ملفات وتقارير

ما مدى جاهزية واستعداد الجيش المصري لمعركة "سرت"؟

كشف السيسي عن خطوات التدخل المصري العسكري المرتقب بليبيا
كشف السيسي عن خطوات التدخل المصري العسكري المرتقب بليبيا

أثار الحديث عن قرب معركة "سرت"، إثر لقاء رئيس الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، زعماء قبائل من شرق ليبيا بالقاهرة الخميس، وتفويض "برلمان طبرق"، له بالتدخل العسكري في ليبيا؛ التساؤلات حول مدى جاهزية الجيش المصري للمعركة.

وخلال لقائه مجاميع قبلية محسوبة على الجنرال خليفة حفتر؛ كشف السيسي، عن خطوات التدخل المصري العسكري المرتقب بليبيا، مؤكدا أن شيوخ القبائل سيكونون بمقدمة الجيش المصري الذي سيتحرك تحت العلم الليبي.

محللون ومتابعون شككوا بمدى استعداد الجيش المصري لمعركة سرت؛ مشيرين إلى أن السيسي سيستفيد من هذا الوضع بلفت انتباه الشعب بعيدا عن أزمة مياه النيل، وجمع بعض الأموال من دول الخليج، على غرار ما حصل عليه نظام حسني مبارك بحرب الكويت بالعام 1990.


وأشاروا أيضا، إلى عجز قيادته بما لديها من أحدث أنواع الطائرات المقاتلة على مدار نحو 7 سنوات بالقضاء على العناصر الإرهابية والإجرامية بسيناء.

 

"ليست طرفا وحيدا"

وقال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" الباحث مصطفى خضري، لـ"عربي21": "يجب التفرقة بين الحروب الشاملة والتدخلات العسكرية".

وأوضح أن "التدخل المصري بليبيا إن حدث؛ لن يكون حربا شاملة، بل مشاركة عسكرية ببعض الوحدات القتالية من أسلحة الطيران والدفاع الجوي والقوات الخاصة".

 

اقرأ أيضا: السيسي: القبائل ستشارك بتدخلنا العسكري بليبيا (شاهد)

وأكد أنه "وبرغم التداخل الحاصل بين النشاط العسكري والمدني داخل الجيش المصري؛ إلا أنه مازال يمتلك القوة والحرفية اللازمة لخوض معارك أكبر وأقوى من ذلك".

وتابع: "لكن معركة سرت ليست معركة بين الجيش المصري وطرف آخر، بل معركة دولية يشارك فيها أكثر من طرف، فالأتراك بجانب حكومة الوفاق مدعومة من أمريكا والاتحاد الأوروبي ما عدا فرنسا، وقوات حفتر مدعومة من فرنسا ومصر وروسيا والإمارات".

وقال إنه "ولذلك لا يمكن اعتبار مصر طرفا وحيدا بالصراع الليبي، وكذلك لا يمكن تقييم مشاركة الجيش المصري - إن حدث ذلك- إلا بهذا الإطار".

وحول وضع الجيش المصري في سيناء، قال خضري: "وضع سيناء معقد، ومعظم دول العالم تعاني مشاكل أمنية مماثلة، كتنظيم (بي كا كا) بتركيا، و(جيش العدل) بإيران، لهذا لا يمكن اعتبار ما يحدث بسيناء فشلا عسكريا".

وأضاف: "بل هو فشل سياسي، سببه رعونة القائمين على هذا الملف الأمني الهام، بالإضافة للظروف السياسية والاجتماعية التي تتداخل مع الجانب الأمني بسيناء، لذلك لا يمكن المقارنة بين الملفين السيناوي والليبي؛ عند تقييم إمكانية المشاركة العسكرية المصرية على حدودنا الغربية".

 

الخبير العسكري اللواء حمدى بخيت، قال إن الجيش المصري، "جاهز بشكل دائم لأي معركة محتملة ولديه من الكفاءة والقدرة القتالية والتدريب ما يؤهله لتنفيذ أية مهمة صعبة أو معقدة توكل إليه بنجاح واقتدار".

وأشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى أن "ما قام به الجيش بالسنوات السابقة من تحديث التسليح بكافة قواته مع قدراته التنظيمية والتدريبية التي وضعته في مصاف جيوش العالم الكبرى؛ بالتأكيد تمنحه القدرة على خوض غمار أي معركة".

وبشأن حجم القوات المحتمل أن تشارك بها مصر بليبيا، وهل هي قوات حاشدة للقتال أم رمزية للدعم والتخطيط،  قال: "لا يمكن لأحد الجزم بهذا أو بذاك؛ ولكن عدد القوات وحجم ونوعية الأسلحة التي قد تشارك يكون حسب نوع المهمة المكلف بها القوات"، موضحا أن "الظروف تحكم الموقف".

وحول أولوية معركة المياه مع إثيوبيا أم معركة ليبيا، أكد "أن الأولى سياسية وليست عسكرية ولها طرق الحل المناسبة، والدولة المصرية لديها القدرة على التعامل مع كل موقف بالطريقة التي تناسب تقدير هذا الموقف لديها".

 

اقرأ أيضا: الوفاق ترد على تهديدات السيسي وتستنكر اجتماعه مع القبائل
 

"ضعف التدريب والتأهيل"

من جهته قال المحلل السياسي، علاء الروبي، إن "جاهزية الجيش أمر لا يمكن الجزم به إلا من داخل المؤسسة؛ وإن كانت الدلائل تشير لضعف التدريب والتأهيل وتنفيذ المهام القتالية كما هو الحال بسيناء".

الروبي، أضاف بحديثه لـ"عربي21": "إن كانت باقي وحدات الجيش بهذا الشكل فهو جيش مهترئ لا يصلح للأعمال الحربية".

وأكد أن "تدخل جيش مصر النظامي يرفع قوة معسكر حفتر، كون أغلبه مرتزقة وعصابات"، متوقعا ألا يحسم التدخل المصري الأمر لصالح حفتر، فقط قد يقوي مقاومته.

وجزم بأن "تمويل العملية العسكرية لن يخرج عن السعودية والإمارات التي تمول كل فساد ببلاد المسلمين".

وأشار إلى استفادة السيسي، مؤكدا أن "الوضع المصري المتأزم بملف النيل يفتح الباب أمام تدخل عسكري أحمق بليبيا؛ بحثا عن إلهاء إعلامي يصرف الأنظار عن كارثة السد".

وقال إن "السيسي، يبحث عن معركة وهمية بشعار (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) لتمرير المصائب الحالية، وبحثا عن المزيد من التمويل الإماراتي"، محذرا من "إهدار المزيد من الموارد المصرية وزيادة الهشاشة الاقتصادية ورهن قرارات مصر طويلا بإرادة الدائنين الدوليين".

"غير قادر اقتصاديا"

وحول الجاهزية الاقتصادية لمصر قبيل معركة سرت المحتملة، قال الخبير الاقتصادي المصري الدكتور أحمد ذكر الله: "دخول أي حرب يترتب عليه أضرار كبيرة تتخطى موضوع الدماء والعداوات إلى الاقتصاد وقدرته على المواجهة".

وأضاف بحديثه لـ"عربي21": "الأعباء التي يتحملها الاقتصاد المصري الآن كبيرة، وخاصة بعد أزمة (كورونا) يمر بوقت صعب يتجلى في عجز مزمن بالميزان التجاري، بواردات تزيد عن 70 مليار دولار وصادرات أقل من 30 مليار دولار، وعجز بحوالي 40 مليار دولار".

 

اقرأ أيضا: السيسي وماكرون يتفقان على "تقويض التدخلات الخارجية" بليبيا

ولفت الأكاديمي المصري إلى أن "عجز الموازنة العامة للدولة يزيد عن تريليون جنيه بالعام الحالي، بجانب مستحقات دفع للديون الخارجية أكثر من 20 مليار دولار، مع فواتير كثيرة أخرى، وتراجع إيرادات دولارية كبيرة تعتمد عليها الدولة كالسياحة وقناة السويس".


وأضاف أن "ثلث الشعب المصري يقبع رسميا تحت خط الفقر حسب بيانات 2017، ونحن في 2020،  وبعد تطبيق برنامج اقتصادي شديد الصعوبة أدى لاختناقات ضخمة فإن 60 بالمئة تحت خط الفقر بلا شك".

وأكد ذكر الله، أن "كل هذه المؤشرات، وحال الشعب والدولة، والاقتصاد والموازنة العامة والميزان التجاري؛ تقول إن الاقتصاد المصري يمر بمرحلة صعبة وبالتالي فهو غير قادر على مواجهة أعباء حروب".

التعليقات (1)
عبدالله
السبت، 18-07-2020 05:36 ص
هذه بداية نهاية بلحة الساذج إن شاء الله.