علوم وتكنولوجيا

تعرف على قصة الهجوم الإلكتروني الذي أغلق مكاتب غوغل في الصين

لم تحقق "غوغل" النجاح المتوقع في الصين وفشلت في منافسة محرك البحث المحلي "بايدو"
لم تحقق "غوغل" النجاح المتوقع في الصين وفشلت في منافسة محرك البحث المحلي "بايدو"

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على أحد أكبر عمليات القرصنة الإلكترونية التي عرفها العالم في السنوات الماضية، والتي قررت على إثرها شركة غوغل الأمريكية إغلاق مكاتبها في بكين.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قرار "غوغل" بمغادرة الصين نهائيا في 20 آذار/مارس من سنة 2010، جاء بعد سنوات من الصمود في وجه الضغوطات والشد والجذب مع السلطات الصينية.

مع دخولها الصين سنة 2006، قبلت "غوغل" جميع الشروط التي وضعتها بكين، بما في ذلك حجب عدد من نتائج البحث التي يقدمها المحرك في مواضيع محددة مثل دالاي لاما ومظاهرات ساحة تيانانمن.

وأوضحت الصحيفة أن "غوغل" قبلت بجميع تلك الشروط رغم الاعتراضات التي أبداها عدد من المعارضين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان. لكن، سرعان ما ساء الوضع وبدأ المسؤولون التنفيذيون في "غوغل"، وفي مقدمتهم سيرجي برين، يواجهون صعوبة في التعامل مع الرقابة التي تفرضها السلطات الصينية.

وبالإضافة إلى الضغوطات، لم تحقق "غوغل" النجاح المتوقع في الصين، وفشلت في منافسة محرك البحث المحلي "بايدو".

لكن القطرة التي أفاضت الكأس وأدت في الأخير إلى أن اتخاذ القرار النهائي بمغادرة الصين، كانت عملية القرصنة الضخمة التي تعرضت لها "غوغل" أواخر سنة 2009.

هجوم إلكتروني


في 12 كانون الثاني / يناير 2010، صرح ديفيد دروموند مدير الشؤون القضائية في شركة "غوغل" قائلا: "اكتشفنا في منتصف كانون الأول/ديسمبر، هجومًا متطورًا وموجهًا يستهدف الشركة وتقف وراءه الصين". 

وبحسب دروموند، فإن المخترقين استهدفوا حسابات "جي ميل" تعود إلى نشطاء حقوق إنسان صينيين، غير أنهم لم ينجحوا في الوصول إلى محتويات الرسائل أو أي معلومات خاصة. ومن بين أولئك الذين تم اختراق حساباتهم، الفنان المعروف بآرائه المعارضة للسلطات آي ويوي.

وقد كشف خبراء الأمن السيبراني آنذاك، أن القراصنة استخدموا برنامجا خبيثا يُعرف بحصان طروادة، بهدف السيطرة على أجهزة الكمبيوتر المستهدفة والتحكم فيها عن بعد والقيام بالعديد من المهام مثل قراءة المستندات ونسخها وتشغيل البرامج وإعادة تسمية الملفات وحذفها وما إلى ذلك.

بكين في قفص الاتهام

 

في الواقع، وجهت "غوغل"أصابع الاتهام إلى الصين وحمّلتها مسؤولية تلك الهجمات، بسبب التشابه الكبير بينها وبين عمليات قرصنة إلكترونية أخرى قامت بها بكين، وتحديدا "وحدة جيش التحرير الشعبي رقم 61398" التابعة للجيش الصيني، أو  قراصنة مرتبطين بها.

ووفقا للخبراء، كان مصدر الهجوم خوادم في تايوان تستخدمها الحكومة الصينية. وقد أكد الخبير العسكري المتخصص في الشأن الصيني لاري ورتزيل، أنه تم إعداد العملية في أكثر المؤسسات الصينية تقدمًا في مجال الكمبيوتر.

وبالنسبة لورتزيل الذي أمضى سنوات عديدة في الصين، فإن العملية كانت تعكس بوضوح إستراتيجية بكين في حربها الإلكترونية. وفي مداخلة له أمام مجلس النواب الأمريكي، صرح أن الهجمات على "غوغل" ما هي إلا نموذج لعمليات القرصنة التي يمكن أن تستهدف الشركات الأمريكية وحكومة الولايات المتحدة وحتى بعض أعضاء الكونغرس.

"غوغل" تغادر الصين

 

 في أوائل سنة 2010، أدانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية آنذاك، تلك الهجمات وطالبت الحكومة الصينية بتقديم توضيحات. لكن بكين نفت أي صلة لها بالعملية.

كرد فعل، قررت "غوغل" حينها إلغاء حجب عدد من نتائج البحث عن المستخدمين الصينيين، الأمر h الذي استفز بكين. وفي وقت لاحق، ألغت "غوغل" خدمتها في الصين وأغلقت مكاتبها التي كانت توفر 700 فرصة عمل، ونقلت أنشطتها في قارة آسيا إلى هونغ كونغ.    

التعليقات (0)