراقب يفحص سلوك الشركات رغم أنه ليست له صلاحية التدخل في إدارة الاستثمارات، ويمكنه أن يطلب تغيير تشكيلة لجنة الاستثمارات ويعين فيها فقط أعضاء محايدين، وفي حالات قصوى، المراقب يمكنه سحب إذن السيطرة، وبالطبع معلومات شركة التأمين محمية جدا، إضافة لذلك، التقدير السائد أن أبو ظبي تستثمر في "هابينكس" لنفس السبب الذي تستثمر من أجل الصناديق الامريكية، حيث أنها ترى في الشركة استثمارا ماليا جيدا، وليس لها أي سبب للإضرار بالشركة".
 
ورأت أن "الخوف من عملية معادية من جانب أبو ظبي، التي يوجد لنا معها اتفاق تطبيع جديد، يبدو أنه مبالغ فيه، هناك اعتبارات أخرى مهدئة، وهو الإذن الذي حصلت عليه أبو ظبي لشراء أجزاء من خزان "تمار"؛ وهي بنية تحتية حيوية حساسة، أيضا الحديث لا يدور عن شراء بنك، فانهيار شركة تأمين هو حدث شديد، لكنه لا يعرض للخطر استقرار الاقتصاد". 

وفي تناقض واضح لرؤية "هآرتس/ ذي ماركر"، ورغم ترجيحها عدم وجود نوايا عدائية لدى الإمارات، إلا أنها فضلت عدم إتمام صفقة شركة التأمين، وقالت: "بسبب الأهمية الكبيرة للعلاقات مع أبو ظبي والحفاظ على اتفاقات التطبيع، من المرغوب فيه أن لا تتحقق هذه الصفقة، فالإمارات مدعوة للاستثمار في اقتصاد إسرائيل، لكن ليس في الشركات المالية الكبيرة فيها".
التعليقات (0)