قضايا وآراء

الموساد وضحايا القبة السبرانية الإقليمية

حازم عياد
مشروع القبة السبرانية الذي كشف عنه غابي بورتنوي يمثل اختراقا أمنيا خطيرا للأمن السبراني العربي (الأناضول)
مشروع القبة السبرانية الذي كشف عنه غابي بورتنوي يمثل اختراقا أمنيا خطيرا للأمن السبراني العربي (الأناضول)
كشف  موقع "كاثيمرني" (Kathimerini) الإلكتروني اليوناني أن شرطة أثينا، داهمت الثلاثاء، مكاتب شركة "إنتليكسا" التي أسسها ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، طال ديليان الذي كان يرأس وحدة استخبارات سرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

المداهمات جاءت في إطار التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية اليونانية في قضية التنصت على المكالمات الهاتفية التي طالت رئيس الحكومة ورئيس هيئة الأركان في الجيش اليوناني بواسطة برنامج التجسس "بريداتور" إلى جانب نخب سياسية حاكمة وأخرى معارضة وصحفيين وناشطين علما أن الشركة تم إنهاء أعمالها من قبل سلطات قبرص الرومية  لذات الأسباب في وقت سابق من هذا العام؛ فهي تتجسس لصالح طرف ثالث هو بالتأكيد الموساد والكيان الإسرائيلي.

شركة"إنتليكسا" بحسب المصادر باتت منافسة لشركة التجسس السيبراني الإسرائيلية  NSO، التي تورطت بفضائح دولية وأدخلتها الولايات المتحدة إلى قائمة سوداء بعد أن نشرت برمجيته الخبيثة بيغاسوس في كافة أرجاء أوروبا وأمريكا فتجسست على مسؤليين فرنسين وآخرين ألمان وجزائرين ونشطاء حقوقيين وصحفيين.

في المقابل كشفت قناة "A Haber" التركية نقلا عن موقع "عربي21" يوم أمس الأربعاء، أن المخابرات التركية وشرطة إسطنبول نفذت عملية أمنية استهدفت "متحرّين خاصين" تجسسوا لصالح الموساد الإسرائيلي، من خلال مراقبة ومتابعة أفراد ومؤسسات غير حكومية فلسطينية في تركيا؛ حيث اعتقل 44 متهما في حين لازالت تلاحق 13 عشر آخرين فارين من العدالة.

النشاط الاستخباري والأمني الإسرائيلي المفرط حمل عناوين تقنية كالأمن السبراني كما هو الحال في اليونان وقبرص؛ أو بغطاء التحقيقات الخاصة كما هو الحال في تركيا.

نشاط الشركات التقنية السبرانية والتعاقدات الخفية مع شركات التحقيق الخاصة تمثل نشاطات خبيثة للكيان الإسرائيلي تخفي تحتها خروقات خطيرة لجهاز الموساد الإسرائيلي؛ ففي الوقت الذي قدمت "إنتليكسا" نفسها كشركة استثمارية بتقينة عالية في اليونان تنشط خارج الحدود كجزيرة مدغشقر؛ فإن أول ضحاياها كان القادة السياسيون من المعارضة والحكومة والجيش في اليونان التي تعد حليفا مقربا من الكيان الإسرائيلي؛ خصوصا بعد إجراء "أثينا" العديد من المناورات البحرية مع الكيان الإسرائيلي؛ أو تلك الجوية مع قبرص قبل أشهر قليلة؛ إذ سبقت قبرص حكومة "أثينا" في قرار طرد وملاحقة ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق ديليان بعد كشف نشاطاته الخبيثة على أرض الجزيرة القبرصية.

النشاط الاستخباري والأمني الإسرائيلي المفرط حمل عناوين تقنية كالأمن السبراني كما هو الحال في اليونان وقبرص؛ أو بغطاء التحقيقات الخاصة كما هو الحال في تركيا.
لا يوجد حلفاء أو شركاء حقيقيين للكيان الإسرائيلي.. هذا ما تؤكده التجربة التركية ومن قبلها اليونانية والقبرصية؛ وهو ما يدفع للتساؤل عن سر الانكباب والهرولة العربية للتعاون مع الكيان الإسرائيلي في المجال السبراني تحت مسمى "القبة السبرانية"؛ الأمر الذي كشفه أميشاي شتاين مراسل هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (kann ) محرر الشؤون الدبلوماسية عبر تغريدة على حسابه في توتير يوم أمس الأربعاء.

شتاين نقل عن غابي بورتنوي، المدير العام لـ (مديرية الإنترنت الوطنية الإسرائيلية) عقد اجتماع مغلق وصفه بالتاريخي في البحرين الأسبوع الماضي ضم رؤساء إدارات الأمن الإلكتروني الوطنية في الكيان  والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب؛ استمر عدة ساعات لبحث التعاون ضد التهديدات المشتركة في المجال السيبراني.

 الاجتماع بحسب بورتنوي ناقش تأسيس منصة تكنولوجية مشتركة تسمح بتبادل المعلومات حول التهديدات والهجمات وأدوات الدفاع؛ بالإضافة إلى منهج مشترك وتدريب مهني؛ معتبرا الاتفاق  حجر زاوية آخر في تطوير "القبة السيبرانية" الإقليمية؛ مؤكدا بأن الاجتماع المقبل سيكون في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يسيطر عليها الكيان الإسرائيلي منذ العام 48.

ختاما... مشروع القبة السبرانية الذي كشف عنه غابي بورتنوي تمثل اختراقا أمنيا خطيرا للأمن السبراني العربي؛ إذ لا يتوقع أن يكون مصير هذه الدول بأفضل من قبرص واليونان؛ إذ سرعان ما سيعمد الموساد إلى جمع المعلومات واختراق أجهزة المسؤوليين في الدول العربية المشاركة بل والدول المجاورة؛ فالقبة السبرانية ما هي إلا "حصان طروادة سبراني" إسرائيلي يديرها الموساد لاختراق أمن الدول والشعوب والحكومات العربية التي تصف نفسها بأنها شريكة ومطبعة مع الاحتلال قبل غيرها إذ يتوقع أن تكون أولى ضحايا هذه القبة.

hazem ayyad
@hma36
التعليقات (0)