اقتصاد عربي

ارتفاع أسعار الأضاحي بغزة في أول عيد بعد العدوان (صور)

تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين تدفعهم للبحث عن الأضاحي ودفع ثمنها بالتقسيط- الأناضول
تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين تدفعهم للبحث عن الأضاحي ودفع ثمنها بالتقسيط- الأناضول

شهدت أسعار الأضاحي في غزة ارتفاعا طفيفا في أول عيد أضحى بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، وسط إقبال على الشراء رغم تردي الأوضاع الاقتصادية.

 

في سوق "الحلال" الأسبوعي المخصص لبيع المواشي شرق حيّ الشجاعية شرق مدينة غزة يتنقل مئات الأشخاص لاختيار أضحية العيد الذي يوافق 20 تموز/ يوليو الجاري.


ويسأل المواطن الفلسطيني الذي يتجول في هذا السوق أكثر من بائع عن الأسعار والأوزان، ويعاين صحة الماشية قبل اختيار إحداها.

وبينما كان أحمد موسى (28 عاما) يتجول في السوق باحثا عن "خروف" بمواصفات معينة ليكون أضحية عيده هذا العام قال: "رغم تردّي الأوضاع الاقتصادية، إلا أن الأضحية تبقى من الأساسيات الضرورية في عيد الأضحى".

ويعاني سكان غزة أوضاعا معيشية متردية للغاية جراء حصار متواصل تفرضه إسرائيل على قطاع منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

وتزيد من معاناة هؤلاء الفلسطينيين اعتداءات عسكرية إسرائيلية على غزة من حين إلى آخر أحدثها عدوان بين 10 و21 أيار/ مايو الماضي.

 




حال السوق

ووسط ماشيته والتدليل عليها لجذب الزبائن قال التاجر جميل إكريّم: "العام الحالي شهد إقبالا على شراء الأضاحي رغم تردّي الظروف الاقتصادية، والخسائر التي تكبّدها المواطن الفلسطيني جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير".

وأضاف: "أسعار المواشي ارتفعت هذا العام بشكل طفيف مقارنة بالعام الماضي، وذلك نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف جرّاء شحها في غزة بسبب تشديد إسرائيل لقيودها على معبر كرم أبو سالم التجاري (جنوبا)".

وأردف إكريّم:" كما أن استيراد هذه المواشي من الجانب المصري والضرائب المفروضة عليها تسبب في ارتفاع ثمنها".

ورغم ذلك فإن المواطنين يُقبلون على شراء الأضاحي بسبب "الوازع الديني" بحسب إكريّم.

ويلفت إلى أن "تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين تدفعهم للبحث عن الأضاحي ودفع ثمنها بالتقسيط".

وقال إكريّم: "الكثير من المواطنين سألوني حول إمكانية تقسيط ثمن الأضحية بسبب وضعهم الاقتصادي الصعب".

وأشار إلى أن "معظم الذبائح التي تم شراؤها بغزة تعود لمؤسسات خيرية لتوزيع لحومها على العائلات الفقيرة".

 




الأضاحي المحلية

وعلى العكس من إكريّم يجلس تاجر المواشي "أبو توفيق" البطريخي بين مجموعة من الأغنام التي يعرضها للبيع ساندا رأسه إلى يديه ويقول متحسّرا: " لم أبع شيئا من أغنامي حتى اللحظة رغم اقتراب عيد الأضحى".

وأضاف: "هذه الأغنام محلية عكفت على رعايتها وتسمينها في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف مؤخرا".

وتابع البطريخي: "استيراد الأغنام من الخارج أثر على مبيعات الأغنام المحلية".

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في 10 أيار/ مايو الماضي، فرضت إسرائيل الكثير من القيود على حركة المعابر، ومنعت استيراد وتصدير الكثير من السلع والبضائع.

شعائر دينية

المواطن الفلسطيني رياض الخطيب (34 عاما) الذي كان يبحث عن أضحية مناسبة في سوق الماشية قال: "أحرص على شراء الأضحية كل عام كونها من السنن المؤكدة".

وأضاف: "في بعض السنوات أدخر ثمن الأضحية طيلة أيام العام وفي سنوات أخرى أقوم بادخار الثمن خلال الأشهر الأخيرة وذلك وفقا للوضع الاقتصادي".

ويعتبر الخطيب أن "الأضحية في عيد الأضحى أكثر أهمية من العيدية (المال الذي يمنح للأقارب وخاصة النساء والأطفال) لذا فإنه قد يشتري الأضحية وإن كانت على حساب العيدية".

بدورها تقول روان محمد (26 عاما) والتي تضرر منزل عائلتها في العدوان الأخير على غزة، إن الأضحية "لها أهمية كبيرة في المجتمع الفلسطيني والمجتمع المسلم كونها سنة نبوية".

وأضافت: "من أهم الشعائر الدينية في عيد الأضحى ذبح الأضاحي، لذا فإن الناس يعملون على توفير الأضحية في الغالب رغم الوضع الاقتصادي الصعب".

وتشير إلى أن "عائلتها رغم خروجها من الحرب بأضرار مادية جراء استهداف منزلها، إلا أنها لن تتخلى عن الأضحية هذه السنّة، وستذبح الأضحية أول أيام العيد".

 




إقبال جيّد

وحول الإقبال على الأضاحي لهذا العام، يقول نائل السعدي مدير دائرة الخدمات البيطرية شمال قطاع غزة، إنه "جيّد مقارنة بالوضع الاقتصادي الصعب، وتداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير".

وأضاف أن المواطنين "بدأوا بتوصية أصحاب المواشي على حجزها لهم، إلى جانب حجز الأضاحي من قبل مؤسسات محلية وأجنبية (لتوزيع اللحوم على الفقراء في العيد)".

وأوضح السعدي، أن "عدد الأضاحي من العجول يتراوح هذا العام ما بين 13 و15 ألف أضحية، فيما بلغت من الأغنام حوالي 20- 25 ألفا.

و"نظرا لتشديد القيود الإسرائيلية على معبر كرم أبو سالم التجاري، فإن معظم الأضاحي لهذا العام دخلت عن طريق المعبر الذي يربط قطاع غزة بمصر" وفق السعدي.

وتابع: "تدخل المواشي سواء في موسم عيد الأضحى أو غيره من الأيام، كل ثلاثة أيام من كل أسبوع دون أي إعاقة من الجانب المصري".

وأشار السعدي، إلى أن "استيراد المواشي من مصر بدأ منذ ما يزيد على الـ3 سنوات أي منذ تحسّن العلاقة بين حركة حماس التي تدير القطاع والجانب المصري".

ولفت إلى أن قطاع غزة "وخلال السنوات الماضية يستورد العجول من إسرائيل بنسبة 30 بالمئة، فيما يستورد من مصر ما نسبته 40 بالمئة منها".

أما بالنسبة للأغنام فيوضح السعدي أن" ما نسبته 70- 75 بالمئة منها مستوردة من مصر، فيما النسبة المتبقية إنتاج محلي ولا يوجد أي استيراد من إسرائيل".




إجراءات الوزارة

قال السعدي إن وزارته "تجري فحوصات دم للمواشي التي يتم استيرادها من الخارج، للتأكد من سلامتها، وعدم إضرارها بالصحة العامة".

وذكر أن "95 بالمئة من المواشي المتواجدة في قطاع غزة سليمة، ولا تعاني من أمراض وبائية".

وأوضح السعدي، أن "الهدف الذي تسعى الوزارة لتحقيقه منذ العام الماضي خلال عيد الأضحى، يتمثّل في عدم ذبح الأضاحي في الشوارع لعدم انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات".

وذكر أن وزارته، "وفي سبيل ذلك رخّصت افتتاح عشرات المذابح المؤقتة على امتداد القطاع".

وأشار السعدي، إلى "وجود عادة لدى عشرات العائلات بغزة بذبح الأضاحي في المنازل أو في الشوارع"، لافتا إلى أن "إنشاء المذابح الخاصة يأتي لتغيير هذه العادات بشكلٍ تدريجي".

 

 

 

التعليقات (0)