قضايا وآراء

رؤية استراتيجية لتحرير المعتقلين: قدرات وممكنات إنقاذ معتقلي مصر

إبراهيم الديب
1300x600
1300x600
لدينا أزمة كبرى.. ستون ألفا من خيرة نخب مصر والأمة العربية والإسلامية، ومنهم من له أدواره العلمية العالمية في تخصصه، يتبعهم ما يقارب خمسون ألف أسرة، بما يقدر بربع مليون فرد تقريبا بين أب وأم وزوجة وزوج وأبناء وبنات مكلومين جراء هذه الأزمة الجلل.

لن نتحدث عن الماضي فقد ولى، وحسابه عند الله تعالى، ولكني سأتحدث عن الواقع والمستقبل والقدرات المتاحة فعلا بين أيدينا، ومحاور العمل المتنوعة، وممكنات الفعل المتوقعة، وفرص الإنجاز المنشودة والمتحققة إن شاء الله.

بوصلتنا وهدفنا هو تحرير هؤلاء الأسرى المعتقلين جورا وظلما، وإنقاذهم من الموت اليومي البطيء.

لا بد أن نقرر حقيقة علمية في بداية الأمر، وهي أن كل إنجاز كبير يمكن أن يحتاج إلى رغبة وإرادة حقيقية، ثم وعي وتقدير جيد للذات التاريخية والقدرات المتنوعة المتاحة، مع القدرة الاحترافية العالية على جمع وحشد وإدارة هذه المقدرات، واستثمارها وتصويبها نحو الهدف المنشود حتى يتحقق الإنجاز.

ولعلمي بما نمتلكه من رغبة صادقة، وإرادات ومقدرات، كلي ثقة في الله تعالى ثم في الجميع؛ أننا قادرون على مغالبة وإجبار النظام الانقلابي على تحرير كافة المعتقلين من كل الاتجاهات في مصر، ولهذا أكتب ذلك.

فقط لفتح فضاءات التفكير، لتفكير واسع وجاد يتبعه ورش عمل حقيقية من مجمع لخبراء ومتخصصين في التفكير الاستراتجي وإدارة الأزمات والقانون الدولي والعمل الإنساني، وبطبيعة الحال من أهل البيت أصحاب الحق الأول: الإخوان المسلمين.

يتبع ذلك تصميم خطة استراتجية وخارطة طريق متدرجة ومراحل ضغط متتالية، مترجمة إلى خطة تحرك ميدانية؛ أتوقع وأوعد بأننا في أقل من ستة شهور سنجبر من خلالها النظام على تحرير كل المعتقلين.

ولضمانات الجدية والمهنية، تشكل اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين السياسين بمشاركة من أعضاء من الإخوان ومن خارجها لإدارة هذا الملف، وبمشاركة شخصيات دولية مختلفة.

في هذا السياف، أكتفي هنا بالحديث عن سبعة محاور أساسية كأساس لرسم استراجية عامة لتحرير الأسرى:

أولا: عدالة وشرعية الملف من الناحية القانونية والإنسانية، فالدخول في الملف لا يمكن أن يصيب أحدا أو يضره، وإنما يفيده ويضيف لرصيده السياسي والإنساني، مما يفتح أمامنا فضاء واسعا للمشاركة من قبل زعماء سياسيين كبار حاليين وسابقين، ممن يشهد لهم بمناصرة القضايا العادلة في العالم، في وزن رئيس وزراء باكستان الحالي عمران خان، ورئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي، ورئيس وزراء المغرب الحالي سعد الدين العثماني، ورئيس الوزراء المغربي السابق بنكيران، والرئيس التركي أردوغان، ومهاتير محمد، ونائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي، وغيرهم الكثير والكثير.. شرط أن تتوفر بنية قانونية مؤسسية مناسبة يتم التحرك بها وعلى أساسها، وهذه البنية بطبيعة الحال في يد أهل البيت أصحاب الحق الأول؛ جماعة الإخوان المسلمين.

ثانيا: الواجب المهني والإنساني الواقع على عاتق كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية على مستوى العالم، والتي تأتي هذه القضية من اختصاصها وأولى اهتمامها وأولوياتها. ويمكن جمع آلاف من هذه المؤسسات والجمعيات وحشدها في كيان دولي مخصص للضغط على النظام المصري، شرط أن تتوفر بنية قانونية مؤسسية مناسبة يتم التحرك بها وعلى أساسها، وهذه البنية بطبيعة الحال في يد أهل البيت أصحاب الحق الأول؛ جماعة الإخوان المسلمين.

ثالثا: التحرك السياسي الذكي مع الأطراف ذات العلاقة والتأثير في الملف، فكما أن علاقة الكيان الصهيوني بالسيسي قوية وحميمية، فإن علاقة الإخوان المسلمين بحماس قوية وحميمية

وبما تتمتع به حماس من خبرات استراتجية في تحرير مئات الأسرى بجندي واحد، يمكننا تفعيل هذه العلاقات المتشابكة في خدمة الملف وتحرير المعتقلين في مصر، وخاصة أنهم لا يمثلون بعدا محليا إنما إقليميا وعالميا. وفي هذا الملف سياسات وأوراق وتفاصيل خاصة لأهلها وفي حينها.

رابعا: عن الجهات الواجب عليها تحمل مسؤولية مواجهة هذه الأزمة

1- جماعة الإخوان المسلمين بتنظيمها المحلي والدولي، وقدراتها الناعمة والمادية المتنوعة والمختلفة في مصر، وعدد 72 دولة في العالم يتواجد فيها تنظيم للإخوان، بعضهم يعتلي مناصب رسمية بارزة، وبعضهم شخصيات عامة عالمية مؤثرة في مجالات ثقافية وعلمية واقتصادية وسياسية متنوعة، وبما تمتلك من وسائل إعلام ومؤسسات وشركات ومكاتب منتشرة في كل هذه الدول.

2- القيادات والنخب الوطنية من كافة الاتجاهات السياسية والفكرية، والتي تمتلك علاقات كبيرة مع دول وشخصيات رسمية وغير رسمية يمكن لها أن تفعل الكثير، وفي مقدمتهم المرشح السابق للرئاسة وزعيم حزب غد الثورة ورئيس مجموع الشرق الإعلامية، د. أيمن نور.

3- النخب الفكرية والثقافية وأصحاب العقل والرأى في العالم العربي وفي مقدمتهم د. القرضاوي ود. الريسوني، والشيخ الددو، والشيخ عبد الفتاح مورو، والنفيسي، ود. محمد الجوادي، ود. محمد الشنقيطي، وغيرهم الكثير والكثير من علماء ومفكري الأمة.

4- النخب الثقافية والإعلامية المناصرة لقضايا الحرية والعدالة الأكثر حضورا وتأثيرا في العالم العربي والعالمي من المحيط إلى الخليج، وفي مقدمتهم الإعلامي المصري أحمد منصور، وفيصل القاسم، وإحسان الفقيه، وياسر الزعاترة، وجمال ريان، وتوكل كرمان، وحمزة تكين، وغيرهم الكثير والكثير من المحللين والإعلامين العرب، والأجانب المؤثرين في الرأى العام وفي مقدمتهم النائب البريطانى جورج جالوي والصحفي البريطاني ديفيد هيرست وغيره الكثير والكثير.

العادلة شرط أن تتوفر بنية قانونية موسسية مناسبة يتم التحرك بها وعلى أساسها، وهذه البنية بطبيعة الحال في يد اهل البيت أصحاب الحق الأول جماعة الإخوان المسلمين.

5- الشخصيات الرسمية السابقة من وزراء ومحافظين ونواب في الحكومة الشرعية المصرية قبل الانقلاب.

6- أهالى المعتقلين بالداخل والخارج، بما يمتلكون من معلومات وحقوق رفع دعاوى على النظام.

خامسا: مسارات التحرك الممكنة

1- المسار القانوني.

2- المسار الإنساني.

3- المسار الميداني بالتظاهرات المركزة المكثفة المنظمة الموجهه أمام السفارات المصرية في العالم.

4- المسار الإعلامي.

5- الدبلوماسية الشعبية وتخطيط زيارات رسمية وشبه رسمية للدول والمؤسسات الدولية المؤثرة.

6- كل ذلك يؤهل لتطوير الملف وتفعيله وصولا إلى المسار السياسي.

سادسا: الوسائل والأدوات

1- ملفات قانونية.

2- أفلام وثائقية ومواد دعائية.

3- ملفات إنسانية.

4- ملفات سياسية يتم إعدادها من أهل التخصص.

سابعا: التكوينات المؤسسية الممكن تأسيسها وتفعيلها

1- اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين.

2- ائتلاف البرلمانيين العرب.

3- ائتلافات المهنين في العالم (صحفيون حول العالم، وأطباء بلا حدود.. الخ).

4- ائتلاف أهالى المعتقلين.

5- ائتلاف البرلمانيين العرب ضد الاعتقال.

6- ائتلاف مراكز البحوث والدراسات العربية.

7- ائتلاف الاتحادات وجمعيات العلماء المسلمين حول العالم.

وكل ذلك مرهون بأن تتوفر بنية قانونية موسسية مناسبة يتم التحرك بها وعلى أساسها، وهذه البنية بطبيعة الحال في يد أهل البيت أصحاب الحق الأول؛ جماعة الإخوان المسلمين.

وللحديث بقية..
التعليقات (0)

خبر عاجل