ملفات وتقارير

أوقاف مصر تنشئ منصة إلكترونية لحماية الشباب من التطرف.. هل تنجح؟

مختص: الشباب لن يذهب إلى الأوقاف وخطبائها في العالم الافتراضي وقد هربوا منهم في عالم الواقع
مختص: الشباب لن يذهب إلى الأوقاف وخطبائها في العالم الافتراضي وقد هربوا منهم في عالم الواقع
شكك عدد من المختصين في جدوى ما طرحه وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، مؤخرا بشأن إنشاء منصة إلكترونية تابعة للوزارة لحماية الشباب من التطرف، وأكدوا أن مثل هذه المشروعات تحمل صبغة أمنية، وبالتالي محكوم عليها بالفشل.

وهاجم مختصون في تصريحات لـ"عربي21" الوزير، واعتبروه "بوقا أمنيا ينفذ كل تعليمات الأمن"، مطالبين بمشروع قومي يشمل العديد من المختصين، سواء علماء دين أو اجتماع أو مفكرين، وتشكيل لجنة تطرح كل الأفكار مثار الجدل بشفافية، مؤكدين في الوقت نفسه على صعوبة مثل هذا الإجراء في ظل حكم السيسي.

وكان وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، قرر مؤخرا إنشاء إدارة خاصة بالدعوة الإلكترونية بديوان عام الوزارة، مع إنشاء إدارة فرعية بكل مديرية، وتكليف أحد مساعدي الوزير بالإشراف على هذه الإدارة، لحين تعيين مساعد للوزير لشؤون الدعوة الإلكترونية في أقرب وقت ممكن.

وأوضح أنه سيتم الإعلان لاحقا عن ضوابط التقدم لشغل مدير إدارة الدعوة الإلكترونية على مستوى المديريات الإقليمية، مع عقد الدورات التدريبية اللازمة لتأهيل من يشغلون هذه الإدارات، كما سيتم الاستفادة في ذلك من جميع الأئمة والواعظات ممن اجتازوا بتفوق دورات الحاسب الآلي ودورات السوشيال ميديا بأكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين.

"عقلية رجل الأمن"

وفي تعليقه على قرار الوزير، قال المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية والمدير السابق لموقع "الإسلام اليوم" بالقاهرة، خالد الشريف: "المشكلة هنا تتمثل في أن وزير الأوقاف لا يفكر بعقلية رجل الدعوة الذي يسعى لنشر العلم الشرعي، وتعليم الناس أمور دينهم، إنما يفكر بعقلية رجل الأمن الذي يسعى لقمع الرأي المخالف للسلطة، وإقصاء المعارضين؛ لذلك فهو يستبعد الأئمة أصحاب الكلمة المسموعة والعلم الشرعي، الذين يثق الشباب فيهم لمجرد مخالفتهم لبعض آراء السلطة، أو انتقادهم لقمع واستبداد وظلم الحكومة، وتم تحويل الآلاف منهم إلى أعمال إدارية، ومنعهم من الخطابة، ويأتي هذا في ظل ضحالة خطباء وأئمة الأوقاف، وقلة ثقافتهم وعلمهم الشرعي، وعدم ثقة المواطنين فيهم".

ويضيف الشريف في حديثه لـ"عربي21": "الكثير من الشباب ينصرف عنهم إلى الدعاة المستقلين أو المهاجرين في الخارج؛ للاستماع لهم ولمحاضراتهم، من خلال اليوتيوب والفضائيات العربية وقنوات إسطنبول ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يجد فيها حرية للتواصل بمن يثق فيهم".

ويؤكد أن الشباب "لن يذهب إلى الأوقاف وخطبائها في العالم الافتراضي وقد هربوا منهم في عالم الواقع، والسبب الرئيسي في ذلك هو الثقة المفقودة بين الشباب ووزارة الأوقاف، لأن منصات الحكومة لا يوجد فيها شفافية ولا مصداقية، وهم سبب الكثير من الأزمات التي تعيشها مصر، ومن بينها التطرف والإرهاب".

"محكوم عليه بالفشل"

أما الكاتب والمهتم بشؤون الحركات الإسلامية أحمد فراج، فيرى أن مثل هذه المنصات لن تضيف الكثير، "ومحكوم عليها بالفشل مسبقا قياسا إلى تجارب سابقة من جانب حكومات مصرية متعاقبة، سواء ما تم بشأن الحوارات التلفزيونية، أو حوارات السجون في مرحلة من المراحل، أو منصات إعلامية ومطبوعات كانت تحاول مخاطبة الشباب في هذا الشأن".

ويضيف فراج في حديثه لـ"عربي21": "رغم أن بعض الشباب شارك في مثل هذه الحوارات في فترات معينة، إلا أنهم لم يكملوا مع القائمين عليها؛ لأن ما يطرح لم يكن مقنعا من ناحية، وكان يتبنى خطابا رسميا من ناحية أخرى أقرب إلى الإملاء وليس إلى النقاش".

وأكد فراج أن المشكلة "أعمق من ذلك بكثير، ولن يحلها منصة إلكترونية أو شيء من هذا القبيل، بل الأمر يحتاج إلى مشروع قومي يشارك فيه العديد من المختصين، سواء علماء دين أو علماء اجتماع أو مفكرين أو رجال أمن على درجة من الوعي والثقافة الأمنية، وليس أصحاب عصا أمنية، حيث تشكل لجنة في هذا السياق، وتطرح كل الأفكار على الطاولة بشفافية ونزاهة، وبهدف يتمثل بالوصول إلى أرضية مشتركة وقناعة حقيقية لدى هؤلاء الشباب بمن يحاورهم، بحيث تتعزز الثقة لدى كل الأطراف، وعليه يتم النقاش حول الأفكار مثار الخلاف، ومحاولة إقناع جادة ومنطقية دون تهديد أمني أو فرض رأي رسمي، هنا يمكن الوصول إلى نتيجة ملموسة على الأرض".

واستبعد فراج أن يحدث ما تم طرحه في عهد السيسي؛ "لأنه لا يؤمن سوى بالرؤية الأمنية في سياق تاريخ من القمع مارسته الحكومات المختلفة على أصحاب الفكر والرأي، وهو ما يعزز مخاوف الشباب، وعدم إقبالهم على مشروعات من قبيل ما يطرحه وزير الأوقاف أو أي جهة حكومية أخرى".

"عري الأفكار السلبية "

من جانبه، قال رئيس حزب البديل الحضاري، أحمد عبد الجواد، عضو المجلس الثوري: "يجب التأكيد على أن وزير الأوقاف الحالي مخبر بدرجة وزير، فهو الوحيد الذي ظل محتفظا بوزارته منذ الانقلاب العسكري في 2013، ودلالة هذا أنه ينفذ كل التعليمات التي ترد له من الأجهزة الأمنية بحذافيرها، ومن ينظر لقراراته يجد أنها تمثلت في رفد وإيقاف وإقصاء آلاف الأئمة والدعاة والخطباء، إضافة إلى تماهيه المطلق مع قائد الانقلاب".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "قرار مختار جمعة بإنشاء إدارة خاصة بالدعوة الإلكترونية يعدّ استمرارا لسياسة تدجين الأئمة وإلجامهم؛ كي يتم القضاء على دور المساجد في تربية النشء، وكذلك السيطرة على عقول شبابنا وبناتنا، وغرس الأفكار السلبية المتصهينة لخدمة مشروع السيسي الذي أتى من أجله".

وحول المقصود بالشباب المتطرف في نظر مختار جمعة، قال عبد الجواد :"هم كل من يخالفه الرأي، وكل من يتمسك بالإسلام شرعا وشرعية ومنهاجا، ويرفض الظلم والاستبداد والفساد والطغيان الذي تمارسه الدولة ضد مواطنيها".
التعليقات (5)
rmb
الأحد، 19-04-2020 11:40 م
هل تذكرون رسم الإرهابي الملتحي الذي نشروه السنة الماضية؟ إذا كان هذا مثله فهو مشروع لتشجيع التطرف والحث عليه.
ابوعمر
الأحد، 19-04-2020 02:16 م
أنتم من الأسباب الرئيسية للتطرف والارهاب أيضا.........شكلك وهرطقاتك ونباحاتك تولد في نفسي التطرف والغلو....غيابكم وعدم ظهوركم قد يخفف من التطرف....
جمال الجمال
الأحد، 19-04-2020 09:46 ص
خطوة جديدة من السيسي في حربه ضد الدين الاسلامي , ولا يستبعد ان ينشيء لهم السيسي بالتعاون مع اصحاب العمم دين جديد .
عليوة افندي
الأحد، 19-04-2020 08:44 ص
المنصة دي من تأليف وإخراج سيدي الامام السيسي، اقصد جهاز المخابرات االسيساوي، لان السيسي ما يعرفش يعمل اي حاجة ولا حتى يقول جملة مفيدة
مصري
الأحد، 19-04-2020 07:58 ص
لعنة الله على المنافقين و الزنادقة اللهم ارنا فيهم يوما اسودا يارب العالمين .