صدمك فيض الدماء فاستقلت، وفي هذا شيء من الإنسانية، يفسده التنصل من جرائم فادحة، شاركت في ارتكابها في حق الحرية والثورة والوطن، وهي - على ثقلها - يمحوها إقرار واحد واعتذار علني تتقدم به شجاعا واضحا
تستنسخ السلطة في مصر أدوات قمعها، فيستنسخ الناس شكل استسلامهم، ولهذا تتكرر الجرائم، ويصبح "التاريخ" مجرد سجل من صفحات معادة، لا من رآها يقرؤها، ولا من قرأها يتعلم منها، ومنها صفحات حرائق القاهرة، التي تشتعل دائما بيد السلطة ولمصلحتها، لكن "من يقرأ؟ ومن يسمع؟".
"انقضت العقبان على شرفات القصر الرئاسي خلال نهاية الأسبوع، فحطمت شباك النوافذ المعدنية بضربات مناقيرها، وحركت الزمن الراكد في الداخل برفيف أجنحتها، ومع بزوغ شمس يوم الإثنين، استيقظت المدينة من سبات قرون عديدة على نسمة رقيقة ودافئة، نسمة ميت عظيم ورفعة متعفنة".
يتجاهلون المنطق، كما يتجاهلون الوثيقة التاريخية الأكثر أهمية، التي نتناولها الأسبوع المقبل إن شاء الله، والتي تثبت أن الروس وأتباعهم من الأرمن هم من قتلوا المدنيين في مذابح واسعة.