سياسة عربية

المرفأ يعود تدريجيا للعمل.. ومخاوف على بيروت القديمة

أحد البيوت القديمة التراثية في العاصمة بيروت ودمار كبير بالمكان- تويتر
أحد البيوت القديمة التراثية في العاصمة بيروت ودمار كبير بالمكان- تويتر

عاد مرفأ بيروت، الأربعاء، للعمل تدريجيا بهدف تأمين السلع للأسواق المحلية، وذلك بعد أسبوع من الانفجار الهائل، الذي وقع داخل أحد مخازنه، وتسبب في دمار كبير بالعاصمة اللبنانية.

وأعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة، عبر حسابه على موقع "تويتر" أن "هناك 12 رافعة تعمل من أصل 16 في مرفأ بيروت".

وذكر نعمة أن "المرفأ يعمل الآن كي تفرغ البواخر حمولتها، ويأتي التجار لأخذ بضاعتهم من المرفأ".

وخلف انفجار المرفأ حتى الآن 171 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل، بخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار.

والخميس الفائت، قدّر وزير الاقتصاد خسائر انفجار مرفأ بيروت بمليارات الدولارات، مشددا على أن "لبنان ليس لديه قدرة مالية لمواجهة تداعياته".

وكان نعمه قال اليوم، إن مخزونات القمح المتوفرة في بلاده، تكفي حاجة السوق المحلية، لمدة 4 أشهر قادمة.. "مخزون المطاحن في لبنان من الطحين هو 32 ألف طن، إضافة إلى 110 آلاف طن تصل تباعا خلال أسبوعين".

 

اقرأ أيضا: حصيلة جديدة لقتلى الانفجار.. وغضب مستمر رغم استقالة دياب

 

من جانبه أعلن مجلس القضاء الأعلى في قصر للعدل، عقد اجتماع للتباحث في الاقتراح المقدم من وزيرة العدل، في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم، لتعيين محقق عدلي في جريمة مرفأ بيروت، بعد إحالة الملف إلى المجلس العدلي.

وعلى صعيد أعمال الترميم، نتيجة الدمار الذي لحق ببيروت، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر" إنه "‏بالرغم من فداحة الخسائر نحذر من ارتكاب جريمة هدم التراث في الجميزة، ومار ميخائيل والأشرفية، من قبل بلدية بيروت لمصلحة السماسرة".

 

وفي تعليقه على إعادة تشغيل المرفأ، قال الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، إن تشغيل جزء من مرفأ بيروت، "خطوة متعجلة"، بالنظر إلى إمكانية الاستفادة من مرافئ طرابلس وصور وصيدا في تشغيل حركة الملاحة واستقبال الواردات.

وعبر حبيقة في حديث لـ"عربي21" عن خشيته في أن تؤدي هذه الخطوة إلى التأثير على مجرى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وإخفاء الأسباب الحقيقة الكامنة وراء الانفجار، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجيش أغلق مساحات واسعة من المرفأ في إطار التحقيقات.

لكن الخبير الاقتصادي توقع أن تساهم الخطوة في تخفيف حدة الأزمة الخانقة في لبنان والتي تفاقمت بفعل الانفجار الذي ضرب يوم الرابع من الشهر الجاري.

وحول أزمة بيروت ما بعد الانفجار، قال حبيقة "الأزمة تتفاقم فهناك أكثر من 100 عائلة في العراء بعد أن فقدت بيوتها، ومن يقدم الخدمات لهم الآن، منظمات أهلية ونشطاء في ظل غياب تام للدولة".

وتابع: "بيروت مشلولة تماما، والحركة الاقتصادية ميتة، وهناك تحديات كبيرة تقف عائقا الآن منها إعادة ترميم الجامعات والمدارس التي ضربها الانفجار قبل بدء العام الدراسي الذي يدق على الأبواب قريبا". مشيرا إلى أن التحدي الأكبر في إعادة الحياة لبيروت من جديد.

 

 

سقوط جدار أحد بيوت بيروت القديمة الأثرية بسبب الإنفجار ،
أظهر وجه جبران خليل جبران الحزين المرسوم على الحائط .
لقطة تهز الوجدان . pic.twitter.com/9sfyXm1AUY

— rmalghanem (@raihanaRG) August 7, 2020

 

بيروت القديمة


نالت منطقة "الجميّزة" المواجِهة لمرفأ بيروت، الحصة الأكبر من الضرر الذي أصاب العاصمة اللبنانية نتيجة الانفجار، الذي أسفر عن خسائر واسعة في الأرواح وأضرار بالغة في المنازل والمنشآت.


ولعل أكثر ما يميّز هذه المنطقة، بيوتها التراثية القديمة، التي شهدت على حروب كثيرة مرّت على لبنان، والتي تعاني بطبيعة الحال من ضعفٍ في بنيتها، بسبب قدم أساساتها، فأتى الانفجار ليلحق أضرارا كبيرة في معظمها.


ويخشى متخصصون من أن تضيع تلك البيوت العتيقة في "العجقة" (الازدحام) من خلال إهمال ترميمها أو معاملتها معاملة المباني العادية دون "حس تراثي" يراعي تاريخها وخصوصيتها.


وتضرر 50 مبنى تراثيا، من انفجار مرفأ بيروت، حسب تصريحات للأناضول، أدلى بها الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد خير.


ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.


وبلغ عدد المشردين من منازلهم بسبب الانفجار الهائل أكثر من 300 ألف بحسب تصريح إعلامي لمحافظ مدينة بيروت، فيما قدرت الخسائر المادية بحسب إحصائيات أولية بـ15 مليار دولار.


ويزيد الانفجار، من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

التعليقات (0)