نشر موقع "ذي دايلي بيست" البريطاني تقريرا، تحدث فيه عن كرة الثلج التي أطلقتها لعبة
بوكيمون غو الجديدة، حيث اجتاحت هذه اللعبة العالم في وقت جنوني وأدمن عليها الكثيرون.
وقد أصبحت اللعبة الأشهر على الإطلاق، حيث تعتمد على تقنية حديثة تُعرف بالواقع المُعزز الذي يجعل شخصيات اللعبة تظهر لك على شاشة هاتفك وهي في المكان نفسه الذي أنت متواجد فيه، على أرض الواقع.
وأشار الموقع، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه جُن جنون الأمريكيين بهذه اللعبة، التي تجمع بين الخيال والواقع، إلى حد إطلاق عنان إشاعات على موقع "فيسبوك" حول تسببها في جرائم قتل وسفك دماء. وأصبح الأمر أشبه بالانفجار، بحثا على الفرقعة الإعلامية والكسب المادي، ليس إلا.
وفي محاولة لتعقب من تسبب في بث وترويج هذه الإشاعات، قال الموقع إنه من غير المنطقي أن يُصدق الناس مزاعم موقع "كارتل برس" الذي يتهم مستخدمي هذه اللعبة بسفك الدماء، في حين أن ذنبهم الوحيد هو البحث عن التسلية بالتنقل في الحدائق العامة والشوارع للقبض على بوكيمون.
وفي هذا الصدد، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، نشر هذا الموقع إشاعات، لعل أغربها، قتل مراهق لأخيه بسبب بيدجي (Pidgey)، أحد شخصيات اللعبة.
ولم يكتف بذلك الحد، بل زعم في خبر آخر نشره لاحقا، مفاده أن شابا يبلغ من العمر 26 سنة تسبب في عدد لا يحصى من القتلى على طريق سريع في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، حين توقف فجأة بسيارته من أجل القبض على بيكاتشو (أحد شخصيات اللعبة). كان لذلك الوقع الكبير، حيث نُشِر الخبر الأول 10 آلاف مرة على "فيسبوك"، بينما كان نصيب الأسد للخبر الثاني، الذي نُشر 384 ألف مرة.
وأشار الموقع إلى أن موقع "كارتل بريس" لم يكن الوحيد الذي تسبب في تفاقم هستيريا بوكيمون، بل قام لاعبون على مواقع أخرى بخداع الناس ودعوتهم للتبرع لسائق سيارة أجرى في ولاية تكساس، ادعى أنه كان شاهدا على جريمة قتل مُختلقَة، عندما كان يصطاد في بوكيمون، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لكن لم يُثن ذلك الكثير من وكالات الأنباء المعروفة عن إعادة نشر قصص مفبركة، على غرار صحيفة "ذي أتلنتك" التي عنونت أحد تقاريرها بـ"مأساة بوكيمون غو" وتبعتها أيضا نظيرتها "نيويورك بوست".
وفي سياق متصل، نقل الموقع ما قاله بابلو راياس الذي فبرك الجرائم الزائفة، حول لعبة بوكيمون، على موقع كارتل براس: "ما حدث هو أنني كنت أقوم بتجربة منصة جديدة لموقع كارتل براس... كنت أختبر كيفية عمل الموقع، حيث قمت بكتابة القصص، لمعرفة ما إذا كانت المنصة ستعمل بشكل صحيح، وما إذا كانت البرمجيات التي أستخدمها ستوجه تلك القصص إلى الصفحة الأولى تلقائيا. وقد عملت بشكل جيد". وأضاف قائلا: "انتشار القصص بتلك الطريقة، كان صدفة".
وأضاف الموقع أنه لم يُعر مستخدمو الأنترنت اهتماما لتلك القصص في البداية، وكانوا يعتبرونها محاولة ساخرة لنقد اللعبة.
لكن فجأة انتشرت كاللهيب من صفحةِ "فيسبوك" إلى أخرى، ومن موقع إلى آخر، ثم إلى "تويتر" مباشرة، بسبب العناوين المثيرة للانتباه. وفي هذا الصدد قال راياس: "إن الناس يتأثرون بالعناوين، لكن عند الاطلاع على محتوى التقارير، سيجدون الأمر مضحكا ويكتشفون بذلك أنها زائفة".
فعلى سبيل المثال أراد راياس في قصة قتل المراهق لأخيه، أن يقدم نظرة ساخرة مثيرة، لجلب المتتبعين. وقد نجح في ذلك، حيث قام باصطياد ما يقرب عن نصف مليون معجب على "فيسبوك".
وأفاد الموقع أن أليكس راميراز ساهم بدوره في انتشار رهاب بوكيمون حيث أنشأ حسابا على الأنترنت، نشر فيه شريط فيديو قام بتصوره سابقا، يظهر ما يشبه مسرحا لجريمة قتل.
وكان هدفه جمع تبرعات له ولفائدة السائق الذي زعم أنه كان شاهدا أيضا على الجريمة نفسها، وقد جمع بذلك أكثر من 5 آلاف دولار، بالرغم من أن الشركة الناشرة نبهت من أنها إشاعة ليس إلا. ومن جهة أخرى كَذّبت شرطة المدينة الإشاعة وما راج حول جريمة القتل وأكدت أنها لم تتلق نداء استغاثة حولها.
وقال راميراز، بعد أن أعرب عن ندمه على فعلته التي تسببت له في نهاية المطاف، في تهديدات بالقتل علاوة عن طرده من عمله: "لم أر أي جريمة قتل... عندما دخلت إلى موقف السيارات، رأيت شيئا غريبا ملفوفا في كيس قمامة يسقط من مقعد شاحنة".
وفي الختام، صرح المتحدث باسم شركة "فاند رايزنغ" التي تُعنى بجمع التبرعات على شبكة الأنترنت، أنها تنوي إرجاع أموال التبرعات، الموجودة في حساب راميراز، إلى أصحابها.