أخبار ثقافية

عن وفاة مؤلف موسيقى الـ"سباغتّي ويسترن"

فيلم (The Good The Bad And The Ugly) عدّت موسيقاه التصويرية من أبرز أسباب شهرته- موقع جامعة موناش الرسمي تويتر
فيلم (The Good The Bad And The Ugly) عدّت موسيقاه التصويرية من أبرز أسباب شهرته- موقع جامعة موناش الرسمي تويتر

مَن لم يسمع باسم (Ennio Morricone" (1928- 2020" الشهير في عالم التأليف الموسيقي السينمائي، فلا شك أنه استمع للموسيقى التصويرية التي لا تنسى لثلاثية أفلام الويسترن للمخرج (Sergio Leone) المسماة "ثلاثية الدولار"، وأشهر أجزائها فيلم (The Good The Bad And The Ugly)، الذي عدّت موسيقاه التصويرية من أبرز أسباب شهرته. 

نحت (Morricone)، الذي نقلت وسائل الإعلام خبر وفاته في روما أمس، اسمه في أفلام الويسترن الإيطالية التي أطلق النقاد عليها اسم "سباغيتي ويسترن" ضمن موجة أفلام الغرب الأمريكي التي انتشرت في ستينيات القرن العشرين.

بدأت علاقة (Morricone) بهذا النوع من الأفلام، حين كلّفه مواطنه وصديقه المخرج الأيطالي (Leone) بكتابة الموسيقى التصويرية لفيلم (A fistful of dollars) عام 1964.

فرضت ميزانية الفيلم المحدودة على (Morricone) أن يفكّر بطريقة غير تقليدية لكتابة موسيقى الفيلم من دون الاستعانة بإوركسترا كاملة، ويُلبّي في الوقت نفسه رغبة المخرج في صناعة موسيقى تعبر عن الصراع العنيف من أجل المال، مصبوغاً بصبغة السخرية من وحشية عالم الغرب الأمريكي حيث تجري الأحداث. 

 


لتحقيق تصور المخرج، لجأ (Morricone) إلى استخدام أدوات موسيقية غير مألوفة مثل، الأجراس، والهارمونيكا، والترمبيت، والغيتار الكهربائي. فضلاً عن اعتماده على الأصوات البشرية كالصفير، والصيحات الخشنة، والهينمات الخارجة من الحلق.

صنع (Morricone) مزيجاً من الإيقاعات الصاخبة المتناغمة، التي تلصق بالأذن وتأسر السمع، فلا يستطيع المشاهد للفيلم أن يضعها في خلفية دماغه وهو يتابع الأحداث، فهي تقفز إلى الواجهة كأنها فعل درامي بحد ذاتها. وتطبع أجواء الفيلم بطابع خاص من التوتر الجذاب.

حقق الفيلم نجاحاً كبيراً عند عرضه في إيطاليا ثم في أمريكا، وكرر (Morricone) بصمته الأسلوبية في فيلمين آخرين من أفلام الويسترن، هما (For a few dollars more) عام 1965. وفيلم (The good The Bad And The ugly) علم 1966.


وشكلت الأفلام الثلاثة ما أطلق عليه النقاد السينمائيون اسم "ثلاثية الدولار". وهو اسم قام على تعاون ثلاثي بين (Leone) في الإخراج، و(Morricone) في كتابة الموسيقى التصويرية، و(Clint Eastwood) في البطولة.

أحدثت موسيقى (Morricone)  ثورة في أساليب الموسيقى التصويرية لأفلام الويسترن، وانطبعت بصمته في معظم الأفلام التي تلت "ثلاثية الدولار". واستمرّ تعاونه مع (Leone) في أفلام أخرى ذات طابع إيطالي - غرب أمريكي، تحت مسمى "سباغتي ويسترن" الذي يجمع ممثلين من جنسيات مختلفة، وبعضهم لا يتكلم اللغة الإنجليزية، فيكتب الحوار لكل ممثل بلغته القومية، إيطالية وإسبانية وغيرها، ثم يعاد تركيب الصوت باستخدام تقنيات الدوبلاج. 

 


سيرة (Morricone) المولود في روما تميزت بالتقلبات والمثابرة والإنجازات العصامية، فقد أراد في صباه أن يحترف كرة القدم، وانضم إلى أحد أندية روما. لكنه حوّل طريقه، مسرجعاً شغفه بالموسيقى الذي زرعه أبوه في نفسه، وقد شجعه أبوه على تعلم العزف على آلة الترومبيت، فانتسب إلى معهد الموسيقى "سانتا سيسيليا كونسيرفاتوري" في روما. 

ومن هناك انطلق إلى عالم الكتابة الموسيقية، ولم يتوقف حتى وفاته وفي جعبته أكثر من 400 عمل موسيقي سينمائي. وفي عام 2015، كلفه المخرج الأمريكي (Quentin Tarantino)، بكتابة الموسيقى التصويرية لفيلم (The Hateful Eight)، ضمن الموجة الجديدة من أفلام الويسترن. وعدّت مشاركته في هذا العمل إحياء لروح أفلام الويسترن الكلاسيكية في ثوب جديد، حاكه المخرج بقماشة الحنين والنقد لتلك الحقبة.

ولم تقتصر كتابته الموسيقى التصويرية على نوع "الوسترن"، فقد كتب الموسيقى لأفلام كوميدية، ورومانسية، ورعب، وتشويق. الأمر الذي يجعل منه واحداً من أكثر الموسيقيين تنوعاً وتأثيراً.

التعليقات (2)
morad alamdar
الأربعاء، 15-07-2020 10:35 م
^^ الحياة أو شيء مثلها ^^ هذا الفن يعتمد على التلميح و ليس التصريح و الزعيق و الصراخ و الهتاف و الموسيقى المدوية ، على نقيض معظم الشرائط التي كانت الصورة فيها دائماً في المؤخّرة ، و لا تظهر إلاّ بعد مقدمة موسيقية مدمّرة مثل شلال هادر يكتسح أمامه أعتى الصُور ، أو زاعقة مجلجلة تهتزّ لها قاعة السينما .. أضاف أن بعض الأفلام بدت كأنها مجرّد حبال موسيقية عُلّقت عليها بعض الصُوَر .. فن جميل من كنوز الدنيا تعاقبت عليه السنين و أن سمعته بعد سنوات مضت تعيد النظر من جديد و كأنك لم تسمعه من قبل .. فهذا الفنان المشبع برهافة و كلٌ على شكلته لا يمكن أن يصدأ الذهب .. الموسيقى هنا رحلة و سفر هدفها المساهمة إلى مدى أبعد و نطاق أوسع ينعكس ذلك على الخيول لأنها كريمة و جميلة بشكل لا يصدق أو الكلاب لأنها لطيفة و مخلصة ! .. الفراشات هي حقاً رائعة أو الدلافين لأنها ذكية و محبوبة .. أفلام الإثارة و الغموض الرعب كل ما يبقني على أعصابي ! .. أفلام الكوميدة أو الأكشن ، أنا أحب الترفيه الممتع و الجيد .. أفضل الدرما المؤثرة و الأفلام الوثائقية التعلمية .. أنا أحتاج إلى أفلام المغامرات و الرمانسية ليأخدني بعيداً عن الواقع ! مثل رحلة في الأدغال الكولمبية لا أكتفي بالأرنب الخزافي بل تكسره و الحصول على جوهرته الخضراء .. و الإيقاع النفسي دليل على ذلك و متعة اختبار شخصيتك بأفضل كلمات .. مرح .. لعوب .. ودود .. مبدع .. حاسمٌ .. ذكي .. بارد .. هادئ .. مسترخي .. إنفعاليِّ .. عاطفي .. متحفظ .. من لم يحركه الربيع و أزهاروه و العود و أوثاره فهو سيء المجاز .. هذا هو دور الفن في تنمية و تعزيز القيم الجمالية .
انس الرقاوي
الأربعاء، 15-07-2020 02:41 م
إنّيو مويكوني أحد أعظم عباقرة الموسيقى في كل العصور