قضايا وآراء

لا تحاور

حمزة زوبع
1300x600
1300x600

لا تحاور
وإن أظهروا لك
كل علامات البشاشة
وإن قلدوك ميكرفونا في الإذاعة
أو منحوك برنامجا وشاشة
أو نصف صفحة
في جريدة الأهرام
وما أدراك ما هي
فسوف تصبح زبونا عندهم
أو جزءا من البضاعة البالية

لا تحاور
فهؤلاء أكلوا كل شيء
باعوا الأرض
وهتكوا العرض
دمروا كل شيء
وشوهوا المعالم
ومنحوا أنفسهم
المغانم والنياشين الغالية

لا تحاور
إن لم تضمن أن يسمعوك
ويحترموك
ويأخذونك على محمل الجدية
ويعترفون أنك من أصحاب القضية
وأنك شريك في الوطن
وأنه لا فرق بين المدنيين
وأصحاب الرتب العسكرية

لا تحاور
من يغريك ببعض المكاسب
وبعض الهدايا
وبعض العطايا
فمن يملك الجزرة
لديه ألف ألف "عصايا"
ومن منحك سوف يمنعك
فما أغباك وما أطمعك

لا تحاور
هل نسيت الذي جرى لأخيك
وكيف اختفت معالم وجهه
بعد وجبة التعذيب اليومية
هل نسيت أنه مات غدرا
وهو يحرس خيمة النساء الأبية
هل نسيت ابنتك التي كنت ترجوها
لقادم الأيام
حين أرسلتها تتعلم في الجامعة
علم النفس والحوار وفنون الكلام
الآن أين هي؟
أسكت القناص صوتها إلى الأبد
بطلقة استقرت في المعدة الخاوية
قناص لعين لئيم
أخفى وجهه خلف لثام
مطبوع عليه العلم
آه من حجم الألم
باسم العلم يقتلونك
وباسمه يتحاورون
آه يا مجنون

لا تحاور
كيف يطيب لك الحوار
مع قاتل ابنتك
وقاتل أخيك
ومن اعتقل كل أفراد أسرتك
وكيف يطيب لك المقام على أرض
زرعت بالنفاق والشوك
وبقايا العظام وجمجمة أبيك

لا تحاور
من منحته مفتاح بيتك ليحرسه
فنسخ عشرات النسخ
ووزعها على بقية أفراد العصابة
ثم جاءك يبكي عشاء
مدعيا أنه بريء من كل شيء
وأن ذئب يوسف
هو المتهم في القضية
وأنه بريء من السرقة
ومن سفك الدماء
يا للدهاء

لا تحاور
من يحمل سلاحه تحت عباءته
ويضع في جيبه قنبلة
وأنت مسكين لا تحمل سوى
حزمة جرجير وحليب أطفال
وسنبلة
ويشترط استسلامك قبل المحاورة
أليست هذه معضلة

لا تحاور
فالحوار ينتهي عندهم
إذا طالبتهم بالعدالة
أو هتفت مطالبا بالحرية

لا تحاور
من جاء فوق ظهر دبابة
ولا من جرى بمحازاة دبابة
ولا من هتف لقائد الدبابة
تركوا ميادين الحرب للأعداء
ونزلوا إلى الغيطان والمزارع
يربون الماشية

لا تحاور
سيقولون لك إن الحوار دين وحسن خلق
قل فلماذا ليست السجون خالية؟
ولماذا تحاصرون الأسرى في سجونهم
ولماذا تمنعون عنهم حتى الأدوية

لا تحاور
وإن أقنعوك بأنهم جادون هذه المرة
فهم يقولون نفس الشئ في كل مرة
ويكذبون في كل مرة
فلماذا يجب أن تصدقهم هذه المرة
و المرات التالية

لا تحاور
من سرق بيتك الذي بنيته من عرق السنين
وحين صرخت إنه بيتي
قال كف عن الهرطقة
ثم مد رجليه فوق مكتبك
وأعلن فرض الحوار
دون شروط مسبقة

لا تحاور
من رضي أن يكون نعلا
في حذاء جنرال
ولا من خاط بيديه ولو جزءا
من ثياب جنرال
ولا من صفق لاعتقالك
ونادى بقتلك دون محاكمة
لا تحاور فذاك يوم المشئمة

لا تحاور
قبل أن يطلق سراح جميع الأسرى
وترد المظالم إلى أهلها
وتفتح في الوطن السجين
كل أبواب ونوافذ التهوية

لا تحاور
من يطالبك بإخلاء منزلك
حتى يبني نفقا إلى قصره
من يعدك بالفقر
والبؤس والجوع
وهو يرتع في القصور العالية

لا تحاور
قبل أن يخبروك عن حجم المساعدات
وفي أي البنوك هي؟
عن القروض وما أدراك ما هي؟
فإنها داهية وأي داهية
عن بيع الشركات
والمؤسسات والموانئ
عن احتلال الجند لكل المرافق
وهم ليسوا على علم بها
وليسوا أهلا لها
وكيف تركوها على أعقابها خاوية

لا تحاور
حتى يعود النيل يجري كما كان
وترى الماء يسري
في عروق الأرض الشراقي
وترى الزرع ينبت
في حضن الفلاحين
والثمار توزع على الناس سواسية

لا تحاور
وإن منحوك الذهب
ترى لو فقأت لك
إحدى عينيك
ووضعت مكانها حنجرة
هل ترى
هي أشياء لا تشترى

لا تحاور
إلا بعد أن تفحص كل زاوية
وتتأكد أنها خالية
من أجهزة التطبيل اللا إرادي
ومن أجهزة التجسس
ومن الكلاب العاوية

لا تحاور
إلا كل طاهر شريف وعفيف
ذو تاريخ وسيرة زاكية
وانأى بنفسك عن أصحاب الهوى
وعن الغلاظ الشداد
ذوي القلوب القاسية

لا تحاور

التعليقات (1)
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 31-05-2022 06:20 م
*** كلمات بسيطة وبليغة ومؤثرة ومعبرة خير تعبير عن واقع الحال، ولا يوجد ما يمكن أن يضاف إليها، فتحية مباركة لكاتبها الكريم حمزة زوبع، والواقع أنه لا يوجد أي مؤشرات أو بوادر أو توقعات على أن الجنرال الانقلابي قد قرر تغيير نهجه، فهو مستمر على نفس الغي الإجرامي الذي بدأ به حربه على جماهير الشعب المصري، التي كانت تطمح بثورتها إلى المساهمة في بناء مجتمع ودولة أقل فساداً وأكثر رشداً، وحكومة وطنية تسعى لخدمة شعبها ومصالحه، كما أن داعميه ومؤيديه لم يظهروا أي تراجع يدل على إدراكهم لخطورة الموقف الحالي، أو رؤيتهم للهوة السحيقة التي يقودها إليهم سيدهم الجنرال الانقلابي الذي أغرق البلاد في الديون الأجنبية والمحلية، واهدرها على ترسانة أسلحة ومشروعات فاشلة، اسندها بالأمر المباشر وبأضعاف قيمتها الحقيقية، مقابل العمولات التي يتحصل عليها هو والمجموعة المحيطة به، ورهن ممتلكات الدولة وأراضيها، والأعم الأغلب أنهم قد قاموا بتهريب تلك الأموال لتبييضها عبر شبكة المصارف الإماراتية، ووضع الدولة والبلاد على شفير الإفلاس، والهدف الوحيد الظاهر من وراء دعوته للحوار المزعوم، هو الاستمرار في خداع الدهماء من الشعب وتنويمهم، وبث الآمال الكاذبة فيهم، ليستمر في نهب أموال الدولة والمصريين لأطول فترة ممكنة، مع استمراره في بث الفتنة بين التيارات السياسية الوطنية لإضعافها بتلفيق الاتهامات لها، ويدرك غالبية المدعوين للمشاركة في مثل هذا الحوار العبثي بأنهم لا خيار لهم، فهم مضغوط عليهم ومدفوعين بالتهديد لسوقهم إلى مثل ذلك الحوار الذي هو من طرف واحد، ليشيد الجنرال الانقلابي بمشروعاته الوهمية، ومدن الأشباح التي بناها، وقصور أحلامه التي شيدها، بالديون التي أغرق الشعب المصري بها، ولكن تبقى عاقبة المفسدين مريرة وقريبة، يوم لا ينفع الندم، ولن تنفعهم الأموال التي اقترفوها، ومن حكمة الله أن يرينا ابن الوزيرة القبطية التي تعدت على الشعب المصري وهددتهم بقطع الرقاب لمن لا يسير خلفهم، فوقع ابنها في المحظور ومهدد بالإعدام في امريكا الدولة التي ظنوا بأنها ملجأهم، لتعض عليه اصابع الندم، ونهايتهم جميعاُ سوداء، والله أعلم بعباده.