صحافة دولية

لوس أنجلوس تايمز: هذه الفروق بين سياسة بايدن وترامب الخارجية

استعرضت الصحيفة الأمريكية التباينات في السياسة الخارجية لترامب وبايدن في معظم الملفات
استعرضت الصحيفة الأمريكية التباينات في السياسة الخارجية لترامب وبايدن في معظم الملفات

نشرت صحيفة "لوس أنجلوس" تقريرا جاء فيه أن سياسة الرئيس ترامب الخارجية المتجسدة في فضيحة السلاح لأوكرانيا وخطة سلام فاشلة في الشرق الأوسط وإهانة الحلفاء والتقرب من الطغاة كانت واضحة للعيان.

ولهذا السبب يعد المرشح الديمقراطي بايدن بتغيير أجندة السياسة الخارجية والتركيز على الانضباط والانسجام في محاولته لتفكيك إرث ترامب.

وسواء كان بايدن قادرا على حل أي من المشاكل الدولية التي تواجه الولايات المتحدة أمر غير معروف، لكنه خلال سنواته كنائب للرئيس وسناتور يمكنه الاعتماد على تاريخ في السياسة الخارجية فيما يعتمد ترامب وباعترافه على حدسه.

وقال بايدن في مؤتمر صحفي عقده بديلوار: "لدي معرفة جيدة بالسياسة الخارجية الأمريكية ولدي علاقات في كل أنحاء العالم"، مضيفا: "أولئك الذين لا يحبونني يحترموني وأولئك الذين يحبونني يحترموني وأعرف كيفية عمل الأمور دوليا". ويقول ترامب إنه يستطيع حل الأمور ويتهم بايدن بترضية من يقايضون أكثر مثل الصين، ويقول إن نهج بايدن فوضوي.

وأكد بايدن في خطاباته أنه سيعيد موقع أمريكا إلى موضع القوة في العالم ويقف أمام أعدائها ويقوي علاقاتها مع الحلفاء. وسياسة كهذه هي على طرف النقيض لسياسة ترامب "أمريكا أولا" والتي جعلت الولايات المتحدة تتراجع عن الكثير من ملامح تأثيرها العالمي.

ولم يخجل ترامب من إهانة حلفاء كألمانيا وترضية أعداء مثل روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

ويمكن قراءة الخلافات في وجهات النظر الخارجية من خلال النظر إلى عدد من الملفات.


ففي إيران، قال مستشارو بايدن إن سياسة الديمقراطيين الخارجية ستقوم على أساس تصحيح أخطاء ترامب. فقد خرج من الاتفاقية النووية مع إيران التي تعد أهم إنجاز لباراك أوباما. وبدأ حملة عقوبات اقتصادية بهدف تركيع إيران والقبول باتفاقية أفضل لأمريكا من تلك التي وقعها أوباما. ولم يحدث هذا رغم الدمار الذي أصاب الاقتصاد الإيراني. وفشلت إدارة ترامب في إقناع الدول الأوروبية بالتخلي عن الاتفاقية فيما بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم وإن بكميات محدودة. ولم تنجح أمريكا في إقناع مجلس الأمن الدولي بتمديد حظر تصدير السلاح لإيران الذي ينتهي في تشرين الأول/أكتوبر.

ويزعم ترامب أنه حقق "إنجازات تاريخية" في الضغط على إيران بدون أن يلقي بالا للتفاصيل.

وسيبدأ بايدن بنفخ الروح في الاتفاقية من خلال التعاون مع الحلفاء.

في أمريكا اللاتينية، كان تغير النظام واحدا من دعامتي السياسة الخارجية الأمريكية. وركز ترامب على فرض العقوبات الاقتصادية والمالية على أمل إخراج نيكولاس مادورو، الرئيس الفنزويلي من السلطة والحزب الشيوعي في كوبا. وبالمقابل فرضت إدارة أوباما عقوبات على مادورو لكنها أنهت نصف قرن من العداء بين البلدين وأعادت العلاقات الدبلوماسية. وألغى ترامب القرار من أجل جذب ناخبي فلوريدا. ويقول بايدن إنه سيلغي قرار ترامب.

وفي مناطق أخرى من أمريكا اللاتينية كان ترامب مهتما بإجبار دولها على التعاون معه لوقف المهاجرين إلى الحدود الجنوبية مع المكسيك. وعندما هدد بوقف الدعم وفرض الضرائب تعاونت معه. وبالمقارنة فقد أشرف بايدن الذي كلفه أوباما بملف المكسيك وأمريكا الوسطى على برنامج للازدهار بهدف تحسين الأمن والعدل لمواطني هذه الدول حتى لا يضطروا للهجرة. ولا يزال نجاح البرنامج محلا للنقاش.

ويعتبر الشرق الأوسط واحدا من أوجه السياسة الذي أفرح وأثار حماس أنصار ترامب لكنها أغضبت معظم العالم. وتعهد ترامب بحل أعقد نزاع في المنطقة وكلف جارد كوشنر، صهره ومستشاره الذي ليست لديه خبرة قوية بالإشراف عليها. ثم قرر التخلي عن أعراف دبلوماسية في الإدارات السابقة واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل إليها السفارة الأمريكية من تل أبيب. ثم تخلى عن دعمه لدولة فلسطينية مستقلة ورفض شجب خطط بنيامين نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية.

وكانت نظرة نتنياهو غير مبالية بأوباما ولكنه عمل وتعاون مع بايدن. ومن هنا فهناك قلة تؤمن بعودة العلاقات الصاخبة في سنوات أوباما لو تم انتخاب بايدن الذي قال إنه يدعم حل الدولتين ولكنه لن يعيد السفارة إلى تل أبيب.

وقال بايدن إنه لن يقدم المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة إلى السعودية بالطريقة التي قدمها ترامب لها، بل وانضم جمهوريون في الكونغرس إلى الديمقراطيين في شجبهم لمحمد بن سلمان الذي اتهم بالتورط في قتل الصحفي جمال خاشقجي وشن حرب شرسة في اليمن.

وفي الوقت الذي تعهد فيه بايدن بإعادة عضوية ودور أمريكا في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة فقد وعد بجعل حقوق الإنسان جوهر سياسته الخارجية. وبالنسبة لترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو فقد أعادوا تعريف حقوق الإنسان وحصروها بالحرية الدينية والفكرية.

ورغم دعم ترامب وبايدن الحرب في العراق إلا أنهما مع خروج القوات الأمريكية منه كما هو الحال في أفغانستان.

أما عن روسيا، فقالت المخابرات الأمريكية إنها حاولت التدخل في انتخابات عام 2016. وقال بايدن إنه سيقف أمامها ولكنه لم يقدم تفاصيل سوى إعادة معاهدة التحكم بالسلاح النووي التي قال ترامب إنه سيلغيها. وكان ترامب الذي شوه بايدن بربطه بجهود أوكرانيا لمكافحة الفساد لم يعارض ضم روسيا للقرم. ولكن بايدن أكد أنه سيلتزم بالموقف الأمريكي التقليدي ويطالب روسيا بالانسحاب منها.

ونفى بايدن أي خطأ في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه اتهم ترامب بايدن بأن ابنه شغل منصبا مهما في شركة الغاز. وقرر ابتزاز أوكرانيا في الدعم العسكري مقابل البحث عن أدلة ضد بايدن، وهو ما قاد إلى محاكمته في مجلس النواب.

أما عن الصين، فقد بدأ ترامب فترته الرئاسية بصداقة تجاه الرئيس شي جينبينغ، لكنها تغيرت بعد اتهامه الصين بنشر كوفيد-19 وهاجم الحزب الشيوعي الصيني.

واستطاعت الصين عبر سياسة خارجية قوية نشر نفوذها في مناطق النفوذ التقليدي وهو أمر يتحمل بايدن جزءا منه لأنه لم يقف أمامها خلال فترة أوباما. ولا يعرف الاتجاه الذي تتخذه العلاقات مع الصين حالة فوز بايدن، مع أن فريقه أكد أنه سيركز على حقوق الإنسان.

وفي جهده الأهم مع كوريا الشمالية، حيث كان ترامب أول رئيس أمريكي يلتقي مع كيم جونغ- اون. ورغم اعترافه أن اللقاء جاء للضغط على الزعيم الكوري الشمالي للتخلي عن البرنامج النووي إلا أنه لم يحقق تقدما. ويعترف معظم خبراء كوريا الشمالية أن كيم واصل صناعة وفحص الأسلحة النووية. وربما عاد بايدن لفترة أوباما الذي تعامل مع موضوع كوريا الشمالية من خلال بناء تحالفات وعزلها وهو ما قام ترامب بتخفيفه. ومع ذلك يعترف مساعدو بايدن أن كوريا الشمالية ستظل مشكلة مستعصية وتهديدا للولايات المتحدة.

0
التعليقات (0)