صحافة دولية

أوبزيرفر: بايدن يواجه حملة شرسة من ترامب وعليه تحطيمها

هل ينجح بايدن بالتغلب على ترامب؟ - جيتي
هل ينجح بايدن بالتغلب على ترامب؟ - جيتي

علقت صحيفة "أوبزيرفر" على حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكاذبة. وقالت في افتتاحيتها؛ إن الرئيس بنى قصرا من الأكاذيب والأمر بيد المرشح الديمقراطي جو بايدن لكي يسحقها.

وتابعت أنه منذ حملته الانتخابية عام 2016 عاش ترامب على التخريب والتدمير، والاضطراب وتقديم نفسه بطريقة كاذبة كمتمرد جاء من الخارج ليقتلع النخب وليقصقص أجنحة المؤسسة وتجفيف "المستنقع في واشنطن".

والمدهش أنه بعد 3 أعوام تربع فيها على قمة السلطة في أمريكيا لا يزال يقوم بعمله. ففي خطاب قبوله ترشيح الجمهوريين له للرئاسة حفل بالعبارات المنمقة والكذب، اقترح أنه ليس مسؤولا عن "المذبحة الأمريكية" التي وعد بوقفها في خطاب تنصيبه عام 2017. فمات من فيروس كورونا 200.000 أمريكي تقريبا، ولكنه دعا لنسيانه.

أما الخلافات العرقية النامية وعنف الشرطة فهي من مسؤولية الديمقراطيين. وعندما جاء الحديث عن ملايين الوظائف التي تمت خسارتها، دعا الأمريكيين للاستماع إليه وهو يتحدث عن الوظيفة العظيمة التي يقوم بها. وأهم فشل له هو كوفيد-19 حيث أكد أنه تحت السيطرة  وأصبح المرض جزءا من الماضي، وهو كلام غير صحيح.

 

اقرأ أيضا: ترامب: الأمريكيون يريدون ابنتي إيفانكا رئيسة عليهم (شاهد)

وترى الصحيفة أن رجلا  لديه خبرة في تلفزيون الواقع وحده القادر على القيام بهذه الرؤية المنحرفة. وأقنع نفسه وأنصاره أن مشاكل "النظام والقانون" التي أصبحت شعار حملة 2020 ليست من مسؤوليته ولم تتفاقم بسبب أجندته الانقسامية.

 لكن في عالم ترامب هذا الخداع منظم. ويتم الهجوم فيه على كل شيء لا يعجبه أو لا يخدمه عبر التضليل وأنصاف الحقائق والتشهير والتشويه المستمر.

وتقول الصحيفة: "بنى ترامب قصرا من الأكاذيب أصبح فيه السيئ جيدا والأسود أبيض والحقائق مزيفة، ومن هذا الوضع الملفق يريد خداع الأمريكيين لانتخابه لأربعة أعوام أخرى. وعندما يقول إنه أقام أقوى اقتصاد في تاريخ أمريكا فهذا كلام غير صحيح، رغم وجود من يؤمنون به. وعندما يقول إن ما فعله للأمريكيين الأفارقة هو أكثر مما فعله أبراهام لينكولن، فإنها كذبة وقحة".

وعندما يصف منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي ظل في التيار الوسط من السياسة، بأنه يساري قديم  "سيخرب أمريكا"، فكلامه غريب، ولكنه يواصل الكذب حتى تصبح الكذبة حقيقة في حد ذاتها. لكن هذا الحجم من الكذب سيكشف عنه وحش كبير وهو كوفيد-19 الذي يقول إنه سيطر عليه وأصبح من الماضي. ففي خلال مؤتمر الحزب الجمهوري  الذي استمر على مدى أربعة أيام مات 3.600 أمريكي متأثرين بالفيروس. وربما وصل عدد الموتى بحلول يوم الانتخابات في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى ربع مليون.

وتشير إلى أن تخليه عن مسؤوليته ودعوته لأدوية مزيفة واتهامه مثل الطفل الصين، يدعو إلى السخرية والاحتقار. ولم تتوقف أكاذيب ترامب عند هذا الحد، فرفضه ذكر جاكوب بليك الذي أطلقت الشرطة عليه النار في ويسكونس، وإنكاره أي أمل في إصلاح الأقليات المهمشة في أمريكا، هي تصرفات جبان وعنصري. وكما قال بايدن: "يبدو أن ترامب راغب بمزيد من العنف" لكي يخيف أبناء الضواحي البيض ويحرف أصواتهم لصالحه.

ويعرف معظم الأمريكيين ذلك وسيرفضون الخدعة. وتقول الصحيفة إن بايدن يواجه اليوم حملة شخصية شرسة ضده لم تشن مثلها في التاريخ. فمهمته هي استغلال مظاهر ضعف ترامب: الكذب المزمن والفشل الذريع وعسكرته الخوف والكراهية، حتى يحول كل هذا إلى هامش نجاح له.

 ويريد ترامب أن تكون الانتخابات استفتاء على تهديد الديمقراطيين لحياة الأمريكيين. أما بايدن فيريدها أن تكون استفتاء على ترامب. ورغم قرب الانتخابات، إلا أن الاستطلاعات تعطي صورة عن فرصة لفوز الديمقراطيين. ففي  2016 فاز ترامب في ولايات مهمة- فلوريدا وميتشغان وبنسلفانيا ويسكونس وبنسبة 1.3%  أو أقل.

 ويحتاج بايدن لجذب 1% من الناخبين لكي يفوز بالمجمع الانتخابي. وهو متقدم على ترامب في كل الولايات الأربع بنسبة 3-5% وعلى المستوى الوطني بنسبة 7%. كل هذا لا يعني مواجهة بايدن أشرس حملة ضده في التاريخ، فهو يحمل كل الصفات التي يفتقدها ترامب، شخص مؤدب وصادق ومفكر وحازم ومسؤول. واختياره لكاملا هاريس لكي تكون زميلته في السباق كان قرارا ذكيا. وسيحاول ترامب جهده لكي يجره إلى مستواه، وربما حاول سرقة الانتخابات.

التعليقات (0)