ملفات وتقارير

الإطاحة برؤساء هيئات إعلامية.. هكذا بدأ وزير إعلام مصر عمله

تقرر ضم الإعلامي بقناة TeN عمرو عبدالحميد للمجلس الأعلى للإعلام- جيتي
تقرر ضم الإعلامي بقناة TeN عمرو عبدالحميد للمجلس الأعلى للإعلام- جيتي

قال مصدر صحفي بالمجلس الأعلى للإعلام المصري إن الرد على سؤال رئيس المجلس، مكرم محمد أحمد، عن طبيعة وصلاحية دور وزير الدولة للإعلام جاءه سريعا من خلال "الإطاحة به هو وآخرين سواء من رئاسة الهيئات الثلاثة أو عضويتها".

وأثارت إعادة وزارة الإعلام بالحكومة المصرية بعد خمس سنوات من إلغائها، وفقا للدستور، واستبدالها بهيئات إعلامية وصحفية تنفيذية مستقلة، تساؤلات وتكهنات بشأن دور الوزير الجديد، الوزير الأسبق لوزارة الإعلام في عهد المجلس العسكري، أسامة هيكل.

وكشف المصدر لـ"عربي21" أن "هناك ثمة حركة تغييرات في الهيئات الإعلامية الثلاثة، سيجريها الوزير الجديد بتفويض مفتوح من السيسي، سواء بإصدار قانون من عدمه يوضح صلاحيات وزير الدولة الجديد، وأن التغييرات ستدخل حيز التنفيذ قريبا".

وأثارت تصريحات رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الصحفية، مكرم محمد أحمد، بشأن طبيعة وزارة الإعلام التي قال فيها "إن هيكل وزير بلا وزارة"، وإن "القانون لا يوضح اختصاصاته، ولا علاقته بالمجلس" جدلا في وسائل الإعلام المصرية.

 

اقرأ أيضا: هل ينجح وزير الإعلام الجديد بما فشل به نجل السيسي ؟

وأضاف في تصريحات صحفية، على موقع "مصراوي" الإلكتروني، "نريد أن نفهم طبيعة العلاقات والاختصاصات والتشابكات بين وزير الدولة للإعلام والمجلس والهيئتين حتى تسير الأمور بسلاسة".

ذراع إعلامي عسكري جديد

ويعتبر منصب "وزير الدولة" هو منصب سياسي وليس تنفيذيا، ولا يملك هيئات أو مقرات أو موظفين، لكنه يمثل الحكومة في الداخل أو الخارج، وليس له سلطة تنفيذية على أرض الواقع.

ومنذ إلغاء وزارة الإعلام في 2014، ينظم شؤون الإعلام في مصر، ثلاث جهات هي: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام.

وأوضح المصدر لـ"عربي21" أنه "تقرر تصعيد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، الكاتب الصحفي كرم جبر لمنصب رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خلفا للكاتب الصحفي، مكرم محمد أحمد، الذي ناهز الثمانين من عمره بسنوات".

وأشار إلى أن "هيكل لا تربطه علاقة قوية بمكرم ولا بجميع الفريق الإعلامي والصحفي في الهيئات الإعلامية والصحفية الثلاث، وأنه سيضع بصماته الخاصة، وجلب شخصيات يثق فيها لإدارة وتنظيم المشهد الإعلامي، وسيعمل بقوة على كسب ثقة الرئيس".

وأكد أن "صلاحيات هيكل ستكون بمثابة تعليمات لجميع الجهات الإعلامية الثلاث، بالإضافة إلى تنسيق المواقف الإعلامية للوزارات المختلفة والدولة المصرية بما فيها هيئة الاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية بهدف توحيد الرؤية الإعلامية وعدم تضاربها، ومعبرا عنها".

وكشف مصدر إعلامي آخر بقناة TeN المصرية الممولة من الإمارات، ويشرف عليها القيادي المطرود من حركة فتح، محمد دحلان، أنه "تقرر ضم الإعلامي بالقناة عمرو عبدالحميد للمجلس الأعلى للإعلام، الذي بات مقربا من دوائر الإعلامية للسيسي، وتواجده مع السيسي أثناء زيارته لمدينة الفيوم قبل أيام".

ملف الإعلام ..عسكري بامتياز

 

وعلق الكاتب الصحفي، خالد الشريف بالقول: "منذ الانقلاب على الشرعية ونحن نعيش في ظل سلطة لا تحترم دستور ولا قانون، وتقيم نظام طغيان أقرب إلى العصابة وليس الدولة، لذلك هناك تضارب وارتباك في المشهد السياسي في ظل حكم السيسي بسبب التنافر وعدم التنسيق بين مؤسسات الدولة".


وأوضح لـ"عربي21" أن "الاختلاف بدا واضحا خلال الأيام الماضية بعودة أسامة هيكل وزيرا للإعلام بعد إلغاء هذا المنصب (...) خاصة هيكل محسوب على المؤسسة العسكرية وليس على السيسي، ويتضح مشهد الصراع بين أفراد العصابة بعودة حجازي وصبحي والإفراج عن عنان، في الوقت الذي تم إبعاد نجل السيسي عن المخابرات المسؤولة عن ملفات عدة من بينها الإعلام".


اقرأ أيضا: البرلمان المصري يوافق على تعديلات وزارية محدودة

ووصف ما يجري في الإعلام بإعادة تدوير المناصب، قائلا: "لكن ليس هناك ثمة تغيير في المشهد فهؤلاء يتصارعون على السلطة ويتفقون على الاستبداد (...) فعودة هيكل لمنصب وزيرا للإعلام هو إعادة الهيمنة والسيطرة للمؤسسة العسكرية على المشهد الإعلامي واستبعاد المقربين من السيسي".

تدوير الوجوه الإعلامية


بدوره، قال المدير العام لقناة مكملين الفضائية المعارضة، أحمد الشناف: "إن ملف الإعلام تتخطفه جهات عدة لتحقيق مكاسب مادية وليس لإرسال رسالة هادفة وواضحة، لذلك نجده يتنقل من جهة لأخرى دن أن يحقق الحد الأدنى من تطلعات النظام نفسه".

وأوضح لـ"عربي21": "كما تخلص نظام السيسي من رجاله الواحد تلو الآخر في العديد من المؤسسات، يتخلص منهم اليوم في مجال الإعلام، ولكنه يفتقر للبوصلة الحقيقية وهي مخاطبة الشعب، والتعبير عن مشاكلهم وأزماتهم؛ لأنها لا تعنيه ولا تعني إعلامه الذي يبحث عن التقرب للسلطة وإرضائها بأي ثمن حتى لو على حساب مهنتهم".

وأكد أن "المشكلة أكبر من تعيين وزير أو تغيير رؤساء هيئات إعلامية؛ لأنها بمثابة إعادة تدوير مناصب، وسبوبة لكل ذي منصب جديد، فأين هو مناخ الحريات في مصر الذي يسمح للإعلاميين بالعمل الصحفي والإعلامي بدون خوف على حياتهم، فبطش النظام وأذرعه الأمنية لم يترك أحدا إلا وتعرض له".

التعليقات (0)