اقتصاد دولي

الهبوط يخيم على النفط والغاز والذهب وسوق الأسهم واليورو

الهبوط يخيم على سوق الأسهم والنفط والذهب وغيرها- جيتي
الهبوط يخيم على سوق الأسهم والنفط والذهب وغيرها- جيتي

شهدت أسعار كل من النفط والذهب والغاز انهيارا، اليوم الجمعة، كما تراجعت كل من الأسهم العالمية واليورو والجنيه الاسترليني، لعوامل متعلقة بقوة الدولار، وبرفع أسعار الفائدة بدفع من مخاوف الركود مع استمرار الحرب الأوكرانية ومخاوف النمو نتيجة تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا.

 

هبوط أسعار النفط

 

وهبطت أسعار النفط، الجمعة، ليجري تداوله عند مستويات لم يشهدها منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، في ظل وصول مؤشر الدولار لأعلى مستوياته في عقدين، والمخاوف حيال الطلب مع رفع أسعار الفائدة الذي يهدد بدفع اقتصادات كبيرة إلى الركود.

 

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت مساء الجمعة، 4.31 دولار أو 4.76% عند التسوية إلى 86.15 دولارا للبرميل.

في حين كانت قد انخفضت ظهر اليوم 2.65 دولار أو 2.93 في المئة إلى 87.81 دولارا للبرميل.

وتراجعت عقود أقرب استحقاق لخام برنت والخام الأمريكي 3.78 في المئة و5.37 في المئة على الترتيب خلال الأسبوع الماضي.

 

اقرأ أيضا: ارتفاع النفط والغاز والدولار بعد إعلان روسيا "التعبئة الجزئية"

 

وعلى صعيد إمدادات النفط، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إن جهود إحياء اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 تعثرت بسبب إصرار إيران على إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة باكتشاف آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة، وهو الأمر الذي خفض توقعات عودة النفط الإيراني إلى الأسواق.

 

سوق الأسهم

وسجلت الأسهم العالمية أدنى مستوى في عامين، الجمعة، في حين سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى في عقدين، ما يضغط على النفط.

 

وفتحت المؤشرات الرئيسية في "وول ستريت" على انخفاض، الجمعة، متجهة نحو مستوياتها المتدنية المسجلة في حزيران/ يونيو، إذ يشعر المستثمرون بالقلق من احتمال حدوث تباطؤ اقتصادي وتضرر أرباح الشركات من جراء تشديد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الحاد للسياسة النقدية سعيا لكبح التضخم.


وتراجع المؤشر "داو جونز" الصناعي 121.03 نقطة، أو 0.40 بالمئة، إلى 29955.65 نقطة. ونزل المؤشر "ستاندرد آند بورز" 500 بمقدار 30.85 نقطة، أو 0.82 بالمئة، إلى 3727.14 نقطة. وانخفض المؤشر "ناسداك" المجمع 114.11 نقطة، أو 1.03 في المئة، إلى 10952.69 نقطة.

 

وتراجعت أيضا الأسهم الأوروبية عند الفتح، الجمعة، بعد فعاليات لبنوك مركزية رئيسية خلال الأسبوع، شملت إشارات من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على أنه سيواصل رفع أسعار الفائدة، في حين تراجع سهم "كريدي سويس" بعد طلب أموال من المستثمرين.


وانخفض المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.2 في المئة، ويحوم عند أدنى مستوياته في 20 شهرا.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في "يو.بي.إس": "مؤشرات مديري المشتريات الأوروبية الضعيفة ومخاوف النمو نتيجة التشديد الحاد للسياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا تلقي بثقلها على الأصول الخطرة. أسعار النفط ليست محصنة ضد مخاوف النمو تلك".

ورفعت بنوك مركزية في أنحاء العالم أسعار الفائدة في أعقاب رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس لثالث مرة يوم الأربعاء، الأمر الذي زاد مخاطر التباطؤ الاقتصادي.

تراجع الذهب

 

تراجعت أسعار الذهب أكثر من 1.5 في المئة إلى أدنى مستوى منذ نيسان/ أبريل 2020 الجمعة، وسط تقويض جاذبية المعدن الأصفر نتيجة مزيج من العوامل بداية من قوة الدولار، وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مع تبني مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) موقفا أكثر تشددا بهدف كبح التضخم.


وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 1.6 بالمئة إلى 1644.04 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 17:57 بتوقيت غرينتش، بعدما نزل بنحو 1.8 بالمئة إلى 1640.20 دولارا في وقت سابق من الجلسة.


وخسرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.5 بالمئة لتهبط عند التسوية إلى 1655.60 دولار للأوقية.


ويتجه الذهب لتسجيل التراجع الأسبوعي الثاني على التوالي، بنسبة 1.8 بالمئة. 


وقال إدوارد مويا، كبير المحللين لدى واندا: "نشهد صعودا لا هوادة فيه للدولار هنا، وهذا سيُبقي الذهب عرضة للخطر على المدى القصير.


وأضاف: "من الواضح أن الاقتصاد يتجه نحو الركود. مخاطر الهبوط الحاد مرتفعة وهذا ما زال يدفع بالتدفقات صوب الدولار، وهو نبأ سيء للذهب".


وقفز الدولار إلى مستوى مرتفع جديد هو الأعلى خلال عقدين أمام العملات المنافسة، ما يجعل الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وسجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات أعلى مستوى منذ أبريل نيسان 2010.


ورفع عدد من البنوك المركزية أسعار الفائدة، مقتفية أثر المركزي الأمريكي الذي رفع الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس.


ورغم أنه يُنظر إلى الذهب باعتباره وسيلة تحوط في أوقات الغموض السياسي والاقتصادي، فإن رفع أسعار الفائدة يضعف جاذبيته لأنه لا يدر أي عائد.


وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 4.1 بالمئة إلى 18.84 دولارا للأوقية، وانخفض البلاديوم 4.8 بالمئة إلى 2065.29 دولار. كما تراجع البلاتين 4.8 بالمئة إلى 857.46 دولار. وتتجه المعادن الثلاثة لتسجيل انخفاض أسبوعي.

 

انخفاض سعر الغاز

 

وتداولت العقود الآجلة للغاز الأوروبي عند أقل من 200 يورو لكل ميجاوات، الجمعة، وهو أدنى مستوى في شهرين تقريبا.

 

ويأتي ذلك في مواجهة حالة عدم اليقين المستمرة بشأن الإمدادات الروسية، من خلال العمل على ملء خزانات الغاز الطبيعي الأوروبية، وخطط الحكومة للحد من أسعار الطاقة المرتفعة.

اليورو والجنيه الاسترليني

 

وانخفض اليورو والجنيه الاسترليني مقابل الدولار، الجمعة بعد أن أظهرت مسوح تباطؤ النشاط التجاري في أنحاء منطقة اليورو وبريطانيا هذا الشهر، ومن المرجح أن تدخل الاقتصادات في حالة ركود.


وأثر على الجنيه الاسترليني أيضا إعلان وزير المالية البريطاني الجديد كواسي كوارتنج، عن تخفيضات ضريبية وإجراءات دعم للأسر والشركات، إضافة إلى وضع مكتب الديون البريطاني خططا لإصدار سندات خلال السنة المالية الحالية بمقدار 72 مليار جنيه استرليني (79.74 مليار دولار).


وكاد الاسترليني يقترب من تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له في عامين مقابل الدولار، بعد أن لامس أكبر انخفاض له في 37 عاما عند 1.1051 دولار.

 

وبحلول الساعة 10:48 بتوقيت غرينتش، كان متراجعا 1.72 في المئة إلى 1.1062 دولار.


وأظهرت أرقام مؤشر مديري المشتريات ببريطانيا صباح الجمعة، أن التباطؤ في الاقتصاد ازداد سوءا هذا الشهر، فيما تكافح الشركات التكاليف المرتفعة والطلب المتعثر. 


وانخفض اليورو 0.8 في المئة إلى 0.9736 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2002 بعد أن سجل مؤشر "ستاندرد آند بورز" المجمع لمديري المشتريات في منطقة اليورو مزيدا من الانخفاض في أيلول/ سبتمبر. 


وسجل النشاط التجاري مزيدا من التباطؤ في ألمانيا، حيث نال ارتفاع تكاليف الطاقة من أكبر اقتصاد في أوروبا وعانت الشركات انخفاضا في الأعمال الجديدة. 


وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، من بينها اليورو والجنيه الاسترليني والين، إلى 112.330 ليسجل أعلى زيادة له منذ أيار/ مايو 2002.

 

وارتفع في أحدث التعاملات 0.8 في المئة إلى 112.10، ويتجه لتسجيل أفضل أسبوع له في شهر واحد.

 

التعليقات (1)
أبو فهمي
السبت، 24-09-2022 05:10 ص
أمريكا تعمل جاهدة لابقاء الدولار قويا مقابل كل شيء ووول ستريت المسيطرة على الاقتصاد العالمي!!!!!!!!! وهذا في المدى القصير!!!. والسؤال ماذا سيحدث اذا حدثت المواجهة بين روسيا وأوروبا فماذا سيحدث للاقتصاد العالمي؟؟؟؟. أما اذا طالت الحرب أمريكا!!!!!!!! فهنا الطامة الكبرى حيث ستقضي وول ستريت على كل شيء وتفلس العالم!.