قضايا وآراء

كورونا.. وحياة الفهد

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600

أثارت الفنانة الكويتية حياة الفهد بتصريحها الناري، بوجوب طرد العمالة الوافدة والمصريين من الكويت، غضب الكثيرين من العرب، وعلى رأسهم بالطبع مصر.

وهاجمت التصريح ذاك كل مواقع التواصل الاجتماعي، من فيسبوك، إلى تويتر، وإنستغرام إلى آخره، مع أن حياة الفهد عادت واعتذرت بمقابلة مع وائل الإبراشي في برنامجه المعروف. وأوضحت أن إهانة المصريين أمر مستبعد تماما، وأنها تُكن للمصريين كل الحب والاحترام، وأنها لم تقصد بتصريحها؛ سوى أولئك الذين يراكمون الحالة السلبية والاستنزاف، وأولئك هم عالة على أي مجتمع. وأكدت أنها لم تقصد من قريب أو من بعيد إهانة المصريين.

طبيعي أن يُفهم كلام صَرّح به أحدهم، بشكل خاطئ، أو يُعتقد أنه موجه لفئة بعينها، ولكن غير الطبيعي أنه بالرغم من اعتذار حياة الفهد وتوضيحها لما تقصد وجديتها في شرح ملابسات التصريح، ومن المستغرب أن الهجوم لم يتوقف عليها، ناعتا شخصها بأحط الصفات.

 

وبدأت الردود تحمل معايرات من نوع: إننا (أي المصريين) الذين قدّموا كل الحضارة لأهل الكويت الشقيق، بل إنهم هم الذين أنهوا احتلال صدام للكويت و.. و.. وأنه لولا المصريين لأصبحت الكويت المحافظة رقم كذا للعراق.. وأن المصريين هم الأفضل، هم الأشجع، هم الأذكى، هم أصحاب حضارة سبعة آلاف سنة.

استمر هذا الخطاب العنصري الشوفيني، والذي أُطلق بغير وجه حق، على سيدة عربية ونجمة، لا يُشق لها غبار بالخليج. انسحب أيضا الهجوم على كل الإخوة الأشقاء الكويتيين.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا هذا الإصرار على إدانة سيدة ظهرت على مرأى ومسمع الجميع، في الإعلام، وفي إعلامنا المصري؛ لكي توضح ما قالته، ولتؤكد أن هناك لبسا في التصريح أدى للفهم الخاطئ، لما قالته، وأنها تعتذر للمصريين؟

ولماذا هذا التصميم على إدانتها؟ ولماذا هذا التصميم على خطاب الكراهية، والعنصرية والشوفينية، المرفوض على كافة الأصعدة، سواء كانت السيدة مخطئة أم لا؟ لماذا هذا التنمر؟ ولمَ هذه القسوة غير المبررة؟

حقيقة؛ إن أشد ما أزعجني، هذا الخطاب الشعبوي والكلام الديماغوجي الكريه الذي لا يقود إلا للشحن والتوتر والكراهية. أخشى ما أخشاه أن يؤدي استمرار هذا النهج بالمجتمع إلى هوة سحيقة سنندم جميعا عليها. ولهذا أحلم وأطمح لبلادي أن تنتشر فيها أجواء أكثر استنارة ووعيا بقيم الحق والخير والجمال.

التعليقات (0)