طب وصحة

أين تذهب أقنعة الوجه المستخدمة جراء أزمة فيروس كورونا؟

تم استخدام 194 مليار قناع وقفاز في جميع أنحاء العالم بشكل شهري نتيجة وباء كورونا المستجد- جيتي
تم استخدام 194 مليار قناع وقفاز في جميع أنحاء العالم بشكل شهري نتيجة وباء كورونا المستجد- جيتي

حذر خبراء بيئة، من أن معدات الحماية الشخصية التي تستخدم لمرة واحدة، في ظل تفشي فيروس "كوفيد-19"، تشكل تهديدا كبيرا لأزمة التلوث البلاستيكي الخطيرة أصلا.


ووفقا لدراسة في العلوم والتكنولوجيا البيئية، فإن 194 مليار قناع وقفاز تم استخدامها في جميع أنحاء العالم بشكل شهري، نتيجة وباء فيروس كورونا المستجد.


وتصنع معظم معدات الوقاية الشخصية التي تستخدم لمرة واحدة من مجموعة متنوعة من المواد البلاستيكية، بما في ذلك البولي بروبلين والبولي إيثيلين والفينيل.


وشهد المتطوعون في جميع أنحاء المملكة المتحدة ارتفاعا "هائلا" في كمية النفايات في الشوارع الرئيسية والشواطئ والأنهار نتيجة استخدام الأقنعة لمرة واحدة.


وقد تستغرق الأقنعة البلاستيكية التي يمكن التخلص منها بسهولة -والتي ينتهي بها المطاف في البحر- 450 عاما حتى تتحلل تماما وتختفي من النظام البيئي البحري، بحسب ما قالته Waste Free Oceans التي تقوم بجمع القمامة البحرية وتعيد تدويرها بالتعاون مع الصيادين والشركات.


وحتى عند التخلص منها بشكل صحيح، يُزعم أنه لا يمكن إعادة تدوير معدات الحماية الشخصية لأنها تعتبر نفايات طبية، لذا ينتهي بها المطاف في مكب النفايات، أو يتم حرقها، ما قد يؤدي إلى تصاعد أبخرة سامة تساهم في تغير المناخ.


ومع إلزامية ارتداء القناع في الأماكن العامة وغيرها، يحث دعاة الحفاظ على البيئية أولئك الذين لا يعتبرون أنهم معرضين لمخاطر عالية، لشراء أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام للمساعدة في تقليل عشرات الآلاف من الأطنان من النفايات البلاستيكية المضافة.

 

اقرأ أيضا: تحذيرات من ارتداء هذا النوع من الأقنعة الواقية.. لماذا؟

وقال جوليان كيربي من جمعية أصدقاء الأرض: "أهم شيء بالنسبة لنا جميعا هو الصحة ووقف انتشار فيروس كورونا.. لكن معظمنا ليس من فئة المخاطر العالية، ونصيحة الحكومة واضحة وهي استخدام أقنعة الوجه التي يعاد استخدامها".


وتابع: "يمكننا بذلك المساهمة في تقليل كميات البلاستيك بالإضافة إلى الاعتناء بصحتنا"، أما بالنسبة للأشخاص المعرضين للخطر فإن أقنعة الوجه والقفازات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، توفر لهم حماية كبيرة وبشكل ملحوظ.


وقال جوفري بلتيير من منظمة Opération Mer Propre الفرنسية غير الربحية، إن الغواصين وجدوا "نفايات كوفيد" والتي هي عبارة عن عشرات القفازات والأقنعة وزجاجات معقم اليدين تحت أمواج البحر المتوسط، ومع أن الكميات التي تم العثور عليها لم تكن هائلة، إلا أن بلتيير أعرب عن قلقه من أن هذا قد يكشف عن نوع جديد من التلوث. وقد ينتشر في جميع أنحاء العالم وأشار إلى أنه "وعد بتلوث جديد، ما لم نقم بفعل شيء".


وقبل الوباء حذر علماء البيئة من التهديد الذي تتعرض له المحيطات والحياة البحرية من خلال التلوث البلاستيكي المتصاعد. وقدرت الأمم المتحدة أن 13 مليون طن من النفايات البلاستيكية تدخل محيطات العالم كل عام. ويشهد البحر الأبيض المتوسط تدفق 570 ألف طن من البلاستيك إليه سنويا -وهي كمية وصفها الصندوق العالمي للطبيعة بأنها تعادل إغراق 33,800 زجاجة بلاستيكية كل دقيقة في البحر.


وكان قد حذر نشطاء في فرنسا من أنه إذا استمر استخدام الأقنعة ذات الاستخدام الواحد بنفس المعدل العالي الحالي، فسيكون هناك عما قريب أقنعة في البحر المتوسط أكثر من قناديل البحر.

 
التعليقات (0)