سياسة عربية

خبير عن انفجار بيروت: الأكبر في الانفجارات غير النووية

نترات الأمونيوم عبارة عن مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صناعة الأسمدة- تويتر
نترات الأمونيوم عبارة عن مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صناعة الأسمدة- تويتر

تحدث خبير لدى شركة متخصصة في التخلص من المواد المتفجرة، عن أن انفجار ميناء بيروت ربما يكون الأكبر في الانفجارات غير النووية على مدار التاريخ.

 

وأسفر الانفجار الضخم عن مقتل 135 شخصا على الأقل وإصابة قرابة 5000 آخرين. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مُخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة.

 

ونترات الأمونيوم عبارة عن مادة كيميائية صناعية يشيع استخدامها في صناعة الأسمدة وتستخدم كمتفجرات في المحاجر والمناجم. وتعتبر مادة آمنة نسبيا في حال كانت بعيدة عن التلوث وجرى تخزينها بشكل صحيح. لكنها تكون شديدة الخطورة لو طالها التلوث أو تم خلطها بالبنزين أو جرى تخزينها بشكل غير آمن.

ويمكن أن يؤدي تعرض كمية كبيرة من نترات الأمونيوم لحرارة شديدة إلى حدوث انفجار. كما يمكن أن يتسبب تخزينها قرب خزانات وقود ضخمة بكميات كبيرة وفي منشأة سيئة التهوية في حدوث انفجار هائل. وكلما كانت الكمية أكبر كلما زاد احتمال تعرضها للانفجار.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: كيف يبدو مستقبل لبنان بعد "11 سبتمبر الشرق الأوسط"؟

 

وقال رونالد الفورد، المدير العام لشركة الفورد تكنولوجيز، وهي شركة بريطانية متخصصة في التخلص من المواد المتفجرة "هذا الانفجار يصنف بأنه أقل من قنبلة نووية وأقوى من قنبلة تقليدية. ربما يكون هذا من بين أكبر الانفجارات غير النووية على مر الزمن"، بحسب ما أوردت "رويترز".

ولاحظ الخبراء أن لون الدخان و "سحابة الفطر" التي شوهدت في اللقطات المصورة لانفجار أمس الثلاثاء من الخصائص المميزة لانفجارات نترات الأمونيوم.


وقال ستيوارت ووكر، من كلية الكيمياء الجنائية والبيئية والتحليلية في جامعة فلندرز "اللقطات المصورة للحادث تُظهر في البداية دخانا أبيض ورمادي تلاه انفجار أطلق سحابة ضخمة من الدخان الأحمر الذي يميل للبني وسحابة فطر بيضاء كبيرة. هذا يشير إلى أن الغازات المنبعثة عبارة عن أبخرة نترات أمونيوم بيضاء وأكسيد نيتريك أحمر وبني سام وماء".


وأضاف "لو أنك تصنع متفجرات من نترات الأمونيوم فلا يجب أن تظهر معك هذه السحابة بنية اللون. ظهورها يعني أن معدل الأوكسجين غير صحيح، بالتالي فهو لم يتم خلطه كمواد متفجرة. انفجار بيروت يبدو حادثا، ما لم يكن متعمدا".

 

وكان الخبير العسكري العقيد أحمد الحمادي، قد قال لـ"عربي21" إن الأعراض التي ظهرت في الانفجار من الهالة النارية الضخمة والانفجارات المتتابعة وموجة الصدمة وتحرك الهواء، "تشي بوجود خليط من المواد الكيماوية، وليس فقط نترات الأمونيوم".

وأضاف الحمادي "أرجح وجود مادة سي فور، شديدة الانفجار، بعشرات الأطنان، والتي يعادل كل كيلوغرام منها 100 كيلو من مادة تي أن تي شديدة الانفجار".


وتابع: "الأدخنة الصفراء التي ظهرت كذلك تشير لوجود مواد تدخل في تصنيع الأسلحة الكيماوية، وحدوث الانفجار بهذه الصورة دليل على تنوع المواد، وحصول تراكم في درجات الحرارة وتأثر بعضها ببعض" مشددا "أن لكل نوع من التفجيرات لون وشكل خاص به، وهو ما ظهر واضحا في انفجار أمس".

 

اقرأ أيضا: خبير عسكري لـ"عربي21": لهذه الأسباب كان انفجار بيروت مدمرا

وأشار الحمادي، إلى أن موجة الصدمة، وصلت إلى مسافات بعيدة، للغاية، وهو ما يشير إلى الخليط الموجود، وما أظهره كاميرات المراقبة المختلفة، مما أحدثته الصدمة من نزع للأبواب وتهشيم للزجاج، وتطاير للألواح المعدنية.

وبشأن موجة الصدمة البيضاء، التي ظهرت ثم تلاشت، قال الحمادي: "تسخين الهواء يتحرك ويترفع للأعلى بحسب قوة الانفجار، ويتحرك بشكل دائري، إلى مسافات بحسب القوة، حاملا هواء ساخنا، يتلاشى مع تراجع سرعته على مسافات أبعد.

وقال إن الهواء الساخن الناتج عن التفجير العنيف، ربما تصل درجته إلى نحو ألفي درجة مئوية، وهي حرارة تصهر الحديد وتحطم الأبنية، بالإضافة إلى الصدمة التي حصلت، والتي تحاكي القنابل الارتجاجية، والتي تدمر المباني بالاهتزاز.

ويتفق حديث الحمادي، عن وجود العديد من المواد الكيماوية في انفجار بيروت، مع ما أشارت إليه جيمي اوكسلي، وهي أستاذة الكيمياء بجامعة رود آيلاند التي أجرت دراسات عن إشتعال مادة نترات الأمونيوم والتي قالت إنه "من الصعب جدا إشعالها كما أنه ليس من السهل تفجيرها". 

 

وحول التحذيرات اللبنانية من وجود المواد المتفجرة في مرفأ بيروت، علمت "أم تي في" اللبنانية أن أول تقرير  صدر عن مديرية أمن الدولة عن المواد المتفجرة بالمرفأ جاء بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر 2019، ورُفع إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، وإلى الحكومة المستقيلة برئاسة سعد الحريري.

 

وصدر التقرير الثاني في 4 حزيران/يونيو الماضي، وسُلّم إلى عون وإلى رئيس الحكومة الحالي حسان دياب، والتقرير الثالث رفع إلى الرئاسة والحكومة بتاريخ 20 تموز/يوليو الماضي.

التعليقات (0)

خبر عاجل