تمر علينا في هذه الأيام ذكرى الثلاثين من يونيو، وذكرى اليوم الأول من رمضان، ولا بد أن أقف مع القارئ الكريم وقفة للاعتبار في هذين التاريخين الميلادي والهجري.
أخي المواطن المصري ...
أرسل إليك هذه الرسالة بمناسبة استمرار الحكم العسكري لفترة لن تطول بإذن الله، وهدفي منها تذكيرك ببعض حقوقك التي قد يشكك فيها بعض من يعتبرون الدولة ورئيسها أصناما تعبد من دون الله، وليس لي من غرض سوى أن نعيش جميعا حياة كريمة، لا فضل فيها لمصري على مصري إلا بالعلم والعمل..
صدر بيان القاهرة كصرخة في الصمت، صدر في أول أيام الصمت الانتخابي في مسرحية الانتخابات الرئاسية المزعومة، صدر في جو من الترقب المشوب بالإحباط، فارتفع سقف التوقعات، وكتبنا بيت شعر على جدار التفاؤل، وشاءت إرادة الله أن تثبت معارضي الانقلاب فجاءت المقاطعة صفعة على قفا النظام.
الأول: هل يعجبك الحال؟ ألم يكن عهد مرسي أحسن؟ عشنا عاما من الحريات لا مثيل له؟
الثاني: لا والله؟ فعلا؟ مرسي هو الذي منَّ علينا بالحرية؟ ألم يستلم البلد حرا؟ وجوده في الرئاسة نتيجة الحرية التي انتزعها الشعب بالدم، والنتيجة أنه سلمنا لانقلاب عسكري على طبق من فضة، هو المسؤول عن تدهور أحوال البلد..
يا أعضاء لجنة الخمسين ... وعدتمونا بالمَنِّ والسَّلْوى، وقلتم لنا إن دستوركم المزعوم هو دستور الحريات الذي ليس له مثيل في الأولين والآخرين. هجوتم دستور 2012، دستور (الإخوان)، وقلتم إنه دستور العبيد الذي سيحول مصر إلى دولة عنصرية طائفي
لماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من التخلف؟ كيف وصلت أزمة الوطن إلى هذا المنحدر؟ نحن على شفا جرف هار، وأصبحنا أمة منقسمة على نفسها، والكل خائف ... كيف وصلنا هنا؟
قلت قبل ذلك في مقالة لي هنا في موقع "عربي21" إن خبر ترشح عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية يعتبر خبرا سعيدا جدا، لأن ذلك يكشف حقيقة الانقلاب العسكري الذي نحن فيه، ويسهل علينا إسقاطه، ويزيل سائر الحواجز الوهمية التي تمنع خلق تكتل شعبي وطني قادر على إسقاط الانقلاب
استدانت حكومة الانقلاب العسكري في مصر مليارات الدولارات من دول أهمها السعودية والإمارات، وشمل ذلك معونات عينية أيضا، كالبترول والكيروسين، وبعض صفقات أسلحة مقاومة الشغب، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني.