أعلنت عشيرتا الجحيش والشرابية، في محافظة الحسكة، شمال شرقي
سوريا، عن دعمها لوحدات الحماية الشعبية الكردية بمئات المقاتلين العرب من أفرادها، للمشاركة تحت قيادتها في معركة
الرقة ضد
تنظيم الدولة، وذلك خلال اجتماع عقد بينهما في مقر القيادة الكردية.
وقال الشيخ علاء النايف، وهو أحد وجهاء عشيرة الجحيش بمنطقة الجزيرة السورية، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن الاجتماع الذي جرى منذ أيام بين ممثلي عشيرتي الجحيش والشرابية مع الإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي، جاء بهدف الإعلان عن انضمام مئات المقاتلين العرب إلى صفوف
الوحدات الكردية "للمشاركة في دحر تنظيم الدولة من مدينة الرقة".
وأوضح أن عشيرة الجحيش قدمت أكثر من 200 مقاتل من أبنائها، ووضعتهم تحت تصرف قيادة الوحدات الكردية، بينما قدمت عشيرة الشرايين 100 مقاتل، لافتا إلى وجود أكثر من 250 مقاتلا من أبناء العشيرتين يقاتلون إلى جانب القوات الكردية منذ أشهر على الخطوط الأمامية لجبهات القتال ضد تنظيم الدولة؛ في عدة مناطق بريف الحسكة، وفق قوله.
وبحسب النايف، فإن "القيادة العامة للوحدات الكردية ساهمت على مدار السنوات الماضية في منطقة الجزيرة على الجمع بين
العشائر العربية والكردية والإخوة المسيحيين من خلال حل جميع الخلافات بينهما في المنطقة".
من جهته، أكد المتحدث باسم "المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية" في منطقة الجزيرة السورية، مضر حماد الأسعد، أن البيان الذي صدر باسم عشيرتي الجحيش والشرابيين "لا يمثل وجهاء وشيوخ هذه العشائر الأصلاء؛ الذين شاركوا بالثورة وقدموا الشهداء، وكانوا من شرفاء الجيش الحر والثورة السورية"، وفق تعبيره.
وأضاف الأسعد لـ"
عربي21": "لكن النظام السوري ومليشيا "ب ي د" الإرهابية؛ استطاعا شراء بعض النفوس الضعيفة بالمال والنساء أو المناصب الخلبية"، مؤكدا تبرؤ شيوخ ووجهاء عشيرتي الجحيش والشرابيين "من أفعال هؤلاء الذين خانوا الوطن والشعب وباعوا دم الشعب السوري بالمال الحرام"، على حد وصفه.
وقال إن الذين "يدّعون أنهم شيوخ أو أغاوات أو وجهاء، هم بالأساس صناعة البعث والمال ونظام الأسد، وهم طبعا عملوا على تشويه صورة القبائل العربية والكردية الشريفة والوطنية"، كما قال.
وبيّن الأسعد أن أبناء العشائر العربية الكبيرة في محافظة الحسكة، مثل الجبور والبكارة والشرابيين، الذين شاركوا في الثورة، "قامت مليشيات نظام الأسد و"ب ي د" بحرق قراهم ومزارعهم وتجريف منازلهم، وقتل أطفالهم ونسائهم وشيوخهم"، مشيرا إلى ارتكاب "مجازر مروعة في تل حميس وتل براك بريف القامشلي، وتل الفاضل والمثاليث وأم الفرس والخان وريف الهول وجبل عبد العزيز والاغبيش، وريف تل تمر وريف رأس العين والشدادي، ورغم ذلك رفضوا الانصياع للنظام أو المليشيا"، على حد قوله.
يشار إلى أن خارطة العشائر والقبائل العربية في محافظة الحسكة السورية؛ تبدو مقسمة ومشتتة، كواحدة من الصور القاتمة التي رسمتها الحرب في تلك المناطق، حيث دخلت بعض العشائر العربية خلال السنوات الماضية في تحالف ضم قوى عربية وكردية وسريانية، تحت مسمى الإدارة الذاتية، ويهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.