ملفات وتقارير

التضامن مع الشعب الفلسطيني بين "التطبيع" والمقاطعة

تبنت الأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام للتضامن مع الشعب الفلسطيني- الأناضول
تبنت الأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام للتضامن مع الشعب الفلسطيني- الأناضول

مع تنامي التطبيع العربي الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي، وتواصل حركة المقاطعة العالمية للاحتلال رغم محاولات عرقلتها، تحاول "عربي21" التعرف على واقع التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، في ظل مساعي حثيثة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية وبدعم من الإدارة الأمريكية الحالية لإحداث خلخلة في هذا الجانب.


وتمر اليوم المناسبة السنوية لـ"اليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني"، والذي يصادف يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، وهي مناسبة رسمية تبنتها وتنظمها الأمم المتحدة، عملا بقرار الجمعية العامة 32/40 الصادر بتاريخ كانون الأول/ ديسمبر 1977، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم سنويا.


وعن واقع التضامن مع الشعب الفلسطيني، في ظل تنامي التطبيع وتواصل حركة المقاطعة العالمية للاحتلال، قال الممثل الشخصي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الدبلوماسي الفلسطيني نبيل شعث: "شعبنا مر في ظروف أصعب من ذلك بكثير، واستطاع التغلب عليها، لأن قضيتنا عادلة".


وأوضح شعث في تصريح خاص لـ"عربي21" قائلا: "لقد قرر شعبنا الصمود على أرضه، كنا في عام 1948 مليونا ونصف، مليون فلسطيني هجروا وأرغموا على الهجرة وترك أرضهم، ونصف مليون بقوا في أرضهم، واليوم وصل عددهم إلى 7 ملايين فلسطيني الآن في فلسطين".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال ينفذ اعتقالات بالضفة والقدس.. ودهس 3 بالخليل


وأكد شعث وهو مستشار رئيس السلطة للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، أن "الشعب الفلسطيني صامد على أرضه ولن يتركها أو يغادرها، وسنحافظ عليها".


ولفت إلى أن "الظروف الصعبة التي نمر بها الآن، لعل سببها اقترابنا من نهاية عهد الهيمنة الأمريكية في آخر العهد ورئاسة دونالد ترامب، الأمريكان بالغوا في دعمهم لإسرائيل وسيطرتهم على المنطقة، واستخدموا كل نفوذهم في الضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، ووقعت اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض".


المواجهة قادمة


ونبه إلى أن "ترامب يتصرف وكأن قضيته الأولى هي طحن العرب والتطبيع مع إسرائيل، ومن الواضح تأثيره في هذا الجانب"، منوها إلى أن "الضغط الأمريكي الهائل على الدول العربية بشكلها الحالي، هو السبب الرئيس في ما يحدث، وليس لأن العرب قرروا نسيان فلسطين والمسجد الأقصى".


ورأى أن "هذا الواقع سينتهي خلال 4 إلى 5 سنوات، فالعالم يتغير نحو اتجاه عالم متعدد الأقطاب، فهناك روسيا والصين ودول أخرى، أخذت قدرا من التوازن في العالم، وتتيح لنا فرصة أكبر من أجل استعادة أشقائنا العرب وإخراجهم من حلقة الضغط والنفوذ الأمريكي".


وإزاء هذا الواقع، شدد ممثل رئيس السلطة على أهمية صمود الشعب الفلسطيني والتصرف بشكل "عقلاني ومنطقي"، وقال: "سنستعيد قدرتنا على المواجهة بقدر من إعادة بناء اقتصادنا وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية".


وقال: "أنا لست متشائما، وأعرف أننا نمر بظروف صعبة ولكنها ستنتهي".


وعن رؤية حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لواقع التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ومدى إمكانية زيادته، شدد المتحدث الرسمي باسمها عبد اللطيف القانوع، على أن "القضية الفلسطينية يجب أن تكون أولوية لدى شعوب أمتنا العربية والإسلامية والبوصلة الرئيسية لهم".


خلخلة التضامن


ونبه في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن "التضامن مع شعبنا الفلسطيني، يجب أن يكون كل يوم ما دامت هناك معاناة من الاحتلال وما دام الاحتلال جاثما على أرضنا"، موضحا أن "هذا اليوم، هو لتذكير العالم بقضيتنا العادلة وبحقوق شعبنا المشروعة".


وطالب القانوع، العالم بـ"الوقوف أمام مسؤولياته وإنصاف شعبنا وحقوقه المشروعة"، معتبرا أن "زيادة التضامن تكمن بتفعيل مقاطعة منتجات الاحتلال وطرد سفرائه من العواصم العربية وإنهاء كل أشكال التطبيع معه، إضافة إلى ترجمة حقيقة تضامنه مع شعبنا بتوفير حياة عزيزة والعمل لإنهاء الاحتلال عن أرضه".

 

اقرأ أيضا: تقرير: الاحتلال يواصل التطهير العرقي في القدس المحتلة


وحول تأثير الاحتلال في خلخلة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، أكد الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أن "الاحتلال نجح بشكل أو بآخر في تقليل التضامن مع القضية الفلسطينية، أولا؛ من خلال الإدارة الأمريكية التي تمكنت تقريبا من معاقبة كافة الدول التي كانت تنادي بالقطيعة مع الاحتلال، وأيضا التصدي له. هذا الواقع قاد إلى مرحلة تطبيع نراها حاليا".


ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "الأهم من ذلك، هو الواقع الداخلي الفلسطيني، حيث استطاع الاحتلال من خلال مسيرة طويلة، أولا؛ عبر اتفاقيات أوسلو، وثانيا؛ إظهار أن هناك اتفاقا مع بعض القيادات الفلسطينية تتعلق بإنهاء الصراع، وثالثا؛ إظهار الشعب الفلسطيني، أنه منقسم بشكل كبير، رابعا؛ بقدرته على التصويت وأن لا يوجد للفلسطينيين من يمثلهم".


وتابع أبو عواد: "هناك ما يذاع دائما في وسائل الإعلام (في معظمها إسرائيلية)، أن الاحتلال يريد السلام لكن الفلسطينيين لا يريدون السلام، كل ذلك ساهم في تراجع التضامن مع القضية الفلسطينية".

التعليقات (0)