ملفات وتقارير

كيف تقلصت خريطة مؤيدي السيسي بعد فيديوهات الفساد

حشمت: في حال سحب الجيش دعمه للسيسي فإنه لن يجد مؤيدين له- جيتي
حشمت: في حال سحب الجيش دعمه للسيسي فإنه لن يجد مؤيدين له- جيتي

أكد مختصون بالشأن المصري، أن استخدام نظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي لمجموعة من الممثلين المثيرين للجدل للدفاع عنه، يرسم خريطة الفئات والهيئات التي تدعم السيسي، والأخرى التي تترقب نهاية المشهد الحالي.

وأشار المختصون إلى أن الفيديو الذي بثته الراقصة فيفي عبده، ومن قبله الفيديو المفبرك للممثل المثير للجدل محمد رمضان ضد قناة الجزيرة، وأغنيته الداعمة للسيسي، ثم الفيديو الآخر لزميله أحمد فولكس، ودعوة حزب مستقبل وطن للتظاهر يوم الجمعة المقبل دعما للسيسي، تشير لانحسار خريطة داعمي السيسي في جهات معينة، أبرزها الممثلين، والأحزاب الموالية له بالبرلمان.

وحسب الذين تحدثوا لـ"عربي21" فإن السيسي يريد أن يرسخ أن الصراع ليس ضده وإنما ضد الجيش، وأن المظاهرات التي خرجت يوم الجمعة الماضي، ويتوقع استمرارها يوم الجمعة المقبل، ليست ضده، وإنما ضد القوات المسلحة التي يمثلها السيسي.

ويرى المختصون أن نفس الفئات التي أعلنت تأييدها للسيسي، هي نفسها التي وقفت مع الرئيس المخلوع حسني مبارك أثناء وبعد ثورة 25 يناير 2011، وهي الفئات التي تعتبر أي ثورة شعبية ضد مصالحها، ويجب عليهم مواجهتها، باعتبارهم صمام الأمان للدولة العميقة التي أسسها مبارك.

وكان الراقصة فيفي عبده أطلقت عبر حسابها بـ "انستغرام"، مقطع فيديو انتقدت فيه محمد علي والداعين لرحيل السيسي، واعتبرت أن الهدف منها تحويل مصر للحالة الليبية واليمنية والسورية، كما قام محمد رمضان بإطلاق أغنية بمهرجان الجونة السينمائي، أشاد فيها بالقوات المسلحة، واعتبرت دعوات رحيل السيسي خيانة لمصر.

القوى الناعمة

وفي توصيفه للفئات الداعمة للسيسي يرى الباحث السياسي أحمد الشافعي أنها تنقسم لعدة فئات مستفيدة من استمرار الوضع الراهن، وهؤلاء يتصدرهم "رجال الشرطة والقضاة الداعمين للسيسي، والعديد من القوى الناعمة الأخرى ذات التأثير الجماهيري لدى فئات بعينها من الشعب، وليس كل الفئات".

ويؤكد الشافعي لـ"عربي21" أنه إذا رفع الجيش يده عن السيسي فإن هذه الفئات سوف "تدعم أي رئيس جديد، شرط أن يكون من داخل النظام المتحكم بمفاصل الدولة، ولن تقبل بأي شخصية من خارج هذا النظام سواء كانت إسلامية أو مدنية أو ليبرالية، طالما لم تخرج من تحت عباءة الجيش والأجهزة السيادية المتحكمة والنافذة".

وحسب الباحث السياسي، فإن هذه الفئات "سوف تظل القوام الصلب للدولة العميقة، التي تعتبر حجر عثرة أمام أي تغيير سياسي أو اجتماعي في المنظومة العامة للدولة"، مشيرا إلى أنه رغم قوة هذه المنظومة، إلا أنه من الواضح أنها "تعاني من خلل داخلي، بين مؤيد للسيسي، ومنتظر لما سوف تسفر عنه الأحداث".

وعن أبرز القوى الناعمة يوضح الشافعي، أنها تنحصر حاليا بين الكنيسة والأزهر والإعلام، والعاملين بمجال الفن والسينما، وبعض رجال الأعمال، الذين لهم مصالح مع النظام الحالي، مشيرا إلى أن "الكنيسة حتى الآن لم تدخل على الخط انتظارا لما سوف تؤول إليه الأحداث، بخلاف الأزهر الذي ينأى بنفسه عن الأزمة بشكل كامل نتيجة الخلاف مع السيسي".

ويشير الشافعي إلى أنه رغم سيطرة نظام السيسي على الإعلام، إلا أنه خارج حدود صالات التحرير فإن للصحفيين رأي ضد السيسي، وهو ما يبرر حملات الاعتقالات التي طالت عددا منهم أثناء تغطية أحداث الجمعة الماضية، كما أن كتابات العديد منهم على مواقع التواصل الاجتماعي تمثل صداعا للسيسي، بالرغم من أن دسمها السياسي ضعيف للغاية.

 

اقرأ أيضا: حسن نافعة: استمرار حكم السيسي يقود مصر إلى كارثة

"أحزاب كرتونية"

ويتفق وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري سابقا، محمد جمال حشمت مع الرأي السابق، وأنه في حال سحب الجيش دعمه للسيسي، فإنه لن يجد مؤيدين له على المستوى الشخصي باستثناء بعض الشخصيات التي احتلت الساحة السياسية والاقتصادية والفنية، باعتبارهم جيل السيسي الذي كان يتم صناعته.

ويؤكد البرلماني السابق لـ"عربي21" أنه بمقارنة بسيطة في موقف قطاع المثقفين الذي يضم الكتاب والنقاد والممثلين والمخرجين، فإن "تأييدهم للسيسي في مرحلة ما قبل الفيديوهات الأخيرة، أضعف بكثير من مرحلة ما بعد الفيديوهات، وهو ما يشير إلى أن هذا القطاع الذي يعد الأبرز بين قوى التأثير الناعمة في حالة ارتباك مرتبطة بارتباك الأجهزة السيادية التي تحرك المشهد الحالي".

ووفق حشمت، فإن هناك قطاعات أخرى سوف تظل على تأييدها للسيسي حتى يرحل، وهم أحزاب البرلمان الكرتونية التي صنعتها أجهزة المخابرات، وتحديدا محمود السيسي نجل رئيس الانقلاب، وهي نفسها الأحزاب التي دعت لمليونية حاشدة بميدان رابعة العدوية يوم الجمعة المقبل، لتأييد السيسي والرد على مليونية الرحيل.

ويرى حشمت أن محاولات السيسي حصر الأزمة ضده في الإخوان المسلمين، سوف تأتي بنتائج عكسية، في ظل قناعة عموم الشعب أن رئيس الانقلاب لا يسمعهم ولا ينظر إليهم، وفي الوقت الذي يدفعون فيه ضريبة الديون والفقر والفشل، يقوم آخرون بالتمتع بهذه الديون في بناء القصور.

اقرأ أيضا: عقب حديث السيسي بالأمم المتحدة.. #ليس_رئيسي يتصدر تويتر

التعليقات (0)