ملفات وتقارير

مستشرق إسرائيلي: أجواء مصر اليوم تشبه أجواء ما قبل 25 يناير

بلانغا: احتجاجات الربيع العربي 2011 ضد المخلوع الفاسد حسني مبارك تكررت يوم الجمعة الماضية- جيتي
بلانغا: احتجاجات الربيع العربي 2011 ضد المخلوع الفاسد حسني مبارك تكررت يوم الجمعة الماضية- جيتي

قال مستشرق إسرائيلي إن "المظاهرات المصرية الأخيرة تعود دوافعها إلى الظروف الاقتصادية السيئة وغياب الديمقراطية في مصر، ولكن لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحكم مسبقا بالمنظومة القضائية والبيروقراطية والأجهزة الأمنية، فمن الصعب أن تسمح جميع هذه المؤسسات بحصول ثورة تطيح به".


وأضاف أودي بلانغا في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أن "المتظاهرين المصريين نجحوا في استغلال المباراة الرياضية الأخيرة للتعبير عن احتجاجاتهم السياسية ضد النظام، وهو ما تكرر سابقا في ثورة يناير الأولى 2011، حيث جرت العادة المصرية أن تنطلق المظاهرات الاحتجاجية من الملاعب الكروية، دليلا على مدى ارتباط السياسة بالرياضة".


وأشار إلى أن "احتجاجات الربيع العربي 2011 ضد المخلوع الفاسد حسني مبارك تكررت يوم الجمعة الماضية، حين خرج المئات والآلاف من المصريين إلى شوارع القاهرة والإسكندرية والسويس ومدن أخرى تهتف ضد السيسي، عقب مباراة القمة بين فريقي الأهلي والزمالك، وقد حرض على انطلاق هذه المظاهرات رجل الأعمال المصري محمد علي المقيم في إسبانيا".


وأوضح بلانغا، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بار-إيلان، وخبير الشؤون المصرية، أنه "عند البحث في أسباب المحتجين والمتظاهرين المصريين في الأيام الحالية من أيلول/ سبتمبر 2019، فمن الصعب أن نعثر على فروقات جوهرية عن أسباب ثورة يناير 2011، ويمكننا التركيز في مسألتين أساسيتين دفعتا المصريين إلى التظاهر في المدن المصرية".


وأكد أن "السبب الأول يكمن في أن السيسي تحول -مثل مبارك- إلى زعيم أوحد، ونظامه ليس متزعزعا، وفي آذار/ مارس 2018 حين أنهى ولايته الرئاسية الأولى انتخب من جديد بنسبة 97% لولاية رئاسية ثانية، دون أن يسمح بوجود معارضة فاعلة تنافسه بصورة جدية".


وأشار إلى أنه "في شباط/ فبراير الماضي صادق البرلمان المصري على جملة إصلاحات تمكن السيسي من البقاء رئيسا حتى العام 2034، ما يعني أن نشوء نظام ديمقراطي من مصر بات حلما بعيد المنال".


وأوضح أن "السبب الثاني هو الموضوع الاقتصادي، فما زالت مصر ذات المئة مليون تعيش أزمة اقتصادية خانقة، ومعدل الأجور الشهرية يتراوح بين ألفي جنيه، أي 120 دولارا، ومعدل البطالة الرسمي يصل إلى 8%، لكن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، وواحد من كل ثلاثة مصريين يعيش تحت خط الفقر، ويعيش بأقل من 1.5 دولار يوميا".


وأشار إلى أنه "رغم استمرار المظاهرات في المدن المصرية الكبرى، فربما يبدو أن السيسي غير قلق، أو على الأقل ليس لديه من الأسباب ما يقلقه، لأنه يدير تحت قيادته القوة الأساسية لأجهزة الأمن والمنظومة القضائية والأدوات البيروقراطية، وجميع هذه المكونات داعمة للسيسي، وتغطيه كليا بصورة كاملة".


وختم بالقول إن "إجراءات السيسي دفعت بإطلاق هذه المظاهرات، فقد قام بتقليص الإعانات للطبقات الفقيرة، ورفع معدلات الضرائب، ويشن حربا طاحنة على الجماعات الإسلامية في سيناء، وعمل على تقليص المد الإسلامي في مصر، واللافت أنه حين بنى لنفسه قصورا باهظة الثمن، واجه انتقادات كبيرة بأنها تبذير للمال العام، لكن السيسي اعتبرها من مظاهر قوة النظام تمهيدا لإعادة مصر إلى عهود أم الدنيا".

التعليقات (0)