سياسة دولية

بايدن يصل تل أبيب وسط تشاؤم إسرائيلي.. تغطية

تعد زيارة بايدن إلى إسرائيل هي العاشرة في مسيرته السياسية- جيتي
تعد زيارة بايدن إلى إسرائيل هي العاشرة في مسيرته السياسية- جيتي

بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، زيارته الأولى للشرق الأوسط منذ توليه منصبه، سعيا لإقناع دول الخليج بزيادة إنتاج النفط والتقريب بين إسرائيل والسعودية، وسط ضغوط داخلية حول ملف أسعار البنزين وانتقادات واسعة حول تغير موقف البيت الأبيض من ملف حقوق الإنسان في الدولة الخليجية، فيما يسود التشاؤم حول نتائج الزيارة داخل الأوساط الإسرائيلية. 

 

ويجري بايدن خلال الزيارة محادثات مع قادة الاحتلال قبل أن يجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة.

 

ومن المقرر أن يستقل الرئيس الأمريكي رحلة مباشرة من إسرائيل إلى جدة في المملكة السعودية -وهي أول مرة لرئيس أمريكي- يوم الجمعة لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين وحضور قمة للحلفاء الخليجيين.


وقال مسؤولون أمريكيون إن الزيارة -وهي الأولي التي يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس- يمكن أن تسفر عن مزيد من الخطوات نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وفقا لوكالة رويترز.

 

وقال مسؤول إسرائيلي لـ"رويترز" إن "حقيقة أن الرئيس بايدن يزور إسرائيل، وأنه سيسافر من هنا مباشرة إلى السعودية تلخص الكثير من العوامل التي تطورت خلال الأشهر الماضية".


وتهدف رحلة بايدن إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة النفوذ الإيراني وعدوان روسيا والصين.

 

ومن المنتظر أن يتم استقبال الرئيس الأمريكي في مطار بن غوريون في إسرائيل بالسجاد الأحمر وإطلاقات ترحيبية من بطاريات الصواريخ، حيث تحول المكان إلى ساحة استعراض للقدرات الجوية الإسرائيلية، وذلك بعد إلغاء العرض الذي كان مقررا في قاعدة بالماحيم الجوية.

 

 

 

زيارة السعودية.. الأهداف؟

 

ومن المتوقع أن يطالب بايدن حلفاءه الخليجيين بزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعار البنزين، عقب ضغوط داخلية أضرت بشعبيته في استطلاعات الرأي بسبب أزمة المحروقات.


وسيكون أحد محاور زيارة بايدن المحادثات التي سيجريها في جدة مع القادة السعوديين بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي تتهمه المخابرات الأمريكية بالوقوف وراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018.


وقال مساعدو الرئيس الأمريكي إنه سيطرح قضايا حقوق الإنسان أثناء وجوده في السعودية، لكنه مع ذلك تعرض لانتقادات واسعة.

 

التطبيع مع السعودية؟

 

وفي تعليق على تلك الزيارة، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع "i24" الإسرائيلي: "لا يمكننا تخيل هذه الثورة في الشرق الأوسط دون تطبيع علاقات إسرائيل مع دول الجوار بما في ذلك السعودية، نحن نسير بتؤدة في هذا الاتجاه، فالعلاقات مع السعودية حساسة وهشة للغاية". 

من جانبها، أوضحت صحيفة "معاريف" في مقال كتبه آنا برسكي، أن "إعلان القدس" الذي هو "ذروة" ما ستصل إليه تل أبيب وواشنطن، يتضمن "سلسلة تعهدات من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل من بينها؛ تعهد بعدم تمكين لإايران من الوصول الى سلاح نووي، الى جانب حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بنفسها، وحتى هنالك إشارات عن خطوات محتملة قبيل عملية تطبيع مع السعودية". 
 
وأوضح مصدر سياسي كبير، أن تل أبيب "طورت في الشهور الأخيرة التفاعل مع شركاء واصدقاء في المنطقة، كل هذا لم يكن بالإمكان تحقيقه دون تدخل أمريكي نشط، فدعم المحادثات التي جرت في الأسابيع الأخيرة، أثبت ثانية أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع إسرائيل ومع شركائنا وأصدقائنا في المنطقة من أجل محاولة تغييرها". 
 
وبشأن إيران، قال مصدر سياسي كبير آخر: "إيران تقف على رأس المخاطر الأمنية لإسرائيل، وطالما أن إيران تعتقد أن الوقت يعمل في صالحها، فهي لن تستسلم ولن تقدم أي تنازلات، فالوقت للوصول الى اتفاق ينفد ومن المهم ممارسة ضغط من أجل ابقاء أمل مستقبلي". 
 
وذكرت "معاريف" أن اتفاقيات التطبيع التي أطلق عليها "اتفاقات إبراهيم" ووقعت مع كل من الإمارات، البحرين، المغرب والسودان، "تمنح تأثيرا إيجابيا لعلاقات إسرائيل مع مصر والأردن، وهي مهمة لأمن إسرائيل، والرحلة الجوية المباشرة لبايدن من إسرائيل إلى السعودية، هي جزء من ديناميكية تطورت خلال الشهور الأخيرة". 
 
ورجحت أن "الخطوات التي اتخذت الآن، هي بداية عملية التطبيع بين الرياض وتل أبيب".

 

إحباط في الرياض


مع بدء جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى المنطقة، أرسلت وسائل الاعلام الإسرائيلية عددا من مندوبيها الى المملكة لتغطية الزيارة من هناك، في ظل ما اعتبرته أجواء خيبة الأمل السعودية من بايدن، واعترافها التدريجي بدولة الاحتلال.


وذكر مبعوث صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى السعودية أن "بايدن سيصل مدينة جدة يوم الجمعة، وسط انطباعات نقلها بشعور سعودي محبط منه، بزعم أنه آذى المملكة، وبات لدى السعوديين معدة ممتلئة تجاهه لأنه انتهج سياسة معادية لهم، لكنه قادم اليوم إليهم على خلفية أزمة النفط في مرحلة ما بعد حرب روسيا وأوكرانيا، أما بالنسبة لإسرائيل فعلى الأرجح هناك تحول وتغيير سعودي تجاهها، لأنها لم تعد اليوم كيانًا يمكن تجاهله أو حجبه".


وكشف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "سلسلة من الاجتماعات بين كبار المسؤولين السعوديين والإسرائيليين شهدتها السنوات الأخيرة، فيما امتلأت المدن الفلسطينية المحتلة داخل دولة الاحتلال بالأعلام الأمريكية، لكن مدينة جدة، الثانية في حجمها بعد الرياض، لا يوجد علم أمريكي واحد في دلالة واضحة عن حجم الإحباط السعودي من بايدن، وحت في الطريق من الفندق الى القنصلية الأمريكية في جدة إلى المطار، فلا توجد أي معالم على الأرض تشير للاحتفاء بالزيارة".


وأوضح المبعوث بالقول: "عندما تقدمت بطلب للحصول على التأشيرة كتبت في النموذج أنني من مواليد إسرائيل، وعند هبوطي في المطار، دوّنت رقم هاتفي الإسرائيلي للحصول على خدمة الإنترنت اللاسلكي، وباتت تصلني رسائل SMS من المملكة، لكن أكثر ما يوضح التحول حقيقة أنني تلقيت تأشيرتي لدخولها بسرعة، ودون أي تعقيدات".


وأكد أنني "رغم أنني دخلت السعودية بجواز سفر أجنبي، لكنني في عملية الموافقة على التأشيرة ملأت تفاصيلي الحقيقية الإسرائيلية، بما في ذلك عنواني في تل أبيب، ورقم هاتفي الإسرائيلي، وذكرت أنني صحفيًا، وفي غضون يومين تمت الموافقة على دخولي، وكل ذلك مؤشرات على ما مرت به السعودية في السنوات الأخيرة من تغييرات تجاه إسرائيل".

 

قرأ أيضا:  البيت الأبيض: بايدن لم يتأسف لوصفه السعودية بـ"المنبوذة"

 

محادثات مع الفلسطينيين


ومن المنتظر أن تمثل محادثات بايدن مع عباس أعلى مستوى من الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة والفلسطينيين منذ أن اتخذ الرئيس السابق دونالد ترامب نهجا متشددا تجاه الفلسطينيين عند توليه منصبه في عام 2017.

 

ويطالب الفلسطينيون الولايات المتحدة برفع منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس، وكبح التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية.

 

وقال مسؤولون إسرائيليون إن زيارة بايدن ستتضمن ما سموه إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

   

خيبة أمل إسرائيلية


ورغم الآمال الإسرائيلية الكبيرة المعلقة على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لدولة الاحتلال، سواء ما تعلق منها بزيادة المساعدات العسكرية والمالية لها، أو توقيع مزيد من اتفاقيات التطبيع في المنطقة، أو التصدي للبرنامج النووي الإيراني، فإن تقديرات إسرائيلية أخرى طالبت بتخفيض سقف التوقعات من هذه الزيارة، في ظل تشابك الأجندات المتعارضة بين مختلف الأطراف.

  

وقال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن مايكل أورين، إن "الزيارة المتوقعة من بايدن إلى إسرائيل والشرق الأوسط تعتبر دائمًا حدثا مهما في حد ذاتها، باعتبار الولايات المتحدة أقوى حليف لنا في العالم، خاصة في ظل التسريبات التي تحدثت عن أنه سيطير من إسرائيل مباشرة إلى السعودية، وهذا بالفعل إنجاز سياسي كبير، لكنه ليس بالضرورة فتح مكاتب للمصالح الثنائية".

 

وأضاف في حوار مع صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21" أن "الموقف الأمريكي من الملف النووي الإيراني ليس متطابقا كاملا مع نظيره الإسرائيلي، وقد طلبوا سابقا من روسيا، في ذروة غزوها لأوكرانيا، أن يتدخلوا في هذا الملف".

 

في الوقت ذاته، فقد أعرب غالبية الجمهور الإسرائيلي أنهم لا يثقون بالرئيس بايدن، وفقا لنتائج استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية حول فحص مواقف الإسرائيليين تجاه سياسة الضيف الأمريكي في مختلف القضايا، وأكدت غالبية كبيرة ممن شملهم الاستطلاع أنهم لا يعتقدون أن بايدن سيهتم بمصالح إسرائيل في المفاوضات مع إيران.


ونشرت صحيفة "معاريف" نتائج الاستطلاع التي ترجمتها "عربي21"، جاء فيها أن "75% من الإسرائيليين لا يثقون في أن إدارة بايدن تأخذ المصالح الإسرائيلية في الاعتبار في المفاوضات مع إيران، وهي أغلبية كبيرة من الجمهور الإسرائيلي لا تثق بالرئيس، ويعتقد 46% من اليهود أن زيارة الرئيس ستؤدي إلى اختراق سياسي مع الفلسطينيين على صعيد حل الدولتين، مقارنة بنفس النسبة التي لا تصدقه".

 

أزمات بايدن مع إسرائيل


يشكل توقيت زيارة بايدن محط إشكال أمام الإسرائيليين كونهم يعيشون ذروة حملة انتخابية كبيرة، ومن المتوقع أن تنعكس آراؤهم الحزبية ومواقفهم الأيديولوجية على تصويتهم في مثل هذه الاستطلاعات.


ولا يخفي الإسرائيليون أن زيارة بايدن جاءت في المقام الأول لتحصيل أطماع اقتصادية أمريكية تتعلق بأسعار النفط لمواجهة العقوبات المفروضة على روسيا، وظهور أزمة النفط والغاز العالمية، ما يجعل دعمه لإسرائيل لا يتصدر اهتماماته كرئيس، رغم الطقوس الشكلية التي سيقوم بها خلال زيارته هذه.

 

وفي آذار/ مارس 2016، في الزيارة الأخيرة التي أجراها جو بايدن إلى إسرائيل، عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، برزت أزمة كبيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.


وآنذاك، أعلنت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو عن قرار ببناء 108 وحدات استيطانية في مستوطنة "رامات شلومو" شمالي مدينة القدس الشرقية.

 

وكانت الإدارة الأمريكية الحالية خلافا لسابقتها برئاسة دونالد ترامب، أعلنت مرارا معارضتها للاستيطان وهدم المنازل وإجلاء الفلسطينيين من منازل عاشوا فيها لعقود في مدينة القدس الشرقية.

وتعد زيارة بايدن إلى إسرائيل هي العاشرة في مسيرته السياسية بدءا من العام 1973 حينما كان عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكي.

 

التعليقات (1)
استغفال
الأربعاء، 13-07-2022 12:49 م
لا ادري من اين اتيتم بالتشاؤم و الجزيرة مباشر اظهرت ما هو تفاؤل كبير بقيام امريكا بكل ما ترغب به اسرائيل. صحف عربية نائمة بالعسل

خبر عاجل