ملفات وتقارير

لماذا لجأ العراق إلى السعودية لإنقاذه من أزماته الخانقة؟

اتفاق سعودي عراقي على تفعيل الربط الكهربائي بين البلدين- تويتر
اتفاق سعودي عراقي على تفعيل الربط الكهربائي بين البلدين- تويتر

في ظل الظروف الاقتصادية العصيبة التي تعانيها حكومة مصطفى الكاظمي، أثارت زيارة وزير الخارجية العراقي إلى المملكة العربية السعودية، الكثير من التساؤلات حول انعكاسها على مستقبل العلاقات بين البلدين، وعن موقف القوى القريبة من إيران منها.

وتأتي الزيارة في ظل حاجة العراق الفورية إلى النقد المالي لسداد رواتب الموظفين والعجز الحاصل بالموازنة، إضافة إلى حاجة البلد للطاقة الكهربائية، ورغبته في فتح أبواب الاستثمار أمام السعودية، حسبما أعلن وزير المالية عبد الأمير علاوي.

"حبل إنقاذ"

وتعليقا على الموضوع، رأى المحلل السياسي نجم القصاب في حديث لـ"عربي21"، أن "الزيارة تعد حبل إنقاذ للطبقة السياسية العراقية، بما فيها التشريعية والتنفيذية في الأشهر المقبلة، وأن تخوف الطبقة السياسية قد جعلها لأول مرة تتوحد في الرؤى والخطاب، وبعدم اعتراضها على الزيارة".

وأضاف: "ما نشهده اليوم على العكس مما جرى مع رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، الذي وقع اتفاقيات كثيرة مع الجانب السعودي، لكن أفشلتها القوى القريبة من إيران، أما اليوم، فإن الأخيرة تختلف كما عليه في 2020، بالتالي فإننا عندما أرسلت حكومة العراق وفدا لم نر أي انزعاج أو اعتراض عليه".

 

اقرأ أيضا: العراق يعلن عن اتفاقات مع السعودية.. وقرار هام بشأن إيران

وبخصوص لجوء العراق للسعودية، أشار القصاب إلى أن "البلد بحاجة إلى الطاقة الكهربائية، وخصوصا في الأشهر الثلاثة المقبلة، التي ترتفع فيها درجة الحرارة، وما لدينا لا يكفي لتغطية المدن العراقية، ويقابلها في الوقت ذاته احتجاجات مستمرة، التي ربما تكون شرارة لإسقاط النظام السياسي بالبلد".

وتابع: "لذلك فإن العراق يحاول استيراد هذه الطاقة، لأن الجانب الإيراني عليه عقوبات أمريكية، والحكومة لا تريد المرور بحرج مع الولايات المتحدة كما حصل مع حكومة عادل عبد المهدي، الذي ذهب مع الجانب الإيراني وترك كل الدول الأخرى".

إعادة التوازن

وعلى صعيد آخر، رأى القصاب أن "الكاظمي يسعى إلى توازن العلاقات مع دول الجوار وغيرها، والعمل على عدم احتساب العراق على هذا المحور أو ذاك، وأنه استشعر الخطر في الجانبين المالي والاقتصادي".

وأعرب عن اعتقاده بأن "الكاظمي يدرك بأن بقاء العراق مع المحور الإيراني والابتعاد عن المحور الأمريكي والخليجي لا يستطيع استمراره في المنصب، لأن الجماهير لا تنتظر، وسوف تحمله كل الأخطاء والخطايا التي ارتكبت في السنوات الماضية للنظام السياسي".

ولفت إلى أن "الكاظمي ربما يحاول أن يكون العراق لاعبا وسيطا في تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران، لأن الجميع يحاول التقرب من العراق، وهذا يصب في صالح البلد".

ورأى القصاب أن "طهران ترغب في إعادة العلاقات مع الرياض والتفاوض مع واشنطن، وكل ذلك يصب بمصلحة العراق، وفي الوقت ذاته، لا نريد أن نخاصم إيران، ولا نريد كذلك أن نحسب على الولايات المتحدة كما يريد البعض تصوير ذلك، لأننا لا نرضى أن يكون العراق محتلا، وإنما صديقا مثل غيره من الدول".

مساران للزيارة

من جهته، رأى المحلل السياسي عدنان السراج، في حديث لـ"عربي21"، أن "الزيارة تندرج ضمن مسارين، الأول الأزمة المالية الحادة، وخصوصا في ما يتعلق بالرواتب والمستحقات للجهات الرسمية داخل العراق.

أما المسار الثاني، فهو "إعادة صياغة العلاقة مع السعودية حتى يكون هناك نوع من التوازن تكلم عنه وزير المالية بخصوص التوازن التجاري مع تركيا وإيران، اللتان تشكلان رقما عاليا في التبادل التجاري"، بحسب السراج.

ونوه إلى أن "الطرف السعودي هو الذي لم يستمر في مسار العمل مع الحكومة العراقية، والدليل، أن سفير الرياض غير موجود في بغداد، كما أن منفذ عرعر لا يزال مغلقا، إضافة إلى الاتفاقيات التي وقعت بين بغداد والرياض لم يسبق أن نفذت، خصوصا في مسائل تخفيض أسعار الطاقة".

 

اقرأ أيضا: خالد بن سلمان: نتطلع لأن يعود العراق أحد أعمدة العرب

وقال: "لكن مع ذلك، تبقى العلاقة مع السعودية معتمدة على عدم تدخلها بالشأن السياسي وتخفيف الحملات الإعلامية في محطاتها التلفزيونية ووسائلها الإعلامية، التي تتدخل من خلالها بشكل واضح في الشأن الداخلي. وإذا ما تم ذلك فبالتأكيد ستتطور العلاقة بين كلا الجانبين".

 

القوى القريبة من إيران

وبخصوص التوقعات عن موقف القوى القريبة من إيران حول الزيارة، أشار السراج إلى أن "القرارات السياسية في العراق محكومة بطبيعة التجاذبات داخل البرلمان، وقد تكون بعض الأطراف السياسية غير راضية عن الأداء السعودي".

وأعرب عن اعتقاده بأن "الانفتاح على السعودية لن يؤثر على علاقة العراق مع إيران، لأن هناك منافسات بين هذه الدول، ولا تستطيع السعودية أو دول أخرى منافسة المنتوج الإيراني لأنه رخيص وقريب على الحدود، إضافة إلى الطاقة التي تعتمد على مصادر قريبة من الحدود أيضا".

وتابع المحلل السياسي العراقي: "كما أنه في الجانب السياسي والأمني، فإن موقف إيران من محاربة تنظيم الدولة في العراق، يعطي مصادر قوة للعلاقة بين البلدين".

وأجرى وزير المالية العراقي عبد الأمير علاوي، مساء الجمعة، زيارة عاجلة إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها بكبار المسؤولين السعوديين، ففي مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" قال إن "قطاع الكهرباء مأخوذ بعين الاعتبار خلال لقاءاته مع المسؤولين السعوديين قي الرياض".


وأضاف علاوي: "من الضروري أن نربط الشبكة الكهربائية بالعراق مع شبكة السعودية والكويت، وهذا التنوع مهم بالنسبة للتوازن الاقتصادي في العراق"، مؤكدا "اتفاقه خلال لقاءاته مع الجانب السعودي على تقديم مذكرة تفصيلية خلال الأسبوع المقبل عن كيفية تطوير العلاقة، وماهية المعوقات والمشاريع التي يمكن تنفيذها على المدى الآني والمتوسط، والتي قد تكون نموذجا للعلاقات الاقتصادية، على أن تبنى على أرقام وأهداف وهيكلية".

وأشار إلى أنه "إذا تحدثنا عن حجم الدعم الذي سنحصل عليه من المشاريع السعودية التي يمكن أن تنفذ في العراق، وفي حال لو جمع رأس المال لهذه المشاريع فربما نصل إلى ثلاثة مليارات دولار وأكثر، نحن نريد أن نحرك الاستثمار داخل العراق".

التعليقات (2)
ميحانا ميحانا
الأحد، 24-05-2020 04:02 م
جميل نور الطرقات وشغل المكيفات ونوع وحرك الاستثمارات وحافظ على لصوص أموال الشعب لو كنت أجنبي وبتتعامل مع دول نقول معلش..يا راجل دول بيتحكموا فيك عن بعد فما بالك بعدما يشاركوك
عامر
الأحد، 24-05-2020 02:51 م
عدنان السراج حال كثير من ااذين امتهنوا التحليل السياسي لتسويق ايران في العراق يتجاهل قواعد ميليشيات ايران على الجانب العراقي من الحدود و تهديدهم المستمر للسعوديه اليوم نضب المال و ايران اكثر فقرا من العراق و لم يعد امام حثالات ما بعد الاحتلال. الا السعوديه لكن لهذا ثمن في تمثيل سته العراق في الحكومه و نفكبك ميليشات القتل الشيعي و تحييد دور عمائم الشر في القرار السياسي و ابعاد الابواق الاعلاميه الايرانيه عن وسائل الاعلام امثال السراج