لم يأت الإعلان عن تشكيل ما سمي بـ"حشد الجزيرة والفرات" من المنطقة الشرقية التي قيل إن مقاتليه تتكون منها، بل جاء من دمشق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وبحسب ما جاء في الإعلان عن تشكيل المليشيات الجديدة، فإن الهدف هو المشاركة في العملية العسكرية ضد المعقل الأساسي لتنظيم الدولة في محافظة الرقة.
وأُعلن عن تشكيل هذه المليشيات يوم الأربعاء الماضي. وتحدث بيان صادر عمن أسموا أنفسهم "أبناء
العشائر" من محافظات دير الزور والحسكة والرقة؛ عن انطلاق "الحراك العسكري"، ضد
تنظيم الدولة وتنظيمات مسلحة أخرى، وقال إن قوات عشائر "حشد الجزيرة والفرات" تضم أبناء العشائر العربية في كل من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة.
ودعا البيان من أسماهم "أبناء الجزيرة والفرات في جميع أنحاء
سوريا" للانضمام إلى "
الحشد" والتنسيق معه بهدف محاربة تنظيم الدولة، في سبيل إفشال "مخطط التقسيم في سوريا"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، والتي أعلنت قبل أيام إطلاق معركتها لطرد تنظيم الدولة من الرقة.
وقال الشيخ سرحان الجاسم، وهو أحد وجهاء الجزيرة السورية، إن التنسيق لتشكيل حشد الجزيرة والفرات بدأ منذ بداية التطورات العسكرية التي لا تزال تشهدها المناطق العشائرية في شمال وشمالي شرقي سوريا، والتي بدأت تتبلور مؤخراً حول التفاهمات الدولية باقتراب موعد معركة الرقة.
وأضاف لـ"
عربي21"؛ أن قوات "حشد الجزيرة والفرات" تتكون بشكل أساسي من أبناء عشائر العكيدات والبكارة والخرشان والمعامرة، وذلك بعد نجاح من سماهم "وجهاء العشائر الشرفاء" في جذب مدربين خاضوا معارك في عدة مناطق سورية منذ سنوات، بهدف تدريب أبناء العشائر الذين تطوعوا لخوض المعارك ضد تنظيم الدولة، وفق قوله.
وكشف الجاسم أن إعلان تشكيل حشد الجزيرة والفرات تم "بالتنسيق المباشر مع النظام السوري وبطلب منه، كتمهيد للمشاركة بالسيطرة على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة، بالإضافة إلى التصدي لأي مشروع يطالب بالتقسيم ويمس وحدة الأراضي السورية في محافظتي الحسكة والرقة"، كما قال.
وأكد الجاسم أن العشائر العربية تلقت وعودا من النظام السوري بتقديم الدعم المالي والعسكري اللازم "لتدريب الآلاف من أبنائها"، مضيفا أن "الفترة المقبلة ستشهد دورا رئيسيا لقوات حشد الجزيرة والفرات على الصعيد العسكري والسياسي"، على حد تعبيره.
من جانبه، تحدث الناشط السياسي السوري عمار مطرود؛ عن عدم وجود إرادة دولية لدعم مثل هذه الخطوة "في ظل وجود وحدات الحماية الكردية التي تسيطر على الأرض، وستبقى القوة الوحيدة المهيمنة، حتى إذ تم بالفعل دخول قوات حشد الجزيرة والفرات للمعارك ضد تنظيم الدولة"، وفق تقديره.
واستبعد مطرود في حديث لـ"
عربي21"؛ أن تكون خطوة الإعلان عن "حشد الجزيرة والفرات" التفافا على عملية "درع الفرات" التي تدعمها الحكومة التركية، مبينا أن درع الفرات "تيار آخر مختلف تماما من حيث الأهداف والتوجهات، ولا يقتصر على التجاذبات الداخلية، بل يتم وفق إطار خارجي بالتنسيق بين واشنطن وأنقرة"، كما قال.
يشار إلى أن النظام السوري استدعى في بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ بعض وجهاء وشيوخ العشائر العربية المؤيدين له، لحضور اجتماع في دمشق بغرض بحث إمكانية إنشاء مليشيا "عشائرية"، وسط ارتفاع أصوات عشائرية مؤيدة تندد بتسليم النظام عدة مناطق بشمال شرقي سوريا لحزب الإتحاد الديمقراطي الكردي "PYD"، إلا أن النظام كان يتجاهل هذا التذمر بسبب فعالية الحزب المذكور كورقة سياسية بيده عمل على استخدامها في الحلف الدولي ضد تنظيم الدولة، وفق ما يراه ناشطون.