ملفات وتقارير

ما حقيقة الصراع بين رئاسة "الحشد" وقيادات موالية لإيران؟

الوندي رأى أن الموالين لإيران يريدون جر العراق لحرب نيابة عنها- تويتر
الوندي رأى أن الموالين لإيران يريدون جر العراق لحرب نيابة عنها- تويتر

أشارت التصريحات المتناقضة بين رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس بشأن الجهة  المسؤولة عن هجمات طائرات بدون طيار على مواقع للحشد إلى وجود صراع خفي على النفوذ داخل التشكيل العسكري بعد دمجه بالقوات المسلحة.

وكان رئيس الحشد الشعبي، فالح الفياض، تبرأ قبل أيام من اتهام نائبه، أبي مهدي المهندس، القوات الأمريكية بالسماح بدخول أربع طائرات إسرائيلية مسيرة، لاستهداف مقرات عسكرية عراقية.

ونسبت وسائل إعلام محلية بيانا لـ"الفياض"، أكد فيه أن تصريحات نائبه "لا تمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي، وأن القائد العام للقوات المسلحة أو من يخوله هو المعبر عن الموقف الرسمي للحكومة العراقية وقواتها المسلحة".

الكاتب العراقي هارون محمد رأى في مقال كتبه لـ"عربي21" أن تصريحات المهندس، ورّد الفياض عليها، لا يمثل تعارضاً، في الرأي، بين الإثنين، عن طبيعة الحشد ومسؤولياته وارتباطاته فحسب، وإنما يعكس جملة من التناقضات بينهما، في كيفية قيادة الحشد، وإدارة شؤونه، بعضها ظهر في الفترة السابقة، حول إعادة تنظيم الحشد وتأهيله.

 

إقرأ أيضا: من يغلب من في قيادة الحشد الشعبي.. المهندس أم الفياض؟

وأشار إلى أن تصرفات المهندس الأحادية، في قيادة الحشد، وتهميش رئيسه الرسمي فالح الفياض، وتجميد عشرات الضباط الذين نسبهم رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي للعمل والمشورة في غرفة عمليات الحشد، أعطت انطباعاً، بأن أبا مهدي، هو القائد الحقيقي والفعلي للحشد، وأن الحكومة هي مجرد، غطاء سياسي ومالي فقط، وليس من حقها، التدخل في شؤونه، أو إصدار الأوامر إليه.

وأضاف: "إذا صدقت الأنباء بأن زعيم مليشيا (بدر) هادي العامري، بات يقف إلى جانب ابن عمه في العشيرة، فالح الفياض، ضد أبي مهدي المهندس، فإن ذلك يمثل تحولاً سياسياً وعسكرياً، لمصلحة الفياض، ويضمن شيئاً من التوازن في القوى، بين رئيس هيئة الحشد، المدعوم من الحكومة العراقية وقواتها العسكرية النظامية، وبين نائبه الذي يحظى بدعم الحرس الثوري الإيراني".

 

إنهاء الجدل

النائب في البرلمان العراقي وعضو لجنة الأمن والدفاع، عمار طعمة الحميداوي قال: إن قضية استهداف مقار الحشد الشعبي "اعتداء على مؤسسة قانونية، لكن فتح الباب أمام الانقسامات والتقاطعات العراق في غنى عنه".

وقال الحميداوي لـ"عربي21": إن على الحكومة العراقية "إنجاز تحقيقها بشكل سريع والتحقق من هوية الجهة التي أرسلت الطائرات، لإنهاء اختلاف التقييمات وانقسام المواقف والتصريحات، والالتفات لتوحيد الصف الداخلي بدلا من فتح باب للتصارع".

وأشار إلى أن بيان الرئاسات الثلاث، والذي حدد مرجعية أي قوات مسلحة في العراق، وتبعيتها للدولة، "وضع النقاط على الحروف بهذا الشأن تجنبا لأي ردود فعل خارج السياقات القانونية، وللالتزام بالسياق العامة في هذه المسائل".

ورفض الحميداوي "الخروج عن مرجعية الدولة في أي رد فعل أو إطلاق تصريحات، وانتظار الموقف الحكومي لتكون المرجعيات واضحة لكافة القيادات العسكري والمدنية".

 

موالون لإيران

أستاذ العلوم السياسية والمحلل العراقي الدكتور مؤيد الوندي، أشار إلى أن التصريحات التي انطلقت قبل أيام من الحشد و"خاصة الموالين لإيران، تشير إلى اعتقاد بوجود نية أمريكية لخلق احتراب طائفي".

وأشار الوندي إلى أن بيان الرئاسات الثلاث قبل أيام، والذي تحدث عن التحقيق في الجهة التي أرسلت الطائرات هو رد طبيعي، على بيان أبو المهندس.

وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن جميع المكونات العراقية ترفض أن تكون البلاد ساحة حرب متقدمة لإيران، فضلا عن اقتحامها في حرب لا مصلحة لها بها، أو أن تكون جزءا من اعتداء غربي على دول الجوار.

وأكد على أن المشهد في العراق يظهر فيه حالة من الفوضى وانعدام التنسيق، وخروج تصريحات وفق أهواء ومصالح شخصية، مشددا على أن هذا الوضع "نتيجة للإخفاق في تحديد طبيعة ما جرى، وهل هي عمليات داخلية أو هجوم خارجي".

 

إقرأ أيضا: الحشد الشعبي يتبرأ من تصريح المهندس حول قصف مقراته بالعراق

وأضاف: "أبو المهندس توصل لنتيجة حول مصدر الهجوم والحكومة تريد إجراء مزيد من التحقيقات، وهذا الوضع يثير الوضع داخلي ويوحي بأن هناك من يريد جر العراق لحرب لا وجود لها إلى جانب إيران".

وتابع: "من يريد خوض قتال لصالح إيران فليذهب إلى إيران، ويبدأها من هناك، لأن العراق بلد أصابه الكثير نتيجة الحروب، ويحتاج فترة نقاهة والعراقيون بدأوا بالتفكير في مصالحهم الداخلية، والنأي بأنفسهم أن يكونوا طرفا بأي حرب".

التعليقات (0)