كلّما ضاق الخناق على حفتر، ركض الثلاثي الأبرز في الصراع المتخفّي للمناداة بالحل السلمي، وصدّع العالم ببيانات زائفة حول وقف إطلاق النار وعبارات الأمن والسلم، غير آبهين بالسلم الدموي الذي أغرقوا فيه ليبيا.
الكورونا تعبث بالكرة الأرضية، تقدم الأولويات وتؤخرها، تختبر القرارات الدولية فجأة، تتنقل بين مدن العالم، واتخذت أولاً من يوهان الصينية عاصمة لها، واليوم باتت إيطاليا، والقارة العجوز، معظمها إن شئت، مركزاً للوباء، كما تقول منظمة الصحة العالمية.
لنا الحرية وعندنا حقوق للإنسان، ولكم الرصاص ومن بعدنا الطوفان، اليونان مدانة بأفعالها، وأوروبا شريكة بصمتها، غير أنها لم تتوقع أن سكوتها سيجلب لها أزمة أمام أبوابها ووراء أعتابها.
شظايا إدلب في كل مكان، عند حدود أوروبا وفي جنوب العاصمة الليبية؛ فبعد افتكاك حليفة أنقرة على أرض سوريا مدينة استراتيجية وهي سراقب، دخلت موسكو في وصلة "رقصة الديك المذبوح" وقصف -بيد حليفها- أعمى قتلت إثره 33 جنديا تركيا، وبدأت تصعيدا عسكريا بليبيا.
فرنسا الغارقة في دعم «أمير الحرب الليبي» خليفة حفتر تتهم اليوم تركيا بتعميق الأزمة هناك، وتبلغ الاتهامات مداها بين باريس وأنقرة، فتقول الأولى إن الثانية نكثت تعهداتها بمؤتمر برلين إزاء ليبيا، وترد الأخيرة باندهاش وتتساءل: من «يلقي الدروس بشأن ليبيا؟».
تتلقى الولايات المتحدة «شبه راضية» استهداف إيران لمنشأة وقاعدة عسكرية تابعة لها، وتصرح طهران بأن ضربتها تلك أصابت هدفها بنجاح وترضى بها رداً على قتل سليماني.
يسحب قواته من شمال سوريا، ثم يقول لا ضوء أخضر لأنقرة في عمليتها، "يحب المقاتلين الرائعين" الأكراد، وهو لم يتخلَّ عنهم، ويهدد في الوقت ذاته تركيا بعواقب اقتصادية إذا هاجمتهم بشكل "لا إنساني".