بالتزامن مع تحقيقات الشرطة الإسرائيلية مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو حول شبهات فساد؛ توقع خبراء في الشأن الإسرائيلي تقديم موعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي، لتصبح خلال العام الحالي، بدلا من موعدها المفترض في آذار/مارس 2018.
وقال النائب العربي في الكنيست، يوسف جبارين، إن "كثرة الشبهات التي تحوم حول نتنياهو، ومستوى الأدلة الذي تكشفه التسريبات الناتجة عن التحقيق معه؛ انعكس على الساحة الانتخابية في إسرائيل".
وأضاف لـ"عربي21" أن "الأحزاب الإسرائيلية شرعت بفحص أوضاعها توقعا لإمكانية تقديم موعد الانتخابات"، لافتا إلى أن "رئيس الائتلاف الحكومي تحدث عن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة؛ إما خلال هذا العام أو العام القادم".
وأكد جبارين، عضو "
القائمة العربية الموحدة"، أن "أي تقصير لعمر هذه الحكومة اليمينية المتطرفة هو هدف لنا"، موضحا أن "القائمة الموحدة على استعداد لخوض هذه الانتخابات، وسنضع ثقلنا السياسي لمحاولة قلب موازين القوى، ومنع عودة هذا اليمين المتطرف إلى الحكم في إسرائيل".
وأشار إلى أن الوزير الإسرائيلي نفتالي بينت "لا يخفي طموحه في السعي للوصول إلى رئاسة الحكومة، فهو لا يزال غاضبا على نتنياهو منذ الانتخابات الأخيرة؛ لاعتقاده أنه سرق أصواتا كان من المفترض أن تصب في صالح حزب البيت اليهودي الذي يتزعمه".
وأوضح جبارين أن "بينت يريد أن يذهب إلى صناديق الاقتراع؛ لاعتقاده بأنه سيضاعف من قوة حزبه في الكنيست؛ بما سيمنحه القدرة على المناورة السياسية بشكل أفضل"، مؤكدا أن بينت من "القلائل المعنيين في الائتلاف الحكومي الحالي بتقديم موعد الانتخابات".
اقرأ أيضا: زلزال سياسي بإسرائيل إثر تسرّب محاضر جلسات الكابينت
تفكيك الكنيست
من جانبه؛ قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إبراهيم أبو جابر، إن الحكومة الإسرائيلية "غير مستقرة، وهناك ململة في الائتلاف الحكومي، وعدم رضا من قبل بينيت وجماعات المستوطنين، وخاصة بعد تفكيك مستوطنة عمونا، وملاحقة نتنياهو ومقربين منه قانونيا".
وأضاف لـ"عربي21" أن "هناك شبه إجماع في الرأي العام الإسرائيلي؛ على ضرورة أن يعلن نتنياهو عن
تفكيك الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة"، مبينا أن "كل المؤشرات تؤكد إلى أن إسرائيل تتجه نحو إجراء انتخابات مبكرة".
ولفت أبو جابر إلى أن استطلاعات رأي إسرائيلية "ترجح كفة رئيس حزب (يوجد مستقبل) عضو الكنيست يئير لبيد في الظفر برئاسة الحكومة القادمة، لكن يبقى الأمر منوطا بالتحالفات التي يمكن أن يتم التوصل إليها بين الأحزاب الإسرائيلية"، لافتا إلى أن "اجتماع وزير الدفاع السابق موشيه يعالون بلبيد مؤخرا؛ ربما يأتي في إطار التحضير للانتخابات المبكرة".
المعركة القادمة
واجتمع لبيد مطلع الشهر الجاري بيعالون، وتمت مناقشة إمكانية انضمام الأخير لحزب "يوجد مستقبل"، خاصة وأن لبيد يسعى لضم شخصية ذات خلفية عسكرية كبيرة في حزبه، في الوقت الذي حاول يعالون إقامة حزب جديد ليخوض الانتخابات الوشيكة، لكنه لم ينجح في جمع الأموال المطلوبة لذلك، وذلك بعد أن استقال من منصبه وزيرا للدفاع في أيار/مايو الماضي عقب نشوب أزمة وخلاف حاد مع نتنياهو، وفقا لموقع "i24" الإسرائيلي.
من جانبه؛ قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر؛ إنه "في ظل عدم الاستقرار السياسي والحكومي؛ فإن الكثير من المعطيات السياسية والحزبية داخل إسرائيل تشير إلى إمكانية الذهاب لانتخابات مبكرة"، مشيرا إلى أن "هناك من حدد موعدا لهذه الانتخابات في أيلول/سبتمبر القادم".
وأضاف لـ"عربي21" أنه "مع ذلك؛ فإن هذا الأمر يبقى منوطا بمدى قدرة نتنياهو المتشبث السلطة وكرسي الحكم؛ على الصمود أمام التحقيقات المتكررة معه"، مؤكدا أن "إسرائيل تعيش حروبا شرسة بين مختلف جنرالاتها ووزرائها".
اقرأ أيضا: فضائح إسرائيل تتوالى.. اتساع دائرة التحقيق في "فساد" نتنياهو
وأوضح أن "كل زعيم إسرائيلي يحاول أن يقتص من الآخر، ويثبت عدم صحة تفكيره السياسي والعسكري، وإخلاله بأمن المجتمع الإسرائيلي، وهذا كله من أجل تحصيل أصوات إضافية من معسكر اليمين المتطرف والمستوطنين".
وبيّن أبو عامر أن "المعركة الانتخابية القادمة ستكون بين اليمين المتطرف واليمين الإسرائيلي"، مضيفا أنه "قد لا يحصل الوسط واليسار الإسرائيلي على فرصة في الانتخابات القادمة".