هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن أهمية تحرك الكونغرس لإنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن. وعلى الرغم مواجهة السعودية للكثير من اللوم والإدانة على خلفية اغتيال خاشقجي والحرب الكارثية في اليمن، إلا أنها لا تزال تحظى بدعم الرئيس الأمريكي.
وقال في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مساعديه قد بينوا أنهم لا يؤيدون عزل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وعموما، يعتبر الكونغرس الوجهة المثلى لإيقاف هذه الأزمة.
وأفاد الموقع بأن إدارة ترامب تعمل على إنهاء الحرب التي تقودها السعودية في اليمن من خلال وقف تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود. وقد أعلن البيت الأبيض عن هذا القرار في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر كرد على مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
اقرأ أيضا: ما دلالات وقف التحالف بقيادة السعودية لمعركة الحديدة؟
علاوة على ذلك، يدعو هذا الإعلان إلى وقف إطلاق النار في الحرب، التي تشنها الرياض وحلفاؤها ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ آذار/ مارس سنة 2015.
وحتى الآن، استجاب السعوديون وشركاؤهم، خاصة الإمارات العربية المتحدة، لدعوات وقف إطلاق النار. لكن التحالف الذي تقوده السعودية جدد هجومه ضد مدينة الحديدة الساحلية، التي تعد مدخلا لقرابة 80 في المائة من واردات اليمن من الغذاء والوقود والواردات الأخرى. ومن جهتها، حذرت الأمم المتحدة من أن تعطيل دخول المساعدات إلى ميناء الحديدة يمكن أن يؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.
وبين الموقع أن وقف تزويد الطائرات السعودية بالوقود في الجو لا يكفي لوقف الصراع. فبالإضافة إلى تقديم المساعدة الإستخبارية، سارعت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات تقدر بمليارات الدولارات من الصواريخ والقنابل وقطع الغيار لمساعدة الجيش السعودي في مواصلة القصف، التي بدأت في عهد الرئيس باراك أوباما. والجدير بالذكر أن إدارة أوباما وترامب لم تفرضا ضغوطا كافية على السعوديين للتفاوض من أجل الوصول إلى تسوية سياسية مع الحوثيين لإنهاء الحرب.
وأفاد بأن الرياض تخضع للمراقبة فيما يتعلق بأفعالها في حرب اليمن منذ أن اغتال عملاء سعوديون خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر. والجدير بالذكر أن الاحتجاجات الدولية أجبرت إدارة ترامب على إعادة النظر في تحالفها مع المملكة، وخاصة مع ولي العهد. في المقابل، أوضح ترامب وكبار مساعديه الكبار أنهم ما زالوا يدعمون الأمير ولن يؤيدوا قرار عزله.
وأورد الموقع أن السعوديين يشعرون بالضغط الشديد بسبب القرارات التي سيتخذها الكونغرس الأمريكي، فقد حاول كل من الديمقراطيين والجمهوريين تقليص حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة للسعوديين وحلفائهم.
ومع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب في الانتخابات النصفية التي جرت في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، سيتمكن المشرعون الديمقراطيون من ممارسة المزيد من الرقابة على التدخل العسكري الأمريكي في اليمن عندما يتولون السلطة في كانون الثاني/ يناير.
علاوة على ذلك، أغلق الجمهوريون في مجلس النواب مؤخرا باب التصويت على قرار اتخذه الديمقراطيون، يستند إلى قانون صلاحيات الحرب لسنة 1973، قائلين إن الكونغرس لم يأذن أبدا بدعم الائتلاف السعودي. وقد دعا هذا الإجراء إلى إنهاء المساعدة العسكرية وأمر ترامب بسحب عدد من القوات الخاصة الأمريكية الموجودة على طول الحدود اليمنية السعودية.
وأشار الموقع إلى أن الحرب في اليمن تسببت في كارثة إنسانية. فقد أفاد مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها إلى أن أكثر من 57 ألف شخص، من بينهم مقاتلين، قد لقوا حتفهم منذ كانون الثاني/ يناير سنة 2016. كما تركت الحرب أكثر من 22 مليون شخص، أي 75 بالمائة من سكان اليمن في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فضلا عن إصابة 1.1 مليون شخص بالكوليرا.
وقبل مقتل خاشقجي، لم تبد إدارة ترامب استعداد كبيرا للضغط على الرياض بسبب الحرب في اليمن. وفي أيلول/ سبتمبر، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو للكونغرس أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تحاولان التقليل من عدد القتلى المدنيين فضلا عن التعجيل بتمكين تسليم المساعدات.
لذلك، طلب الكونغرس من الإدارة أن تجعل هذه الشهادة شرطًا مسبقًا للبنتاغون لمواصلة تقديم المساعدة العسكرية. لكن مطالبة بومبيو تناقضت مع معظم المراجعات المستقلة للحرب، بما في ذلك التقرير الصادر في آب/أغسطس من قبل مجموعة من خبراء الأمم المتحدة. فقد أفاد التقرير أن كلا من الحوثيين والتحالف، الذي تقوده السعودية مسؤولون عن جرائم الحرب، لكن السعوديين وحلفاءهم هم أكثر من تسببوا في قتل المدنيين بسبب غاراتهم الجوية.
اقرأ أيضا: كوركر: المؤشرات تفيد بأن ابن سلمان أمر بقتل خاشقجي
وقال الموقع إنه بعد مقتل خاشقجي، كتب سبعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي رسالة إلى بومبيو، شككوا من خلالها في تصريحه الذي يفيد أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تقومان بما يكفي لمنع وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.
وفي غضون ذلك، عمد السناتور بوب ميننديز، العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إلى منع الإدارة من المضي قدماً في تنفيذ صفقة بمليارات الدولارات لبيع 120 ألف صاروخ وذخيرة أخرى للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن إدارة ترامب تحاول احتواء الغضب الدولي ضد السعودية من خلال الحد من بعض المساعدات العسكرية الأمريكية. لكن في حال لم يفرض ترامب عقوبات قاسية ضد ولي العهد، فسيتعيّن على الكونغرس الأخذ بزمام المبادرة بدلا عنه.