مدونات

موقف يحترم لشيخ الأزهر بوجه دول التطبيع

مها كمال الخطيب: موقف شيخ الأزهر من التطبيع إيجابي
مها كمال الخطيب: موقف شيخ الأزهر من التطبيع إيجابي

 رغم ملاحظاتي على ضعف مؤسسة الأزهر وخضوعها للابتزاز السياسي وهيمنة الحكام داخل وخارج مصر، لكن موقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مؤخرا من ما يسمى "بالدين الإبراهيمي الجديد"  واعتبار ذلك مكيدة ضد المسلمين يستحق منا الاحترام والإشادة بهذه الشجاعة في وجه المطبعين الرسميين العرب وإن كانت خجولة منقوصة.


فرغم تماهي موقف المرجعية السنية المتمثلة بالأزهر في الغالب مع مواقف دول ما يسمى بالاعتدال العربية تبعا لموقف نظام السيسي ومجاملة للدعم المالي الذي يصدق أنه الفتات على موائد اللئام من حين لآخر لمشيخة الأزهر، إلا أن هذا الموقف الأخير من الدكتور الطيب أثار غضبا بين جيش كتاب التدخل السريع والذباب الإلكتروني المطبع والغارق لأذنيه في حب إسرائيل، فقد وصلت الإهانة إلى حد وصف شيخ الأزهر بـ (الشحاد الذي يشترط) على من يعطيه الحسنة.

لكن في المقابل تفاعلت شريحة واسعة من الكتاب والنشطاء والمفكرين بإيجابية مع الموقف الأزهري المقاوم النادر، نظرا لأهمية الكلمة في الدفاع عن العقيدة الإسلامية فيما ذهب آخرون إلى التأكيد على البعد السياسي للكلمة واعتبارها ردا مبطنا من الاأزهر ضد محاولات الانتقاص من القضية الفلسطينية وترسيخ محاولات التطبيع الجارية حاليا، مؤيدين ما ذكره الشيخ الأكبر من أن ما يسمى "الدين الإبراهيمي" هو دعوة لمصادرة حرية الاعتقاد والإيمان والاختيار.

لكن العتب ما زال كبيرا على مشيخة الأزهر بسبب موقفها الضعيف في وجه رجل الدين المسيحي زكريا بطرس المدعوم إماراتيا والذي أهان فيه الرسول الكريم محمد صلىالله عليه وسلم ، مع العلم أن الإمارات أغلقت سفارتها في لبنان وقطعت كامل علاقاتها مع لبنان بسبب ما اعتبرته أنه إهانة لها من وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

ولا يخفى أن الدعوة إلى (دين إبراهام) الغرض الحقيقي منه هو تحقيق المصالح الغربية الصهيونية، وتدمير الأديان السماوية، خاصة الإسلام، وتزييف التاريخ، وتغيير الواقع، لصالح المخططات الصهيونية، وكان الأولى المسارعة إلى رفضه منذ أن دعا إليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبابا الفاتيكان كما فعلت ذلك المرجعية الشيعية في النجف وقم والتي كانت سباقة للأسف على مرجعية الأزهر أو السعودية التي تغرق في نوم عميق وتبصم بالعشرة لكل خطوات محمد بن سلمان.

ففي أيلول (سبتمبر) الماضي 2019 حذر بيان المرجعيات الشيعية في قم والنجف ولبنان بالإضافة إلى شخصيات علمائية سنية أقل حجما من الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء السعودية من خطط بيت العائلة الإبراهيمية الذي يجري تشييده في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، والذي هو خطة ماسونية تتمثل في مشروع بناء يجمع مسجدا وكنيسة وكنيسا تحت سقف صرح واحد، أعلنت عنه دولة الإمارات بحضور الحاخام الاسرائيلي الأكبر يتسحاق يوسف الذي زار الإمارات في أول زيارة حاخامية صهيونية يؤمن بقتل جميع العرب لبلد عربي وقام أيضا بتدشين معبد يهودي مستقل ومدرسة دينية في الوقت الذي يمنع فيه الدعاة المسلمون المنتمون للحركة الإسلامية أو السلفيون المناهضون لآل سعود من الإقامة في الإمارات والمئات منهم ما زالوا في سجون عيال زايد.

 

العتب ما زال كبيرا على مشيخة الأزهر بسبب موقفها الضعيف في وجه رجل الدين المسيحي زكريا بطرس المدعوم إماراتيا والذي أهان فيه الرسول الكريم محمد صلىالله عليه وسلم ، مع العلم أن الإمارات أغلقت سفارتها في لبنان وقطعت كامل علاقاتها مع لبنان بسبب ما اعتبرته أنه إهانة لها من وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

 



كما أن هذا المشروع المريب هو الذي دعا إليه من القدس المحتلة وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر بداية تسعينيات القرن الماضي، بهدف قولبة العالم في دين جديد، لأن أمركا ترى أن الخطر الحقيقي عليها هو الدين الإسلامي، والذي وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، بأنه العدو الأزلي للعالم الحر وأمريكا حسب زعمه.

هذا المشروع السياسي الذي تتبناه اليوم الإمارات بدعم سعودي وتموله من خلال علماء ورجال الدين مشهورين وانصاف متعلمين هدفه صناعة حالة مختصة بديانة مختصة وفق مراد الحكومة الخفية للصهاينة في العالم يقوم في جوهره على التطبيع والقبول بالاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وانتهاك المقدسات الدينية، عبر تصدير رؤية سياسية تقوم على توحيد الأديان، والتقريب بين أنصار كل دين، سعيا نحو طمس الهوية الإسلامية، وتشويه القيم والمبادئ الإسلامية، وبالتالي تهميش دور المرجعية الإسلامية الأكبر في الأزهر الشريف لصالح دعاة الديجتيل الممولين إماراتيا.. 

هذه الإستراتيجية "يُشكل النظام الإماراتي رأس حربتها تنفيذا وتمويلا، والكيان الصهيوني تخطيطا وتوجيها"، ولذلك كنت اتمنى لو ربطها شيخ الأزهر بالتحذير من التطبيع كي تكتمل الصورة وقبل أن نجد أنفسنا أمام خريطة جديدة للمنطقة تذوب فيها الحدود ما بين دجلة والفرات، حيث الحلم الأكبر "إسرائيل الكبرى" جغرافيا واقتصاديا وعسكريا ودينيا، وأيضا استعدادا لحرب "الهرمجدون" ونهاية الكون كما يراها متطرفو إسرائيل.

*كاتبة مصرية ناشطة ضد التطبيع
[email protected]


التعليقات (1)
سماهر المصري
الأحد، 21-11-2021 10:38 ص
دائما تتحفنا الأستاذة هيكل بما يفضح عربان التطبيع المخانيث