قضايا وآراء

اعتلال الشخصية والهوية المصرية.. والواجب فعله

إبراهيم الديب
1300x600
1300x600
الواجب فعله ذاتيا هو عنوان مرحلتنا التاريخية الحالية، لأنه منطق عقلي وعلمي وتاريخي، وواجب وطني وديني، حيث لن نتمكن من حل أزماتنا ومشاكلنا إلا بمواجهتنا أنفسنا والاجتهاد والابتكار في حلها، وتحمل نفقات وتبعات هذه المهمة التاريخية العظمى، نقدم النموذج العملي للجميع بالإنجاز المعزز للثقة والمحفز لإتمام المسيرة، وندعوهم بكل عملية وحب إلى مشاركتنا يدا بيد لتحرير مصر وردها إلى الشعب، وتحويلها إلى المسار الديمقراطي والتنموي الصحيح.

حكم العسكر في أي مكان بالعالم يعني خمسة أشياء هامة أساسية:

أولا- الضعف: ضعف الحكم نتيجة تسليمه لغير المتخصصين المؤهلين، فما بالك بممرض يدير جراحة قلب مفتوح؟

ثانيا- القوة الغاشمة: فرض الثقافة والشخصية والأدوات العسكرية بفضاء تفكيرها ووسائلها وأدوات العسكرية من القوة النيرانية الغاشمة، لإدارة جميع المواقف ومواجهة كافة الأزمات.

ثالثا- التبعية لأمريكا والصهاينة: بحثا عن شرعية حكم واعتراف دولي وحصانة من العقاب على الجرائم والانتهاكات المرتكبة، نتيجة لغياب وفراغ الشرعية الشعبية اللازمة.

رابعا- الفساد: سرقة ثروات مصر وأموال الشعب، وإفقار وتجويع وإذلال الشعب.

خامسا- الخراب: الدمار الثقافي والإعلامي والاقتصادي والسياسي على الجميع وفي مصر المحروسة يعني ثمانية عشر مرضا اجتماعيا ينذر بخراب الديار.

أسباب تناول الأمراض الثمانية عشر الأكثر خطورة التي أصابت الشخصية المصرية:

ليس من باب الاستغراق في توصيف الظاهرة، ولا من باب التبرير، وإنما من باب:

1- كشف الحقيقة وبيان الآثار التدميرية لحكم العسكر.

2- بيان عدم جواز التعاون معهم والصمت عليهم، ووجوب مقاومتهم والتطهر منهم.

3- دعوة الشعب المصرى للانتباه لهذه الأمراض والعلاج والتعافي منها، ووقاية الأجيال التالية منها.

4- تعزيز الحافزية للمقاومة والتخلص بأسرع ما يمكن من حكم الاستبداد العسكري بمصر.

ثمانية عشر مرضا أصابت الشخصية المصرية:

1- الكذب والنفاق والمراوغة، بدلا من الصدق والأمانة والشفافية.

2- الضعف والهوان والإحسان بالدونية، بدلا من القوة والعزة والاعتزاز بالذات.

3- قبول الذلة والمهانة وانتهاك الحرمات وإهدار الكرامة، بدلا من العزة والإباء والغيرة على

قدسية الحرمات والكرامة الإنسانية، ورفض ومقاومة والموت دونها.

4- الإحباط واليأس وفتور الهمة وضعف العزيمة، بدلا من الطموح الكبيروالهمة العالية وقوة العزيمة.

5- المطالبة والاستجداء والشحاتة، بدلا من الوعي والمحافظة على الحقوق وصيانتها وانتزاعها.

6- الأنانية والانحسار على الهم والمصالح الذاتية الخاصة، بدلا من الاهتمام والحرص على الشأن العام والمصالح العامة للمجتمع والوطن والأمة.

7- الميل إلى الفردية والعمل الفردي والعائلي الخاص الصغير المحدود، بدلا من العمل الجماعي والمؤسسي المنظم والمشاريع والأعمال الكبيرة.

8- الجهل والتسطيح والعشوائية والتيه، بدلا من العلم والمعرفة والنظام.

9- التكاسل عن العمل وضعف الأداء وقلة الإنجاز، بدلا من حب العمل والمهنية والاحتراف والإنجاز المعروف به المصريون في كل زمان.

10- كثرة الكلام وتدني ورداءة وبذاءة مستوى ولغة الخطاب، بدلا من قلة الكلام لحساب التفكير والعمل وجودة ورقي مستوى اللغة والحوار الأدبي الراقي للخطاب.

11- الفرقة والتناحر البيني الديني والعرقي والمذهبي والثقافي والمهني.. الخ، بدلا من الوحدة والاحتشاد الوطني على الأهداف والمصالح الوطنية العليا للوطن.

12- الغش والغدر وغياب الثقة والتخوين المتبادل، بدلا من الأمانة والثقة والاحترام المتبادل.

13- الحقد والحسد ومحاربة النجاح والناجحين، بدلا من الحب والبر وبذل الخير ودعم المواهب ومحاولات النجاح.

14- الهزل والاستغراق في الترفيه والسخرية والتفاهة، بدلا من الجد والعمق والجمال.

15- الفهلوة وادعاء المعرفة في كل شيء وسيادة الجهل المركب، بدلا من العلم والتخصص والاحتراف.

16- منطق القوة والبلطجة والظلم والطغيان وأكل الحقوق والسفاهة، بدلا من منطق النظام واحترام والتزام سيادة القانون والنظام والعدل وحفظ الحقوق والتراحم بين الناس.

17- الخذلان والتغافل عن الظلم والطغيان وانتهاك الحرمات والحقوق، بدلا من المروءة والشهامة ونصرة المظلوم.

18- التعايش والتكيف والتعاون مع الظلم والاستبداد، بدلا من رفضه ومقاومته.

الأسباب

حكم العسكر الذي كرس وأسس للمهلكات الثلاثة لأي مجتمع ودولة، وهي أسباب هلاك الأمم على مدار التاريخ الإنساني:

1- الحكم العسكرى الفردي الشمولي المطلق.

2- سرقة ونهب ثروات مصر وحرمان الشعب، وقطع طرق الكسب الحلال عليه.

3- التحول إلى دولة الفساد والرشوة والبلطجة وتجاوز القانون.

الواجب فعله

1- الثبات والإصرار على المحافظة على التمسك بالقيم والتقاليد الإسلامية والمصرية الأصيلة وعدم مجاراة أي مخالف لها، وإعلان ذلك الصمود في مواجهة موجة التحلل المتعمدة.

2- تكثيف الاهتمام بالتربية الأسرية وتربية الأبناء على القيم والمبادئ الحضارية السامية.

3- المشاركة في حملات الوعي وتوعية الأهل والجيران والزملاء بخطورة التحلل الخلقي، وأهمية الثبات والصمود القيمي والأخلاقي كحائط صد ضد الهزيمة النفسية والتحلل الأخلاقي، والمحافظة على وجود نموذج وقدوة داعمة لبقية المجتمع.

4- رفض ومقاومة حكم العسكر بكل ما أوتينا من أدوات وفرص وحكمة تحفظ وتضمن استمرارية صاحبها وتحقق الفاعلية في التفكيك والتقويض المستمر لنظام حكم العسكر، وتقوية التيار الإصلاحي الساعي لتفكيك النظام الاستبدادي، وتحقيق التحول الديمقراطي الضامن لمشاركة الشعب في السلطة والثروة.

5- فعل كل ما يعزز قوة الشعب في مواجهة النظام المستبد من:

أ- بيان ومعرفة الحقيقة كاملة حول ما يجري من أحداث، وما ينتشر من أفكار وصولا إلى قوة الحقيقة الداعية إلى تراكم وتعزيز قوة الغضب الشعبي الموصلة إلى قوة الفعل الشعبي القادم.

ب- تحقيق التواصل والتناغم والتنسيق والتعاون والوحدة والاحتشاد بين كافة مكونات المجتمع المصري.

ج- نمو حجم ودور المجتمع المدني، وما يمكن أن يقوم به من أدوار إصلاحية متنوعة في المجتمع.

د- حماية ودعم أصحاب المواهب والأفكار التحررية والإصلاحية في المجتمع، والتعاون معهم قدر المستطاع.

هـ- نشر الأفكار التحررية والإصلاحية حتى يتحول حلم وهدف التحرر من حكم العسكر والاستبداد إلى ثقافة مجتمعية ومشروع يتبناه غالب أفراد المجتمع، كسبيل لإنقاذ وخلاص الشعب المصري.

و- التفكير المستمر في طرق ووسائل وأدوات ابتكارية متجددة تحقق هدف جناحي والتحرر بتقوية الشعب، وتفكيك وتقويض قدرات وقوى نظام الاستبداد.
التعليقات (0)